طلاب فى سوق العمل لتوفير إيجار الشقة: مساعدة الأهل لا تكفى ومحدش بياخدها بالساهل

كتب: آية صلاح

طلاب فى سوق العمل لتوفير إيجار الشقة: مساعدة الأهل لا تكفى ومحدش بياخدها بالساهل

طلاب فى سوق العمل لتوفير إيجار الشقة: مساعدة الأهل لا تكفى ومحدش بياخدها بالساهل

لا تقتصر معاناة الطلاب المغتربين على البعد عن الأهل، بل أرغمهم غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار على طرق أبواب العمل بجانب الدراسة لسد احتياجاتهم، التى تفوق المصروف الذى يتقاضونه من الأهل، ليجمعوا بين محاضراتهم صباحاً والعمل مساء.

عانى مصطفى السيد كثيراً من السكن الخاص المتاح فى محيط جامعته بمدينة السادس من أكتوبر حيث يدرس الهندسة، لم يتوقع الشاب العشرينى، الذى قدم من محافظة السويس، غلاء سكن الطلاب لهذا الحد، لكنه لم يقف مكتوف الأيدى، فانضم للعمل فى مركز تجارى فى أكتوبر لمدة تسع ساعات يومياً لتحسين ظروفه المادية: «المحاضرات بتبدأ من 9 الصبح لحد 3 العصر وبعدها باستلم الشفت بتاعى لحد 12 بالليل، وأيام ببدأ من 8 مساء لحد 5 الفجر، فأخلص شغل وأروح الجامعة أحضر المحاضرات ويادوب ألحق أنام 4 ساعات بالكتير».

اعتاد «مصطفى» أن يلجأ لأسرته لإعانته مادياً على المعيشة، لكن بعد وفاة والده اضطر إلى الاعتماد كلياً على نفسه لتلبية كافة متطلباته، مع الحرص على المذاكرة وحضور المحاضرات حتى يتحقق حلمه فى الحصول على بكالوريوس الهندسة، الذى طالما تمناه منذ سنوات دراسته فى الثانوى الصناعى لمدة خمس سنوات متواصلة.

ممدوح محمود، 21 عاماً، طالب فى الفرقة الثالثة بكلية حاسبات ومعلومات بجامعة المنصورة، قَدم من محافظة الإسكندرية بعدما اكتشف عدم توافر نفس التخصص بجامعة الإسكندرية، ويقيم فى المدينة الجامعية الملحقة بجامعته، واضطر إلى خوض تجارب عمل متعددة لتوفير متطلباته اليومية، فعمل فى محل حلويات، و«ديليفرى» تابع لصيدلية، وفى مطعم، وأخيراً استقر فى عمله الإدارى فى استوديو تصوير: «باشتغل 8 ساعات بجانب الدراسة، وفى فترة الإجازة باخد كورسات فى مجالى، وبانزل تدريب فى إحدى الشركات بجانب الشغل».

يدر «ممدوح» دخلاً يتراوح بين 1500 و2000 جنيه شهرياً، ويتلقى دعماً مادياً من أسرته: «بيساعدونى فى البيت بمصروف شهرى بسيط، ورغم سكنى فى المدينة الجامعية باكل وجباتى كلها من بره، وده بيكلفنى مصاريف إضافية».

يختلف الأمر قليلاً بالنسبة لعمار شادى، 22 عاماً، الذى يدرس الهندسة بأكاديمية الشروق الخاصة بالفرقة الرابعة قسم مدنى، قادماً من محافظة المنوفية، أرهقته مصروفات السكن الخاص، ما اضطره للعمل بجانب الدراسة: «أنا وأخويا بندرس فى جامعة خاصة ومصروفاتها عالية، صعبة على أهالينا لأنهم ناس بسيطة، بالإضافة للسكن الخاص ومصاريفه فكان لازم أشتغل عشان على الأقل أشيل نفسى».

لم يتردد «عمار» فى اقتناص فرص العمل التى أتيحت له على اختلافها: «اشتغلت كاشير فى سوبر ماركت، وعامل فى مزرعة فراخ، حتى كنت بادرب سباحة لسكان مدينة الشروق»، ويعمل حالياً مصوراً حراً بجانب الدراسة، المهنة التى تتميز عن سابقيها بالمرونة فيما يتعلق بساعات العمل، مما يمكنه من تحقيق التوازن بين دراسته الهندسة ومصاريفه اليومية: «باذاكر وبانجح بتقديرات كويسة».

لم يسلم شباب الصعيد من معاناة سكن المغتربين، سعد العثمانى، 24 عاماً، يدرس فى كلية التربية الرياضية بجامعة المنيا، وبالرغم من إقامته فى «ملوى» بمحافظة المنيا، لكن مشواره اليومى للجامعة يتخطى الساعتين، ما دفعه للبحث عن فرصة عمل تعينه على المصروفات المختلفة خلال الدراسة.

اضطر «سعد» للسفر إلى القاهرة بحثاً عن عمل، لقلة الفرص فى محافظته، لكن واجهه غلاء المعيشة بشكل يفوق المنيا، اضطر أحياناً أن يجمع بين وظيفتين، وساعده فى ذلك طبيعة الدراسة فى كليته وعدم اشتراط الحضور اليومى، وعمل مساعداً لشيف وعاملاً فى شركة خدمات طبية، وفرد أمن فى إحدى الشركات: «المضطر يركب الصعب، مش هنتشرط على الشغل».


مواضيع متعلقة