"حمدا لله على السلامة".. إعادة طلاء ثمثال الخديوي إسماعيل يعيد الهدوء للإسماعيلية

12:48 م | السبت 11 أغسطس 2018

ساد الهدوء محافظة الإسماعيلية، عقب قرار اللواء يس طاهر محافظ الإقليم، بإعادة تمثال الخديوي إسماعيل، الذي يقف بشارع الثلاثيني بقلب المحافظة، إلى ما كان عليه قبل "تشويهه"، وكلف المحافظ إعادة طلاء التمثال بلونه الأصلي النحاسي والأخضر، بدلا من الأسود الفضي الذي ظهر مؤخرا.

آراء غاضبة ومناهضة من أهالي المحافظة، عبر "السوشيال ميديا"، تخللت الساعات المعدودة ما بين "تشويه" تمثال الخديوي إسماعيل، وفقا لوصف المعترضين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين قرار المحافظ بإعادته لأصله، وحمايته من "عملية التشويه"، خاصة وأنه رمز لمدينة الإسماعيلية.

وأصدر اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، الاثنين الماضي، تعليمات فورية استجابة منه وردا على ما أثير من بعض نشطاء شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بشأن اعتراضهم على تغيير لون تمثال الخديوي إسماعيل، الحاكم الـ5 لمصر الحديثة من أسرة الوالي محمد علي، صاحب تأسيس مدينة الإسماعيلية الحديثة، ومصنوع من الجرانيت المطلي بالألوان، ويصل طوله لنحو 7 أمتار وبارتفاع مترين عن سطح الأرض.

وأعلن المحافظ، في بيان صحفي، أنه قد أعطى توجيهات لمسؤولي الحي بإعادة التمثال إلى لونه السابق جنزاري وذهبي. وقال المحافظ تعليقًا على دهان تمثال الخديو إسماعيل، باللون الأسود، مع وجود اللون الفضي، إنه كانت هناك تعليمات لرؤساء الأحياء برفع كفاءة وتجميل الميادين والشوراع بالمحافظة، لكن تطرق الحي إلى دهان التمثال مرة أخرى لا يمثل أي ضرر له، لكن بعد اعتراض البعض على تغيير لونه من جنزاري إلى الأسود، يقوم الحي بإعادة لونه مرة أخرى للسابق.

وتعقيبا على استجابة المحافظ، وإعادة التمثال إلى هيئته، علق الأهالي بالكتابة مجددا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلين: "الخديوي إسماعيل حمدا لله على السلامة".

وأشار إلى ضرورة وضع معايير معينة في التعامل مع مثل ذلك التماثيل حتى لا يتكرر هذا الخطأ مجددا، وأن المحافظة تشهد حملة تطوير موسعة تستهدف التجميل والتطوير وليس شىء آخر قائلا: "قد يحدث خطأ لكن على الفور يجري تداركه".

وأكدت دكتورة دينا ياقوت رئيس لجنة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية ومؤسسة مبادرة حماية التراث،لـ"الوطن"، أن ما شهده تمثال الخديوي إسماعيل لم يكن تطويرا على الإطلاق، بل كان "تشويها صارخا" لرمز مهم من رموز المدينة، لكن تدارك الخطأ وإعادة تشكيل لجنة بشكل سريع من وزارة الثقافة وإعادة التمثال لهويته التاريخية أمر جيد، وأضافت: "في كل الأحوال نستطيع أن نقول حاليا حمدا لله على سلامة الخديوي إسماعيل".

{long_qoute_1}

من جانبه، أكد عبدالغني الجندي المؤرخ والباحث في التاريخ الإسماعيلي وأمين عام المركز الوثائقي بالإسماعيلية، أن ما حدث في الإسماعيلية مع تمثال الخديوى إسماعيل، وما حدث بتمثال عبدالمنعم رياض في بورسعيد، "يمثل صورة فاضحة لعجز بل فساد المحليات" وقال: "لقد سقط تمثال رياض في بورسعيد لأن المسؤولين هناك مارسوا الفهلوة في استخدام بلدوزر ليتهشم التمثال ويسقط على الأرض مهانا"، وأضاف أنه في الإسماعيلية حين أرادوا ترميم تمثال خديوي مصر الذي نقل إلى مصر ثقافة وفنون العالم المتمدين "أهانوه".

وأوضح الجندي، لـ"الوطن"، أن "دهانات الفضيحة التي مارسها عامل محارة تحت إشراف رئيس حي أول، يعد إهانة للإسماعيلية بكل ثقلها الحضاري والثقافي كأول بلد أدخل الفنون المهرجانات والاحتفالات الكبرى إلى مصر"، مشيرا إلى أن ذلك حدث في ظل امتلاك الإسماعيلية عدد كبير من الفنانين التشكيليين.

{long_qoute_2}

وقال محمد النادي فنان تشكيلي بالمحافظة، إن الأعمال الفنية في المدنية يجب تحديد ألوانها بما يتناسب مع المكان، و"لا يجب التعامل معها على إنها عمل عشوائي وفقا لرؤية موظفي الحي".

وتابع النادي، لـ"الوطن"، قائلا: "إن التمثال دهن كأنه قطعة موبيليا لا تتناسب بأعمال النحت" وشدد على ضرورة التعلم من الأخطاء، وأن أي تطوير يستهدف الأماكن ذات القيمة التاريخية لا يجب التعامل معها إلا بعد الرجوع للمختصين، كما أنه "لا يجب أن يكون الفيسبوك هو المتحكم في القرارات ولا يجب أن يكون هو من يقوم بتوجيه المسؤولين".