اهتمام رئاسى بـ«متحدى الإعاقة».. وطلاب الجامعات: «لسه التمييز مستمر»

كتب: أحمد أبوضيف

اهتمام رئاسى بـ«متحدى الإعاقة».. وطلاب الجامعات: «لسه التمييز مستمر»

اهتمام رئاسى بـ«متحدى الإعاقة».. وطلاب الجامعات: «لسه التمييز مستمر»

جاء إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2018 «عاماً لذوى الإعاقة»، ثم توجيهه بإصدار قانون لهم قبل 6 أشهر فى فبراير الماضى، نقطة مضيئة لهذه الفئة التى طالما عانت الأمرين من قلة اهتمام الحكومات المتعاقبة بطبيعة ظروفهم الصعبة فى التعامل مع متطلبات الحياة والمجتمع.. الرئيس حرص على توجيه كل مؤسسات الدولة لهذا الملف المهم والحيوى، وتذليل كل العقبات أمام ذوى الاحتياجات الخاصة حتى يستطيعوا تحقيق كل أحلامهم وطموحاتهم فى مجتمع يحتاج إلى أن يقدر مكانتهم ويشعر بوجودهم. وسط فئات ذوى الإعاقة يوجد عدد كبير من طلاب الجامعات، والمعاهد العلمية العليا التابعة لوزارة التعليم العالى، «الوطن» ترصد فى هذا الملف أهم الحقوق والواجبات التى يجب أن تتوافر لهذه الفئة بالجامعات من طرق تعليمهم، ووسائل وأدوات تلبى متطلباتهم الجامعية، خاصة بعد ظهور شكاوى لهؤلاء الطلاب من منع بعضهم من الالتحاق بأقسام بعينها داخل عدد من الكليات والمعاهد الجامعية.

{long_qoute_1}

«تحدوا ظروف إعاقتهم، ولم ييأسوا، واجتهدوا فى مراحل التعليم المختلفة، وأثبتوا نجاحهم، حتى وصلوا للمرحلة الجامعية، ولكنهم صُدموا من تعامل الجامعات».. هكذا عبر عدد من الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة عن التحديات والمشاكل التى فوجئوا بها داخل الحرم الجامعى، وتقف حائلاً أمام تحقيق طموحاتهم.

وأكد محمد عارف الشافعى، الحاصل على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية بتقدير عام جيد جداً، الذى كف بصره فى أولى مراحل دراسته بقسم اللغة الإنجليزية بآداب جامعة بنها ثم انتقل إلى آداب عين شمس لعدم توافر الإمكانيات بالكلية هناك، أن أى طالب من ذوى الاحتياجات الخاصة يعانى من عدد من المشاكل عند التحاقه للدراسة بالجامعات، وتتلخص فى عدم توافر المستلزمات الدراسية التى يحتاجها، بالإضافة إلى أن الروتين والقوانين تمنع توفير المواد الدراسية لذوى الاحتياجات الخاصة على مسجلات صوتية أو مواد خارج الكتاب الجامعى وغيره.

ورفض «الشافعى» التمييز الذى يعانى منه الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة أثناء التحاقهم بالكليات، وعلى رأسها حجب عدد من الأقسام التعليمية والكليات أمام طلاب ذوى الاحتياجات، مطالباً بإلغاء أى قوانين أو بنود تمنع الطلاب من الالتحاق بالأقسام العلمية المختلفة وتوفير كل الاحتياجات والمستلزمات التى يحتاجها الطالب للمذاكرة، قائلاً: «متحطنيش جوا قالب وتخنقنى».

وتابع الطالب الذى كان الأول على قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، أنه يجب على الدولة توفير العديد من الإمكانيات المادية لذوى الاحتياجات الخاصة، وكذلك تحقيق عدالة التعيين والتوظيف وغيره، مشيداً بالرئيس عبدالفتاح السيسى وإصداره قانون ذوى الاحتياجات الخاصة الذى أعطى ذوى الاحتياجات الخاصة جزءاً من حقوقهم، مطالباً بسرعة الانتهاء من اللائحة التنفيذية للقانون، حتى يكون هناك دمج بين مجتمع ذوى الاحتياجات الخاصة والمجتمع الأم.

وقال الطالب صالح السيد محمد، الحاصل على ليسانس آداب قسم اللغة العربية، جامعة عين شمس، والموظف بمركز «إبصار» بالجامعة، إنه منذ زمن قديم وطلاب ذوى الإعاقات يعانون من إهمال وتقصير وسوء معاملة من المجتمع أو القائمين على تأدية الخدمات، مشيداً بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى تخصيصه عاماً لـ«ذوى الإعاقة» ونظره إليهم، مؤكداً أن قانون ذوى الاحتياجات الخاصة الذى تم إصداره فى فبراير الماضى كان خطوة إيجابية لإعطاء تلك الفئة حقوقها، مطالباً جميع فئات المجتمع بأن يحذوا حذو الرئيس فى الاهتمام بهذه الفئات الضعيفة والمهدرة حقوقهم فى الجامعات.

