«هنوف».. فقدت زوجها تحت «القصف».. وعملت على ماكينة خياطة لتكسب رزقها

«هنوف».. فقدت زوجها تحت «القصف».. وعملت على ماكينة خياطة لتكسب رزقها
- الأوراق الرسمية
- الإدارة التعليمية
- البحث عن وظيفة
- التواصل الاجتماعى
- السفارة السورية
- الشعب المصرى
- اللاجئين السوريين
- حياة جديدة
- حياة سعيدة
- أخبار سوريا
- الأوراق الرسمية
- الإدارة التعليمية
- البحث عن وظيفة
- التواصل الاجتماعى
- السفارة السورية
- الشعب المصرى
- اللاجئين السوريين
- حياة جديدة
- حياة سعيدة
- أخبار سوريا
حياة سعيدة كانت تعيشها هنوف محمد عبدالحى، البالغة من العمر 37 عاماً، مع زوجها وابنها صاحب الـ14 عاماً، وابنتها ذات الـ12 عاماً فى سوريا، وتعمل «خياطة»، لكن حياتها انقلبت رأساً على عقب، حينما تعرض منزلها للقصف واستشهد زوجها أثناء القصف.
لم تستطع «هنوف» العيش يوماً واحداً هناك بعد وفاة زوجها وقصف بيتها، وقررت السفر إلى مصر، لكى تنجو بحياتها وحياة أولادها، وما تبقى من أسرتها، لتبدأ حياة جديدة، كغيرها من اللاجئين السوريين، وذلك على حد قولها: «كنت باشتغل خياطة فى سوريا، انقصف بيتى وتوفى زوجى، كل شىء عنا راح وصار على الأرض، وما بقى لى شىء هناك».
{long_qoute_1}
اصطحبت «هنوف» أولادها، وأباها وأمها، وابن أخيها، وجاءت إلى مصر منذ 4 سنوات، تاركة وطنها الأم «سوريا»، لكونها لم تعد قادرة على العيش فيه، حيث لم يبق لها شىء هناك، لما يعيشه الوطن من حرب ودمار طال كل شىء، استقرت «هنوف» فور وصولها إلى مصر فى شقة «إيجار» بالحى الثانى بمنطقة 6 أكتوبر، عاشت فيها مع أسرتها، وبدأت فى البحث عن وظيفة، لكى تتمكن من العيش حياة كريمة، تصرف من خلالها على أولادها، وبالفعل عملت مدرسة أطفال بإحدى الحضانات الموجودة فى منطقة 6 أكتوبر، والقريبة من المنزل، لم تستمر «هنوف» طويلاً فى عملها كمدرسة أطفال، فبعد مرور 6 أشهر، قررت «هنوف» العودة إلى عملها الأول، الذى اعتادت عليه، وهو «الخياطة»، وذلك على حد تعبيرها: «أول ما بلشت أفكر فى الخياطة، فيه ناس عطونى رقم الأستاذ شاهر رجوب، الإعلامى السورى، حكيت معه وطلبت منه ماكينة خياطة، وبالفعل تانى يوم الماكينة كانت عندى بالبيت، وبلشت شغل فوراً»، بدأت «هنوف» العمل على ماكينة الخياطة فى المنزل، فى بداية الأمر، وبمرور الوقت أصبح لديها ورشة قريبة من منزلها تعرض فيها منتجاتها من الملابس المطرزة، بجانب عملها المستمر فى البيت، الذى اضطرها إلى ترك السكن مع والديها، والذهاب إلى شقة أخرى هى وأولادها فقط، وأرجعت ذلك إلى الضوضاء التى تحدثها ماكينات الخياطة، والتى قد تتسبب فى إزعاج والديها، نظراً لكبر سنهما، قائلة: «ربنا كرمنى وصار عندى 10 ماكينات، وعندى 5 شغيلة سوريين، 3 شباب وبنتين، وتعاملت مع عدد من الشركات بمنطقة العبور، وشغلى زاد، نحمد الله».
لم تفرق «هنوف» بين الجنسيات فى العمل، فهى لا تشترط الجنسية السورية على العاملين معها، فشرطها الوحيد أن يكون الفرد المتقدم للعمل معها يحترف استخدام الماكينات، ويقدم لها إنتاجاً كبيراً فى وقت موجز: «ما بيهمنى جنسية الناس اللى بتشتغل معايا، أهم حاجة شغلهم وإنتاجهم».
وتطرقت «هنوف» للحديث عن كيفية استخراج الأوراق الرسمية فى مصر، وعلاقتها بالسفارة السورية فى القاهرة، قائلة: «شهادة الميلاد وتجديد الجوازات والأوراق الرسمية بتكون من خلال السفارة السورية، لكن الأوراق الخاصة بمدارس أولادى، بتكون من خلال التعامل مع الإدارة التعليمية مباشرة، مثلى مثل المصريين». رغم استقرار «هنوف» فى مصر، وانشغالها بحياتها الجديدة، لكنها لم تنس للحظة واحدة وطنها الأم، بل تطالع كل يوم أخبار سوريا، من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، والتلفاز، ومن خلال أصدقائها السوريين الموجودين فى مصر، لتعلم كل ما هو جديد فى سوريا: «عندى أصدقاء وجيران سوريين، بنتقابل مع بعض، وبنطمن من بعض على الوضع هناك، الوطن أم، لا يمكن يتنسى، مهما عشنا بعيد عنه، حسبى الله ونعم الوكيل بكل واحد طلعنا وشردنا من بلادنا».
قصف سوريا والحروب فيها تسببت فى تفكك أسرة «هنوف» وابتعاد الأخوة عن بعضهم، وذلك على حد تعبيرها: «حالياً ما لى حدا فى سوريا، كله طلع من البلد، عندى أخى وأختى فى تركيا، وأخى الثانى وعيلته فى دبى، وأخى الثالث وعيلته فى لبنان».
وعن المشاكل التى تواجه «هنوف» فى القاهرة، تقول: «ما فيه مشاكل بتصير معى هون فى مصر، إلا شىء واحد، غلاء المعيشة، والإيجار رفعوا السعر كتير، الله يكون بعون الفقير هون».
وانتهت «هنوف» بالحديث عن الشعب المصرى، قائلة: «أنا بعشق الشعب المصرى، هو شعب طيب كتير، وبشكر من كل قلبى كل شخص من أصل مصرى، وقف جنبى وساعدنى وكان سبب نجاحى فى مصر».
ورشة «هنوف» التى تصرف على ابنها
الابن الوحيد