الساحات الشعبية تتراجع في دمياط.. ومواطنون: تحولت لـ"بيزنس"

كتب: سهاد الخضري

الساحات الشعبية تتراجع في دمياط.. ومواطنون: تحولت لـ"بيزنس"

الساحات الشعبية تتراجع في دمياط.. ومواطنون: تحولت لـ"بيزنس"

تراجعت الساحات الشعبية في دمياط عن أداء دورها المنوط مقارنة بالماضي وذلك بعد انتشار الأكاديميات الخاصة، هذا في ظل قيام بعض المدربين باستغلال أولياء أمور بعض اللاعبين وإقناعهم بتمكين أبنائهم من اللعب في نوادٍ كبرى مقابل دفع مبالغ مالية لهم.

ويرى البعض تحول الساحات لـ"بيزنس" هي الأخرى بدلا من كونها نواة لتخريج لاعبين مؤهلين بعدما باتت تؤجر الملاعب لصالح بعض المدربين الذين بدورهم يحددون تكلفة الاشتراك لكل متدرب في الساحة، يأتي ذلك في الوقت الذي أكد لاعب نادي دمياط سابقا تفريغ دمياط من لاعبيها ذوي المهارة هذا بخلاف أن 95% من مدربي الأكاديميات غير مؤهلين.

بدوره، قال أحمد عوض ولي أمر: "لقد تحول الأمر لبيزنس خاص فمنذ سنوات كانت الموهبة هي المقياس، اللاعب الشاطر موهبته بتفرض ذاتها ، أما الآن فقد تبدل الوضع حيث باتت الدولة لا تدير الساحات بل تؤجر الملاعب لمدرب كل لعبة ويجمع كل منهم الاشتراكات من اللاعبين حيث يتراوح اشتراك اللعبة الواحدة للمتدرب من 150 جنيها لكرة القدم والكاراتيه إلى 300 جنيه كالسباحة شهريا".

وتابع عوض قائلا: "للأسف الجهات المعنية غائبة عن أداء دورها المنوط"، مطالبا بضرورة تشديد الرقابة على مراكز الشباب والساحات وتوفير حمامات سباحة بها والاهتمام بكرة قدم بشكل أكبر، موضحا أنه للأسف نتيجة المشكلات الدائرة بين مجلس إدارة أحد النوادي الكبرى بالمحافظة أصبحنا في ذيل جدول الدوري ويبدو أننا سنستمر كثيرا ولن نتأهل لعدم الاهتمام بالنشء أو الناشئين حيث يتدرب نحو 100 لاعب في المجموعة الواحدة وهو ما يعجز معه المدرب في الساحة على الاهتمام بالمتدربين ويدفعه ذلك لعدم المقدرة على اختيار ذوي المهارة على عكس الوضع في الأكاديميات الخاصة.

في السياق ذاته، قال محمد جمعة عضو مركز شباب مركز شباب مدينة السرو: "لا يوجد لدينا ساحات شعبية سوى ملاعب خماسية لكرة القدم تابعة لمركز الشباب ومدرسة لكرة القدم يتم اختيار اللاعبين المميزين من خلالها وعند الإعلان عن إجراء اختبارات لأي نادي مصري تجري الاختبارات غالبا في الساحة الشعبية بدمياط حيث يتم اختيار اللاعبين والتوجه بهم لهذه الاختبارات كما يوجد لدينا عدة لاعبين ناشئين تم اختيارهم بالفعل لنادي المصري وإنبي والأهلي مثل محمد جمال وطلبة الكرتة اللاعب بنادي منتخب السويس الممتاز ب، وزياد ياسر لاعب بتروجيت ومنتخب مصر للشباب، ومازن الجيوشي لاعب مصر المقاصة وفتحي أبو جبر ناشئين المصري والذي انتقل للأهلي"، معتبرا اكتشاف المواهب المدفونة بالقرى والنجوع يتم بجهد شخصي من اللاعب ذاته.

