لماذا يلجأ الإرهابيون لتفخيخ أنفسهم عند تفجير الكنائس؟

كتب: أسماء نبيل

لماذا يلجأ الإرهابيون لتفخيخ أنفسهم عند تفجير الكنائس؟

لماذا يلجأ الإرهابيون لتفخيخ أنفسهم عند تفجير الكنائس؟

حادث إرهابي جديد شهدته منطقة "مسطرد" بمحافظة القليوبية، تمثل في تفجير أحد الانتحاريين على نفسه على كوبري "مسطرد" المؤدي لكنيسة العذراء، اليوم، غير أن قوات الأمن نجحت في إحباط محاولة التفجير، وتبين أن منفذ العملية كان بحوزته قنبلة أخرى نجحت قوات الأمن في تفكيكها قبل وقوع كارثة محققة.

ظاهرة استخدام الإرهابيين للعمليات الانتحارية نالت حظها من الانتشار، خلال الفترة الماضية، حيث كانت البداية في الأول من يناير عام 2011، حينما أقدم انتحاري على تفجير نفسه بكنيسة القديسيين بالإسكندرية، ما أسفر عن سقوط 24 شهيدا ووقوع عشرات المصابين، قبل أن يتكرر الأمر نفسه في يوم 11 ديسمبر 2016 عندما قام انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة البطرسية بالعباسية، ووقع ضحية العملية 29 شهيدا وعشرات من المصابين.

أما في أبريل 2017، فجر انتحاري يدعى ممدوح أمين بغدادي نفسه داخل كنيسة مارجرجس في طنطا، وأسفرت العملية عن وقوع 22 شهيدا، وحوالي 70 مصابا.

وعن الأسباب التي تدفع تلك الجماعات إلى اللجوء للعمليات الانتحارية، قال اللواء الدكتور نبيل فؤاد، الخبير العسكري ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للقوات المسلحة، لـ"الوطن"، إنه من أبرز الأسباب التي تدفع لتلك العمليات، أنها أسهل طريقة للإرهابي حتى لا يتم اكتشاف الجريمة، موضحا أنه إذا حمل ذلك الإرهابي قنابل أو أي نوع من الأسلحة فسيكون الأمر مكشوفا، بعكس العملية الانتحارية التي تتلخص في حزام ناسف يرتديه داخل الملابس وتنفيذ جريمته إذا ما تم إحباطها في الوقت المناسب.

وأشار اللواء محمد نورالدين، مساعد وزير الداخلية سابقا، لـ"الوطن"، إلى أن شدة الإجراءات الأمنية وصعوبة اختراقها، تجعل العملية الانتحارية هي الوسيلة الأيسر والأمثل لهم، مشيدا بدور قوات الأمن وقوة سيطرتهم وحسن تصرفهم في إحباط المحاولة الأخرى للتفجير، لافتا إلى أن الجهاز الأمني حاليا في أقوى حالاته بدليل إحباط العملية الإرهابية الأخيرة.

من جانبه، أكد الدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، لـ"الوطن"، أن مناطق مثل طنطا والإسكندرية ومسطرد، تعد أماكن متكدسة بالسكان، ما يجعل تجهيز سيارات مفخخة واستخدامها يحمل قدرا كبيرا من الصعوبة من حيث المخاطر التي ستواجه منفذي العملية، بالإضافة إلى أن العملية الانتحارية المعتمدة على شخص واحد تحتاج قدرات أمنية وتقنية أقل من استخدام السيارات المفخخة لتنفيذ عملياتهم، فضلا عن اللجوء إلى سهولة سيطرتهم على شخص معين والتحكم في معتقداته وإقناعه بتنفيذ عملياتهم بداعي الشهادة.


مواضيع متعلقة