{long_qoute_2}

ولفت «صالح» إلى أن فئة «ذوى القدرات الخاصة»، تفتقد العديد من الاحتياجات الأساسية التى على رأسها تطبيق نسبة العدالة الاجتماعية فى التوظيف وتحقيق نسبة الـ5% كما أقرها الدستور قبل التفكير فى زيادتها.

وأوضح «صالح» أنه التحق بالمركز منذ تخرجه فى الجامعة عام 2012، مشيراً إلى أنه تم تكليفه بتيسير جميع الأعمال وطرق التدريس أمام الطلاب من خلال كتابة الكتب يطريقة برايل أو إرسالها كمقاطع صوتية عبر «الإيميل» أو «الواتس آب».

وقال الطالب أحمد عبدالخالق، الحاصل على ليسانس آداب قسم اجتماع، وماجستير فى «الصحة النفسية»، إن طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة يعانون من العديد من المشاكل داخل وخارج المجتمع الجامعى، ويتصدرها العامل النفسى الذى يواجهه الطالب، وهو الذى يقف حائلاً أمام أى طالب فى تلقيه الخدمة من أى مكان.

أضاف أن هناك تقصيراً كبيراً يعانى منه الطلاب فى الجامعات المصرية، خاصة من النواحى الاجتماعية والمعنوية، ووجود تمييز، بالإضافة إلى فقدان الجامعات لحملات التوعية للطلاب العاديين تجاه زملائهم من الطلاب المكفوفين أو أى طلاب آخرين ذوى إعاقات، بالإضافة إلى عدم إتاحة الفرصة أمام الطلاب المكفوفين للمشاركة فى جميع الأنشطة وتخصيص أنشطة مميزة لهم، مشيراً إلى أنه لا يوجد اهتمام بالدورات التعليمية وتوفير فرص العمل وإتاحتها.

وأشاد «أحمد» بالقيادة السياسية التى اهتمت مؤخراً بذوى الاحتياجات الخاصة فى الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن قانون ذوى الاحتياجات الخاصة كان عبارة عن النبتة الطيبة التى أعطت هذه الفئة جزءاً من حقوقهم.

وقال خالد أحمد، الموظف بمركز «الإبصار» بجامعة عين شمس، إنه يعمل مدرباً على برامج الإبصار والكتابة للطلاب الجدد من الثانوية العامة، عن طريقة برايل أو دورات مكثفة عن كيفية الكتابة والتعامل مع جهاز الحاسب الآلى، بالإضافة إلى أنه يعمل على تجهيز الكتب الدراسية وتحويلها من «word»، إلى «mp3»، لافتاً إلى أن هناك خطة تم وضعها لتنفيذ عدد من دورات التنمية البشرية للطلاب الفترة المقبلة، على كيفىة التعامل مع المجتمع الخارجى وتأهيله وتجهيزه لسوق العمل كى يكون قائداً لمجموعة.

وطالب «خالد» الجامعات بتعديل قواعد الالتحاق بمختلف الأقسام العلمية، وأن تكون متاحة للجميع، قائلاً: «عايزين الأقسام كلها متاحة للجميع، اللى ينجح ينجح واللى يسقط يسقط، كل واحد يعمل اللى عليه، وعلى الدولة توفير الإمكانيات»، لافتاً إلى أن زملاءه يشتكون من العنصرية والتمييز فى الجامعات.

«خالد» طالب المسئولين فى المجتمع الجامعى والمدنى بأن يحذوا حذو الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاهتمام بذوى الإعاقة، بالإضافة إلى تزويد أوتوبيسات النقل العام بناطق يردد رقم الأوتوبيس عند توقفه فى المحطة، والمكان المتجه إليه، وضرورة كتابة أسماء الأدوية على العبوات بطريقة برايل، خاصة أن هناك دواءً للسكر يقدم بهذه الطريقة ويتمنى المكفوفون تعميم هذا على كل الأدوية.

من ناحية أخرى قال محمود خليفة، الطالب بالفرقة الرابعة قسم فلسفة بآداب عين شمس، إن هناك أوجه قصور كثيرة فى الجامعات، مشيراً إلى أن من أهم المشاكل التى تواجهه، ومن فى مثل ظروفه، صعوبة التنقل والحركة، خصوصاً مع عدم وجود أى ممرات مخصصة لهم، ومجهزة لسير أصحاب الاحتياجات الخاصة الحركية، بالإضافة إلى وجود مشكلة رئيسية، وهى أن معظم المصاعد الكهربائية معطلة.

وأضاف خليفة: «هناك بيروقراطية وروتين معقد من الخمسينات يسيطر على عقول عدد من أعضاء هيئة التدريس فى التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة»، مشيراً إلى أن هناك تمييزاً وتفرقة يعانى منها العديد من الطلاب ذوى الإعاقة فى مصر كلها، مطالباً القائمين على أمر الجامعات بتوفير أماكن مخصصة لذوى الاعاقة بالجامعات، بالإضافة إلى تخصيص عدد من المواد الدراسية لهم تكون بنظام دراسة محدد ومميز.


مواضيع متعلقة