ويقول محمد البراوي، ولي أمر: "للأسف الساحات الشعبية لم تعد كسابق عهدها فلا تمارس فيها كل الألعاب وتعد اللعبة الأبرز فيها كرة القدم فحسب"، ويضيف البراوي: "العام الماضي ألحقت ابني ملك للعب كرة السلة في استاد دمياط أما نجلي مالك فتوجه لأكاديمية خاصة للعب كرة قدم لعلاقة صداقة تربطني بمالكها.

وأضاف البراوي قائلا: "اكتشاف المواهب يعود لدعم الأسرة لنجلها أو نجلتها حيث يظلوا ينفقون كل غالي ونفيس من أجل تأهيل أولادهم ويحاولون التواصل مع مكتشف للمواهب ليدعمهم ويلحقهم بنادي كبير ولكن حاليا لم يعد هناك مكتشفين للمواهب كما كان يحدث من قبل حيث باتت الأكاديميات الخاصة هي من تصل اللاعب للنوادي الكبرى وللاحتراف مقابل دفع مبلغ مادي حيث تحول الأمر لبيزنس"، مضيفا: "للأسف أخبرني عدد من الأصدقاء اتباع الأمر ذاته في الساحات الشعبية حيث تحولت هي الأخرى لبيزنس من قبل بعض المدربين"، متابعا: "فوجئت العام الماضي بتدريب ابنتي على الكرة الطائرة داخل ملعب أرضيته مكسرة في استاد دمياط".

فيما يري أشرف إبراهيم أن اكتشاف المواهب يتم من خلال الشوارع حيث يكتشف أولياء الأمور الموهبة وبعد ذلك تبدأ رحلة ولي الأمر في البحث عن نادٍ كبير ليلعب فيه نجله، وذلك حسب الواسطة حيث انتهى عصر الساحات الشعبية منذ زمن.

ويضيف أشرف قائلا: "لي عدد من الأصدقاء توجهوا قبل أسبوع لنادي إنبي ليجروا اختبارات لاكتشاف المواهب حيث سافر نحو 35 لاعبا لإثبات أنفسهم".

وبدوره يقول أسامة حلمي لاعب نادي دمياط سابقا والمدير الفني لنادي المستقبل في دمياط الجديدة، لـ"الوطن"، إن "مراكز الشباب المنتشرة في كل أنحاء محافظة دمياط إلا من رحم ربي، يتحكم فيها أشخاص جاءوا بأقاربهم ليتحكموا في الجمعية العمومية بدون ممارسة أنشطة فعلية عدا دورة رمضانية أو دورة صيفية وينتهي الأمر حيث تم تفريغ مراكز الشباب من دورها الأساسي وهو اكتشاف المواهب أو وضع قاعدة للاعبي الكرة والبعض من مراكز الشباب قاموا بإقامة ملاعب خماسية لتأجيرها دون الاهتمام بتكوين فرقة فللأسف مراكز الشباب باتت إما مقفولة أو ملعب خماسي أو قاعة أفراح حسب حجمها".

ويضيف حلمي أن الأكاديميات في مراكز الشباب أو الخاصة حيث تأتي المراكز بمدربين يدشنون الأكاديمية داخلها فنحو 95% من المدربين بالأكاديميات غير مؤهلين فمنهم من لم يلعب كرة من الأساس طوال حياته وآخرون لا يعرفون القراءة أو الكتابة وآخرهم لعب دورات في الشارع وتم تفريغ الأكاديميات من محتواها لتتحول لسبوبة ويضحكوا على الأولاد ويوهموهم باللعب مع أندية كبرى ويتحصلوا على مبالغ مالية منهم وبات الموضوع تجاريا بحتا، أما اللاعب ذو المهارة فيلتحق كناشئين ببعض الأندية الكبرى بدلا من الاستفادة منهم في دمياط".

