الكرة مع كبار السن وذوى الاحتياجات.. «عشق مستمر»

كتب: علا عصام

الكرة مع كبار السن وذوى الاحتياجات.. «عشق مستمر»

الكرة مع كبار السن وذوى الاحتياجات.. «عشق مستمر»

أعمارهم مختلفة، وحالاتهم الصحية متنوعة، ومستوياتهم الاجتماعية متباينة، لكنهم يتشابهون فى شىء واحد فقط هو عشق كرة القدم، لم تمنعهم إعاقتهم أو سنهم عن ممارستها، وكان حبهم دافعهم للاستمرار.

«بنحدد يوم فى الأسبوع علشان نتجمع ونلعب كورة»، هكذا بدأ عم فاضل، الذى تجاوز العقد الخامس من عمره، حديثه مؤكداً أنه حريص على ممارسة كرة القدم مرة فى الأسبوع، وما زال يعشق حسن شحاتة عندما كان لاعباً، ولا يجد لاعباً مثله فى الوقت الحاضر.

{long_qoute_1}

نعيم موريس، صاحب الخمسين عاماً، قال إنه ما زال حريصاً على مزاولة كرة القدم؛ لحبه الشديد لها منذ الصغر؛ حيث كان عضواً فى مركز شباب جرجا بسوهاج، مشيراً إلى أنه يجتمع مع أصدقائه أسبوعياً، ويقومون بتأجير ملعب، ومقابلة فرق من الشباب.

ممارسة كبار السن للكرة نابعة من حبهم لها، ولكن هناك من يتحدى نفسه من أجل كيانها، وهذا ما عبر عنه محمود عبدالعظيم، كابتن فريق منتخب مصر لكرة قدم البتر، الذى يحب الكرة لأنها اللعبة الأكثر شعبية فى العالم، ويقول: «رغم إصابتى ببتر قدمى، إلا أننى كنت ألعب مع الأسوياء منذ الصغر»، ويطالب بزيادة الاهتمام وتسليط الضوء على فرق ذوى الاحتياجات الخاصة.

«الكورة بالنسبة لى كانت حلم، أصبح حقيقة وأسعد لحظة فى يومى لما بنزل ألعب كورة، ونفسى أبقى لاعب محترف» هذا ما قاله أحمد جمال، لاعب بفريق كرة قدم المكفوفين، ورغم أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة لم يعقه هذا عن ممارسة اللعبة الأقرب لقلبه، مؤكداً أنه باشتراكه فى الفريق خطا أولى خطواته نحو تحقيق حلمه، متمنياً الاحتراف بالخارج.

آمن سيف محمد، حارس المرمى، الذى وُلد بذراعٍ مبتورة، ونشأ على حب الساحرة المستديرة، بأن كرة القدم «أوبرا» يعزفها البشر جميعاً، وقرر أن يكون أحد العازفين: «كنت بحب أنزل ألعب كورة فى الشارع بس الأطفال كانوا دايماً بيستغربوا إزاى بلعب كويس بالإعاقة دى، ووالدى كان مؤمن بيّا لفترات طويلة، وكان دايماً بيشجعنى، بس مع مرور الوقت بدأ يمل، واقتنع بإنى مش ممكن أستمر». وبالرغم من عدم استمرار والده فى تشجيعه، أصر «سيف» على استكمال مشواره، اقتناعاً بموهبته، وإيماناً منه بأن الكرة للجميع، وتابع بعيون يملأها الفخر: «موقفتش عند المحطة دى وكملت لعب لحد ما بقيت دلوقتى الحارس الأساسى لفريق المعجزات الخاص بذوى الاحتياجات الخاصة».

وتقول رحمة رمضان، لاعبة كرة القدم بفريق وادى دجلة لذوى الاحتياجات الخاصة، صاحبة الـ١٨ عاماً، إنها رغم ممارستها ألعاباً عديدة مثل كرة السلة والسباحة، إلا أن كرة القدم تحتل مكانة خاصة فى قلبها، فكانت بدايتها منذ عام ٢٠١٧، عندما بدأت ممارستها مع أصدقائها، ومن ثم أحبتها، واشتركت بفريق وادى دجلة، وحصلت على المركز الثالث لكرة القدم على مستوى العالم. وتضيف: «عيلتى كلها بتشجعنى أستمر، وأكتر ناس بيدعمونى بابا وماما».


مواضيع متعلقة