أقسام الصحافة فى كليات الإعلام تبحث عن طلاب: مفيش فرص عمل

12:48 ص | الجمعة 10 أغسطس 2018

لم يعد بريق صاحبة الجلالة كسابق عهده، فلا القلوب تتهافت للحاق ببلاطها، ولا الفرحة بالانتساب لها تنتاب الكثيرين، فى ظل انحسار عدد المقبلين على أقسام الصحافة فى كليات الإعلام، إذ لم يتخط الـ45 طالباً فى «إعلام القاهرة» العام الماضى، من بين دفعة قوامها 700 طالب، أغلبهم اختار قسمى «الإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة والإعلان».

أسباب مختلفة ساقها أساتذة الصحافة لتفسير المشهد، الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، ترى أن طالب الإعلام يفضل قسم الإذاعة والتليفزيون، اعتقاداً منه أنه بمجرد تخرجه سيصبح مذيعاً، خاصة أن معظم كليات الإعلام يُقبل عليها طالبات، مع شعور الطلاب بأن فرص العمل فى الصحافة أصبحت محدودة، وتراجع حجم قراءة الصحف مقابل المواقع الإلكترونية.

{long_qoute_1}

وتضيف أن فرص العمل فى الإعلام بشكل عام أصبحت محدودة، نتيجة الوضع الاقتصادى، ما يدفعها للمطالبة بتقليل أعداد المقبولين بكليات الإعلام، وإيقاف افتتاح أى أقسام صحافة أو إعلام: «يكفى 150 طالباً لتعليمهم جيداً، لا يُعقل أن تسمح الدولة باتساع مجال الإعلام بتعدد كلياته وأقسامه، وفى نفس الوقت تكون فرص العمل للصحفيين محدودة». عزوف الطلاب عن قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة بنى سويف، مشهد استوقف الدكتورة نسرين حسام الدين، مدرس الصحافة بالكلية، فهناك تراجع فى أعداد الطلاب عاماً تلو الآخر: «طلاب سنة رابعة 38 من أصل 160 طالباً بالدفعة، والعام الذى تلاه قل العدد ووصل إلى 29 طالباً من بين دفعة قوامها 140 طالباً». تتعجب «نسرين» من المشهد، خاصة أن قسم الصحافة بالكلية يحرص على تدريب الطلاب فى كبريات الصحف المصرية، ويقدم تدريباً صيفياً مختلفاً عن باقى الجامعات، كما يستضيف كبار الصحفيين فى ندوات وورش عمل لنقل خبراتهم للطلاب.

وتُرجع إحجام الطلاب عن الالتحاق بقسم الصحافة، إلى اعتقاد البعض أن دراستها هى الأصعب مقارنة بباقى الأقسام، إلى جانب محاولة البعض تشويه القسم: «مقدمو البرامج ورؤساء تحرير القنوات صحفيون، ودائماً أقول للطلاب إن الصحافة هى القماشة العريضة للإعلام، إذا أتقنت العمل الصحفى يمكنك العمل فى أى مجال بالإعلام».

يستقبل قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة حلوان العدد الأقل من الطلاب، حيث يختار العدد الأكبر قسم «علاقات عامة» تحديداً، وفقاً للدكتورة يسرا أسامة، مدرس الصحافة بالكلية، موضحة أن دفعة العام الماضى كانت 300 طالب التحق بالصحافة منهم 35 طالباً فقط، ما تراه انعكاساً لأحوال الصحافة فى المجتمع.

{long_qoute_2}

وترى «يسرا» أن البساط ينسحب من أسفل قدمى الصحافة الورقية، الأمر الذى ليس وليد اليوم، فقبل عام 2000 كانت الصحافة تعانى من قلة عدد القراء، وتعتمد على الدعم الحكومى والإعلانات، إلى أن تعددت الصحف الخاصة وخلقت رواجاً فى سوق الصحافة، وبدأ المواطن يقرأ، ثم عاد الوضع للتدهور وقلت نسب القراءة، وشعر المواطن أن الصحافة لا تقدم له الخدمة التى ينتظرها، والطالب ليس بمعزل عما يدور فى المجتمع، ولن ينصلح الحال إلا بتقديم الصحافة خدمة أفضل للقارئ.