وتابع حلمي قائلا: "لقد فرغت الأكاديميات الخاصة المواهب من محافظة دمياط ولم ينظر أي من مسؤولي نادي دمياط وغزل دمياط للناشئين، حيث يبدأ نادي دمياط الاستعداد للموسم دون وجود أي لاعب دمياطي في المحافظة وهو ما يعد جريمة في حق دمياط فكل اللاعبين الموجودين من خارجها فلا يرعى أحد قطاع الناشئين وكأن هناك خطة ممنهجة لتدمير هذا الفريق كما أن هناك اتجاها لتقنين الأكاديميات ولا يوجد مكتشفو مواهب في دمياط والموهبة هي التي تحكم الأمر والأهم المدرب الذي سيصنع ويطور صاحبها.

وأشار حلمي "لتركه لعب الكرة قبل 21 عاما، حيث لم يكن يوجد احتراف في تلك الفترة وحينما تركت نادي دمياط التحقت بنادي البلدية في الدوري الممتاز وحينها لم يكن هناك عائد من كرة القدم يكفي لحياة كريمة فقررت استكمال مسيرتي في تخصصي كموظف في بنك الائتمان الزراعي حتي وصلت كمدير إدارة التسويق المصرفي بالبنك وقررت ترك الكرة وفضلت الشغل، أما الآن فقد تبدل الوضع وبات يتمكن اللاعب من الاحتراف واهتمام كبير بكرة القدم ولم يكن أحد يعرفنا فلم يكن هناك تسويق لاعبين أو وكلاء لاعبين وكنا نصرف علي كرة القدم فحينما صعدت للدوري الممتاز حصلت على 2200 جنيه وكنت أكثر لاعب يحصل على هذا المبلغ أما الآن فيحصل اللاعب المبلغ ذاته في مباراة واحدة والراتب 120 جنيها في الشهر وهناك الكثيرون تركوا الكرة في وقتي لكونها لم تأكل أحد فالداخل مفقود والخارج مولود أما حاليا تحول الكرة اللاعبين لمليونيرات".

ويقول علاء جاد وكيل وزارة الشباب والرياضة في دمياط، في تصريح لـ"الوطن" إن بعض مراكز الشباب مشتركة في اتحادات تدخل بطولات أجريت انتخابات من فترة تحت إشراف اللجنة الأولمبية ولكن منها لديها منشآت رياضية أو صالات جيم ومركز الشباب أو الساحة الشعبية كونت فرق ناشئين في مراحل مختلفة وتلعب بطولات وتدرب الأولاد وحينما يثبتوا أنهم جيدون في سن صغير 14 عاما وبعد إجرائهم اختبارات في أحد الأندية الكبرى، وثبت كفاءته فيتم بيع اللاعب أو إعارته وهذا يعد أحد مصادر الدخل للأندية والمؤسسات الرياضية وحسب لائحة كل نادي ليدخل في خزينته وفي بعض الأحيان حسب اللائحة يحصل الإداري والمدرب نسبة من المبلغ حسب مهارة اللاعب وأحيانا قد يدفع الأهل مبلغ مالي لسماسرة مقابل بيع اللاعب ويحدد كيفية التصرف في مبلغ البيع لائحة داخلية لتوزيع المكافأة والجهاز الفني هو من يحدد ثمن البيع وغالبا اللاعبين في مراكز الشباب لايمتلكون مهارة كبيرة.

ويضيف جاد قائلا إن بالنسبة للأكاديميات الساحة الشعبية لا يوجد عندها فرق للعب في ثلاثة ملاعب ولديها مصاريف فتقوم بتأجير ملاعبها لساعات محددة لأكاديميات خاصة والساحة غير مسؤولة عن ثمن الاشتراك بها كنوع من أنواع تنمية الموارد ومجلس إدارة النادي هو الوحيد الذي له حرية إلغاء لعبة ما وكذلك اختيار اللاعبين سواء كانوا من داخل أو خارج المحافظة والجمعية العمومية هي المؤهلة لمحاسبته ولكننا مسؤولون كمديرية عن مراجعة الميزانية وتحويل المخالفات للنيابة العامة.


مواضيع متعلقة