الساحات.. مصانع لاعبى الساحرة المستديرة تعانى الإهمال

الساحات.. مصانع لاعبى الساحرة المستديرة تعانى الإهمال
- أحمد جعفر
- أحمد حسن
- أسامة عرابى
- أندية الدورى
- احتراف كرة القدم
- اكتشاف المواهب
- الدورى الممتاز
- الزحف العمرانى
- الزمالك السابق
- الساحرة المستديرة
- أحمد جعفر
- أحمد حسن
- أسامة عرابى
- أندية الدورى
- احتراف كرة القدم
- اكتشاف المواهب
- الدورى الممتاز
- الزحف العمرانى
- الزمالك السابق
- الساحرة المستديرة
على مدار عقود طويلة، ظلت الساحات الشعبية مراكز لتفريخ العشرات من لاعبى كرة القدم، الذين صنعوا تاريخ اللعبة فى مصر، حيث كانت تنتشر فى مختلف المدن والقرى بكافة المحافظات، وكانت عادةً ما تعج بالمئات من الشباب، الذين يقصدونها لممارسة رياضتهم المفضلة، وكان «الجُرن»، وهو قطعة أرض فضاء، بمثابة ساحة شعبية لأبناء القرى، ولكن مع الزحف العمرانى، والتهام المبانى للأراضى الزراعية، اختفت تلك الساحات، وسط محاولات متواضعة لوزارة الشباب والرياضة لبناء مراكز شباب وملاعب جديدة، ما منح الفرصة لظهور ما يسمى بـ«أكاديميات» كرة القدم، فضلاً عن الملاعب الخاصة، التى أنشأها بعض الأهالى بغرض الربح، الأمر الذى تسبب فى عزوف كثير من الموهوبين عن اللعبة، وتراجع اكتشاف المواهب فى مختلف المحافظات ودون استثناء.
محافظة أسوان واحدة من أكثر محافظات الجنوب، التى أخرجت العديد من كبار لاعبى كرة القدم الذين عرفتهم الملاعب المصرية، أبرزهم الأشقاء الثلاثة «إبراهيم وإسماعيل وسيد يوسف»، حيث لعب الأول «إبراهيم»، الذى كان معروفاً باسم «الغزال الأسمر»، وشقيقه «إسماعيل»، لنادى «الزمالك»، بينما اختار الثالث «سيد» اللعب لنادى «الترسانة»، كما يُعد «أسامة عرابى»، لاعب «الأهلى» السابق، والمدرب حالياً، واحداً من أبرز أبناء أسوان، وكذلك «محمود عبدالرازق شيكابالا»، الذى لعب لأندية «الزمالك»، و«الرائد» السعودى، و«باوك» اليونانى، وهو واحد من أمهر لاعبى الكرة الحاليين فى مصر.
{long_qoute_1}
كما أن هناك عدداً آخر من اللاعبين المعروفين كانت بداياتهم مع فريق أسوان، منهم «أحمد حسن»، المعروف باسم «العميد»، أو «الصقر»، و«طارق مصطفى»، و«عمرو فهيم»، و«موفق الباشا»، بينما تألق الأسوانيون من أبناء المحافظة داخل نادى أسوان، ومنهم الأخوان «محمد وحمدى حمدان»، و«سبالك»، و«نورى»، و«تودى»، و«عبدالرحيم يوسف»، وآخرون من كبار اللاعبين على مدار أجيال متعاقبة بنادى المحافظة الجنوبية.
غالبية النجوم الذين تألقوا على المستطيل الأخضر، بدأوا مشوارهم فى عالم كرة القدم من الشوارع والحارات والساحات الشعبية، منهم «شيكابالا»، المعروف بين أبناء محافظته بلقب «الفهد الأسمر»، الذى شهدت شوارع منطقة «الحصايا والعنانى»، المولود بها، بداية ظهور موهبته الكروية، قبل أن يلتحق بفريق البراعم فى نادى أسوان الرياضى، ليكتشفه أحد نجوم فريق الزمالك، لينضم إلى الفريق الأبيض ضمن فريق الناشئين، ليبدأ مشواره الاحترافى من داخل جدران نادى الزمالك.
«سيد أبودومة»، أحد أفضل حراس المرمى السابقين بنادى أسوان، والمشرف على تدريب الحراس بأكاديمية الناشئين بالنادى، تحدث لـ«الوطن» عن أهمية الساحات الشعبية، باعتبارها مراكز لـ«تفريخ» الكثير من اللاعبين الموهوبين، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بها، وكذلك الاهتمام بملاعب كرة القدم التى انتشرت بصورة كبيرة، خلال الفترة الأخيرة، فى معظم القرى والنجوع، وأيضاً الاهتمام بفرق كرة القدم فى المدارس، التى عادةً ما تضم لاعبين على مستويات كبيرة من المهارة، مؤكداً أن هذه الأماكن هى الأكثر قدرة على إفراز لاعبين لديهم القوة والمهارات وقدرات غير اعتيادية، تتهافت عليهم الأندية الكبرى.
