الأقباط يتوافدون على «كنيسة العذراء» بمسطرد بعد محاولة تفجيرها

الأقباط يتوافدون على «كنيسة العذراء» بمسطرد بعد محاولة تفجيرها
- أحكام قضائية
- أمن القليوبية
- إدارة البحث الجنائى
- إضاءة الشموع
- ارتداء ملابس
- الأمن العام
- الباب الرئيسى
- البابا شنودة
- أجهزة الأمن
- كنيسة العذراء
- كنيسة مسطرد
- أحكام قضائية
- أمن القليوبية
- إدارة البحث الجنائى
- إضاءة الشموع
- ارتداء ملابس
- الأمن العام
- الباب الرئيسى
- البابا شنودة
- أجهزة الأمن
- كنيسة العذراء
- كنيسة مسطرد
تزاحم الزائرون فى طوابير طويلة أمام البوابة الرئيسية لكنيسة العذراء بمسطرد، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، فى انتظار انتهاء إجراءات التفتيش المتبعة، من قِبل عدد من الكشافة الخاصة بالكنيسة، فيما افترش عدد كبير ممن يقومون «بدق الوشم»، على جانبى الكنيسة من الداخل، إذ يعتبرونها فرصة للرزق، خلال أيام المولد، الذى بدأ منذ يوم 7 وحتى 21 أغسطس الحالى، ولم تمنع التشديدات الأمنية من وجود بائعى الحمص والحلاوة المنتشرين فى كل مكان بجوار الكنيسة، أملاً فى مزيد من الرزق.
بمجرد أن تخطو بقدميك إلى صحن الكنيسة، تجد العائلات التى افترشت الأرض، مصطحبة معها «الأكل والشرب»، يتسامرون تارة، ويلتقطون الصور التذكارية تارة أخرى، فيما تزين بعض الصغار من الإناث بملابس العذراء، وحرص الذكور على ارتداء ملابس الكهنة، ابتهاجاً بالمولد الذى يقام كل عام، واتشحت بعض سيدات الكنيسة بغطاء للرأس مزين بصور البابا شنودة ابتهاجاً بالمولد.
ودقت أجراس الكنيسة معلنة عن موعد الصلوات فى تمام الثامنة صباحاً ليتجه عشرات الزوار إلى القاعة التى سيُقام فيها «قداس العذراء»، لتأدية الصلاة والدعاء للرب لقضاء حوائجهم، وإضاءة الشموع.
عشرات من المصلين جلسوا داخل قاعة القداس، على المقاعد الخشبية المخصّصة لهم، والمرصوصة بجوار بعضها البعض، ينصتون إلى الألحان الصادرة عن الكهنة والترانيم التى يرددها الشمامسة بملابسهم البيضاء، التى يزينها وجود الصليب.
«العذراء زى ما حمت عيالها إمبارح.. هتحميهم النهارده بشفاعتها وإيمانها الكبير للرب»، جملة عبرت بيها «أم مريم» عن إيمانها الشديد بالعذراء، فى بداية حديثها، وهى جالسة أمام باب الكنيسة. جاءت «أم مريم» إلى كنيسة العذراء، من إمبابة، لتملأ أكياساً من مياه البئر «المباركة» عندهم، التى تراص أمامها الزائرون بكثرة: «جيت الساعة ٦ الصبح مع جوزى واولادى واخواتى، علشان نزور العذراء ونشوف المولد، ونشرب من البير، دى مياه مباركة، اللى بيشرب منها بيُشفى، لكن مابنحضرش القداس، بنلف شوية ونروح».
بعد سماع «أم مريم» بالحادث الذى كاد يحصد أرواح العشرات على الأقل فى هذه الكنيسة، توقعت أن تجدها فارغة من المصلين، لكنها تفاجأت بالوضع هناك، تقول: «كنت متخيلة أن بعد اللى حصل إمبارح الناس مش هتيجى هنا، لكن لقيت الدنيا زحمة أكتر من العادة.. التفجيرات بتشجعنا على الزيارة والصلاة، مابتخوفناش». وأنهت حديثها بنبرة صوت يملأها الفخر، قائلة: «بنتمنى نموت ضحايا للعذراء.. علشان كده مابنخافش من التفجيرات.. بالعكس بنروح أكتر.. حد طايل إنه ينول الشهادة».
على أحد المقاعد الخشبية الموجودة داخل القاعة المقام فيها «قداس العذراء»، جلست ميرنا مجدى، فى بداية العشرينات، بجوار والدتها المرتدية عباءة سوداء، متشحة بغطاء للرأس، حيث جاءتا إلى الكنيسة من منزلهما بمسطرد، فى تمام السابعة والنصف صباحاً، لتحضرا القداس. تقول «ميرنا»: «كل اللى حصل إمبارح ده بحماية من العذراء، والتفجير كمان حصل فى يوم معروف إنه زحمة.. نشكر الرب أنها عدت على خير بدون خسائر».
{long_qoute_1}
من جانبها، كثفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها للوقوف على ملابسات واقعة محاولة تفجير كنيسة العذراء بمسطرد، بمحافظة القليوبية، ظهر أمس، وتجرى القوات تحريات مكثفة لتحديد هوية الإرهابى الذى فجر نفسه أمام الكنيسة، بسبب الوجود الأمنى أمام الكنيسة. وتنتظر النيابة نتيجة تحليل «دى إن إيه» للوصول إلى هوية المتهم، فيما تكثف أجهزة الأمن جهودها للوصول إلى الأشخاص الذين ساعدوا المتهم وجهزوه وأمدوه بالمواد المتفجرة.
وبدأ فريق البحث الذى يضم ضباطاً من إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القليوبية، وضباطاً من قطاعى الأمن العام والوطنى، تحت إشراف اللواء جمال عبدالبارى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن، واللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، فى فحص ملفات العناصر الإرهابية الهاربة فى قضايا تفجيرات الكنائس، التى وقعت فى القاهرة والإسكندرية، وأيضاً العناصر الإرهابية المشتبه فيها، بارتكاب وقائع مماثلة.
ولا تزال قوات الأمن تواصل جهودها لكشف ملابسات الواقعة بالكامل. وكشفت التحريات والتحقيقات التى جرت بمعرفة فريق من ضباط المفرقعات، عن أن الإرهابى كان يرتدى حزاماً ناسفاً وليس عبوة، لأن المعاينة ومناظرة الجثة أكدت تحول الجزء السفلى للإرهابى إلى أشلاء عقب تفجير نفسه على بُعد 250 متراً من الباب الرئيسى للكنيسة.
وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات: إن النيابة العامة تجرى تحقيقات موسّعة فى الواقعة، وكلفت الطب الشرعى بإجراء تحليل «دى إن إيه»، وأخذ عينة دماء، لتحديد هوية الإرهابى، كما كلفت جهات التحقيق، عقب تحديد هويته، ببيان ما إذا كان مطلوباً فى قضايا عنف من قبل، أو هارباً من أحكام قضائية فى قضايا إرهاب.