"أثناء محاولات تحويل البول إلى ذهب".. قصة اكتشاف الفوسفور

كتب: وكالات

"أثناء محاولات تحويل البول إلى ذهب".. قصة اكتشاف الفوسفور

"أثناء محاولات تحويل البول إلى ذهب".. قصة اكتشاف الفوسفور

الفوسفور ضمن قائمة أهم العناصر الكيميائية في الكون، ويحمل هذا العنصر الرقم الذري 15 ويرمز إليه بحرف "P"، بالإضافة إلى أنه يوجد على شكلين أساسيين في العالم، أولهما الفوسفور الأبيض، وثانيهما الفوسفور الأحمر، ويعد مكونا أساسيا لغشاء الخلايا الحية والحمض النووي.

ويعتبر الفوسفور الأبيض واحدا من أبرز المواد السامة، حيث تستخدم هذه المادة في صناعة العديد من الأسلحة الفتاكة، ولعل أبرزها النابالم والقنابل الفوسفورية، حسب موقع "العربية. نت".

ويعود تاريخ اكتشاف عنصر الفوسفور إلى القرن الـ17، وهو العنصر الكيميائي الـ13 الذي يكتشفه البشر، وبناء على أغلب المصادر التاريخية، جاء اكتشاف الفوسفور بمحض الصدفة خلال إحدى التجارب الغريبة لعالم الكيمياء (Alchemy)، والتي تصنف ضمن قائمة العلوم التي مهدت لظهور الكيمياء الحديثة، الألماني هينيج براد.

ولد هينيج براد سنة 1630 بمدينة هامبورج الألمانية، وفي فترة شبابه عمل في مجال صناعة الزجاج، ثم تزوج من سيدة ثرية واتجه نحو دراسة علوم الكيمياء في سعي منه لزيادة ثروته عن طريق اكتشاف ما يعرف بحجر الفلاسفة الأسطوري والذي اعتقد أنه يحول المعادن إلى ذهب.

وخلال المرحلة الأولى، أنفق العالم الألماني كامل ثروة زوجته دون أن يحقق نجاحا يذكر، وبعد وفاة الزوجة، تزوج هينيج براد من امرأة ثرية أخرى، وسمح له ذلك ببناء مختبر خاص به.

وفي سنة 1669، لاحظ هينيج براد أن للذهب والبول نفس اللون، وبناء على ذلك، اتجه الأخير نحو البحث عن حجر الفلاسفة الأسطوري انطلاقا من البول، فما كان منه إلا أن باشر بجمع كميات هائلة من بول أصدقائه ليتمكن في النهاية من الحصول على حوالي 5500 لتر.

ومع بداية تجاربه، غلى كمية من البول الموجودة داخل وعاء ليحصل على شراب سميك وخاثر، وعلى إثر ذلك، واصل عملية تسخين هذه المادة حتى قطر نوعاً من الزيت الأحمر المتوهج منها، ومن ثم وضع العالم براد ما تبقى من رواسب في مكان بارد ليحصل في النهاية على مادة متكونة من جزء أعلى متمثل في جسم إسفنجي أسود وجزء سفلي يحتوي أساسا على الأملاح.

وعقب تخلصه من الجزء السفلي، خلط الزيت الأحمر الذي حصل عليه سابقا مع الجزء الإسفنجي الأسود ثم سخن هذا المزيج لمدة قاربت 16 ساعة، ولاحظ العالم الألماني ظهور دخان أبيض وكمية من الزيت قبل أن يتكون الفوسفور، ومن أجل تحويله نحو الحالة الصلبة، توجه هينيج براد إلى الاعتماد على الماء لتبريد الفوسفور.

وبعد هذه التجربة الغريبة، ظن هينيغج أنه نجح في اكتشاف ما يعرف بحجر الفلاسفة دون أن يعرف أن ما حققه هو إنجاز علمي عظيم ليواصل عقب ذلك إجراء مجموعة من التجارب الفاشلة مستغلا هذه المادة بهدف الحصول على الذهب.

عقب نجاح تجربته أطلق هينيج اسم النار الباردة على هذه المادة بسبب توهجها خلال فترات الليل، لكن لاحقا، غير هذه التسمية ليطلق اسم "الفوسفور" على هذا العنصر الجديد، ولكنه تكتم عن اكتشافه خوفا من سرقة أبحاثه.

وبعد مضي حوالي 6 سنوات كاملة، أيقن العالم الألماني أن ما اكتشفه ليس حجر الفلاسفة الأسطوري صاحب القدرات العجيبة وإنما عنصر جديد وغير معروف.


مواضيع متعلقة