جيران إرهابى «مسطرد»: عائلته فقيرة.. ولديه 3 أشقاء أحدهم سائق سُجن فى قضية مخدرات

كتب: أحمد العميد

جيران إرهابى «مسطرد»: عائلته فقيرة.. ولديه 3 أشقاء أحدهم سائق سُجن فى قضية مخدرات

جيران إرهابى «مسطرد»: عائلته فقيرة.. ولديه 3 أشقاء أحدهم سائق سُجن فى قضية مخدرات

فى شارع مكة بمنطقة عين شمس يقطن منزل الإرهابى عمر محمد أحمد مصطفى، الذى فجر نفسه أعلى الكوبرى الحديدى بعد فشله فى مهمته الانتحارية بتفجير كنيسة مسطرد، وتحديداً فى شقة مساحتها 60 متراً فى الطابق الأول من برج سكنى جديد أنشئ قبل نحو عامين وبضعة أشهر يحمل رقم 62، مدخل العقار فى حارة صغيرة جداً مسدودة لا يزيد طولها على 30 متراً وعرضها 4 أمتار اسمها «أم سوسو».

بمجرد دخولك شارع مكة الشهير ببيع المخدرات، يلتقيك الكثير من الشباب «الديلر» يعرضون عليك أنواعاً عدة من المواد المخدرة، بل إنهم يتزاحمون عليك أحياناً، هنا يعيش الإرهابى منذ ولادته حتى تنفيذه لعمليته الانتحارية الفاشلة، الكثير من الناس هنا لا يرغبون فى الحديث عنه، بعضهم ليس لديهم ما يقولونه عنه، فهو شخص ليس له نشاطات واضحة فى هذه المنطقة التى ولد فيها، لا أحد يرغب فى الكلام، كلمات قليلة تفوه بها عدة أشخاص «كان طيب وفى حاله ومانعرفش عنه حاجة ولا لينا صلة بيه».

{long_qoute_1}

«أنا اتصدمت فيه ومذهول لغاية دلوقتى، بقى عمر الولد اللى فى حاله هو ومراته وبنته، ده كان بيمشى هو ومراته وبنته فى الشارع غلابة وفى حالهم»، بهذه الكلمات بدأ رضوان السمطى، فى العقد الرابع من عمره، مالك العقار الذى يسكن فيه الإرهابى «عمر»، حديثه لـ«الوطن»، ليعبر عن ذهوله الشديد بتفاصيل الحادث، مشيراً إلى أنه عندما أخبره الناس أنه متورط فى الحادث الإرهابى، ظن أن نسبة تورطه لا تخرج عن وجود رقم هاتفه على هاتف أحد المشاركين فى الهجوم أو قيامه بنشر منشور على صفحته بموقع «فيس بوك»، معلقاً: «مش متخيل إنه فى 24 ساعة الراجل اللى طالع نازل عليا يبقى مجرم إرهابى وفجر نفسه».

كان «رضوان» يخطط لمشروع بناء برجه السكنى الكبير فى قطعة الأرض هذه قبل ثلاثة أعوام لكن عائقاً كان يقف أمامه هو أسرة الإرهابى «عمر» التى كانت تأخذ غرفة فى أرض فضاء بالإيجار القديم، والتى كانت تعانى من حالة مادية صعبة إذ كانت تعتمد فى دخلها على بيع «الفول» على عربة متجولة، معلقاً: «كانوا فى حتة الأرض دى وكان ليهم أوضة إيجار جديد ولما اشتريت الأرض وحبيت أبنى عرضت عليهم إنى أبنى ويبقى ليهم شقة فى العمارة، وكانت الست والدته هى اللى قبلت العرض وكان معاها ولادها، هى كانت غلبانة وكانت تتلقى زكاة الفطر»، مشيراً إلى أن أسرة الإرهابى مكونة من أم و4 أبناء أكبرهم الشيخ مصطفى الذى لا يزال يعمل فى بيع الفول بمطعم بمنطقة «المساكن»، وهو أكثر إخوته تديناً والتزاماً، ويليه «إيهاب»، يعمل فى السعودية سائقاً، وهو أكثر إخوته انحلالاً، بحسب المحيطين به، وقبل سفره إلى السعودية منذ بضع سنوات كان يعمل سائق ميكروباص وتم سجنه بتهمة تعاطى المخدرات، ومن بعده «محمود» ثم أصغرهم الإرهابى «عمر».

يتابع صاحب العقار عما جرى إثر الحادث مباشرة: «لاقيت مفتش المباحث جالى وبيسأل أنت اشتريت المكان ده من مين، والأرض الفاضية كان فيها عشة، هما مين، لأن المعلومات اللى جات له إنه ساكن فى المكان ده وفى عشة، لكن شرحت له إنى بنيت البيت وخدته منهم وجم خدوا زوجته وطفلته، وحتى خدوا أخواله اللى فى بنى سويف، وأبوهم ميت من زمان»، موضحاً أن الإرهابى من محافظة المنيا ولم يكن له أى اختلاط بأحد من الجيران حتى الجار الملاصق له، ولم يكن يتحدث مع أحد، حتى إنه ليس معه رقم هاتفه، مؤكداً أنه لم يكن يتردد على منزله سوى والدته: «إحنا قاعدين على باب العمارة والحارة اللى اسمها أم سوسو دى، بنشوف اللى طالع واللى نازل والولد ده كان أغلب من الغلب ما حدش كان بيزوره أبداً ولا كنا نعرف شغال إيه وبيروح فين وبييجى منين»، متعجباً من قيامه بمحاولة تفجير كنيسة فى مسطرد وبجواره كنيسة لا تبعد عن منزله بـ100 متر، وهى كنيسة مارمينا بشارع مصطفى حافظ المتقاطع مع شارعه.

{long_qoute_2}

أما جيرانه فقد أبدوا اندهاشهم من الجريمة الإرهابية التى نفذها جارهم الصامت المنطوى، ويقول أحدهم، فى العقد الخامس من عمره رفض ذكر اسمه، إن «عمر» لم يسبب إزعاجاً لأى من جيرانه أو أصدقائه، متعجباً من انضمامه إلى تنظيم إرهابى لشن هجوم على كنيسة لقتل مسيحيين فى حين أن جيرانه بذات العقار نفسه والعقارات المجاورة من المسيحيين، قائلاً: «بنتعجب كلنا لأن جيرانه مسيحيين وماضايقش حد منهم ولا كشر فى وشهم وفى حاله طول الوقت، ولو كان عايز يفجر كنيسة، ما فى كنيسة جنبنا بـ50 متر تقريباً، ما فجرهاش ليه؟».

وقال أحد شباب المنطقة إن «عمر» كان يمر على المقهى ويلقى السلام فى كل مرة ينزل فيها إلى الصلاة، وأن زوجته كانت منتقبة ولم تختلط بالجيران، معلقاً: «إحنا كلنا زعلانين عليه، وبندعى على اللى خلوه يفجر نفسه لأنهم غسلوا دماغه، إزاى يسيب بنته اللى لسه سنة ونص ومراته وينتحر». شاب آخر من رواد المقهى أكد أن الحادث عليه الكثير من علامات الاستفهام، وأن القنبلة التى انفجرت من الواضح أنها بدائية الصنع حتى تحتفظ بنصفه الأعلى، وأن مقطع الفيديو أوحى أنه ذهب على الكوبرى بعيداً عن المواطنين وفجر نفسه، ما يرجح أنه كان مجبراً على العملية.


مواضيع متعلقة