أما «محمد حمدان»، لاعب فريق أسوان فى عصره الذهبى، فقال: «كلنا طلعنا من الساحات الشعبية فى أسوان، خاصةً ساحة الحصايا، والتى كانت خلال فترة الستينيات متنفسنا للعب الكرة، وأضاف: «كنت ألعب فى الساحة وأنا عمرى بين 13 و15 سنة، مكانش فيه فلوس ولا لبس، وكنا نضطر لشراء فانلة بيضاء داخلية ونصبغها بصبغة ألوان، الأحمر والأزرق والأخضر وغيرها، ويتم لبسها فى المباريات ما بين المناطق، وكنا نتبارى فى مسابقات متواصلة للشباب»، مشيراً إلى أن المباريات كانت تبدأ عادةً بعد العصر أثناء أيام المدرسة، وفى الصباح أيام الإجازات، وأكد أن هذه الساحات هى ما أفرز العديد من كبار اللاعبين فى فريق أسوان، الذين خاضوا مباراة نهائى «كأس مصر»، أمام فريق النادى «الأهلى»، خلال موسم 1990/ 1991.
وطالب «حمدان» بضرورة أن تخضع الملاعب للصيانة بصورة دورية، وبطريقة صحيحة، مشيراً إلى أن العديد من الملاعب الجديدة، والتى تم تنفيذها فى مراكز الشباب والأندية، عليها «ملاحظات خطيرة»، بحسب قوله، نتيجة عدم وجود متابعة وصيانة مستمرة لها، معتبراً أن الأمر يشكل «جريمة إهمال لا تغتفر فى مستقبل مصر»، وأضاف أن «أسوان ولاّدة بالنجوم»، وبها العشرات مثل «شيكابالا»، مشيراً إلى أن الصعيد والأقاليم لا يوجد بها تلوث مثل القاهرة، ما يساعد على خروج اللاعب مكتمل النمو صحياً وبدنياً، وضرب دليلاً على ذلك يتمثل فى «محمد صلاح»، و«أحمد حسن»، باعتبارهما «أفضل» لاعبين مصريين احترفا فى الخارج، وكلاهما من أبناء الأقاليم.
واختتم بقوله: «إذا أردنا تطوير الكرة المصرية، لازم يتم تغيير ثقافة اختيار اللاعبين المنضمين للمنتخبات، سواء الأول أو الأولمبى أو الشباب أو الناشئين، لأن الاختيار لازم يكون بالكفاءة، وليس بالمحسوبية، كما علينا النظر إلى لاعبى الأقاليم والجنوب».
ولم يختلف الأمر كثيراً فى القليوبية، التى تحول إنشاء الأكاديميات الرياضية فيها إلى تجارة رائجة، انتشرت كالسرطان فى المدن والقرى والأحياء، فى ظل اختفاء أنشطة الساحات الشعبية ودورها فى اكتشاف المواهب الكروية، لتتحول أكاديميات الكرة إلى جزء لا يتجزأ من الشارع الرياضى، حيث انتشرت خلال السنوات الأخيرة، بشكل كبير، وتلقى إقبالاً واسعاً من الشباب وصغار السن، وكشفت الأرقام، شبه الرسمية، وجود مئات الأكاديميات الرياضية المتخصصة فى كرة القدم بالقليوبية، نسبة كبيرة منها يقودها لاعبون مغمورون حولوها إلى «سبوبة»، أكثر منها مراكز لاكتشاف الموهوبين، حتى تحولت إلى ظاهرة عشوائية، الهدف منها ابتزاز الحالمين بالنجومية.
وفى المنوفية، لم يكن احتراف كرة القدم ضمن أولويات أهالى المحافظة، التى يغلب عليها الطابع الريفى، حيث أصبح الاعتقاد الراسخ فى أذهان أبناء المحافظة، صاحبة أعلى نسب التعليم، أن احتراف الرياضة وكرة القدم بالأخص، بمثابة معطل لمسيرة تعليم أبنائهم ومستقبلهم، فانعكس ذلك على قلة أعداد اللاعبين المحترفين بأندية الدورى الممتاز، ولم تقدم المحافظة سوى عدد محدود من اللاعبين، نجح عدد قليل منهم فى الانضمام إلى منتخب مصر، لعل أبرزهم المدرب المعروف حلمى طولان، وعبدالواحد السيد، حارس مرمى منتخب مصر والزمالك السابق، كما برز فى الأهلى كل من أحمد نخلة وسامى قمصان، ثنائى شبين الكوم، بالإضافة إلى مجدى عبدالعاطى، لاعب إنبى الأسبق، وأحمد جعفر، الذى لعب فى صفوف الزمالك، وفى الفترة الأخيرة، ومع صعود نجم اللاعب محمد صلاح، الذى خرج من قرية صغيرة بمحافظة الغربية، بدأت نظرة أبناء المنوفية تتغير عن فكرة احتراف كرة القدم، باعتبارها مهنة وليست هواية.
«محمد المنطاش»، حارس مرمى فريق مركز شباب قرية «شبراباص»، التابعة لمركز شبين الكوم، أكد أن معظم الملاعب المنتشرة بمحافظة المنوفية غير قانونية، ما تسبب فى تحول كرة القدم من هواية إلى مجرد تسلية، مشيراً إلى أنه يمارس كرة القدم منذ 20 عاماً، رغم نظرة أسرته للعبة باعتبارها مضيعة للوقت، وأضاف أن لديه ولدين مستعد لتوجيههما إلى أى مكان من أجل احتراف اللعبة، فى حالة إظهار موهبة ومهارات فى كرة القدم، وأضاف أن «مستقبل لاعب الكرة الجيد، الحاصل على مؤهل متوسط، أفضل كثيراً من مستقبل حملة الدكتوراه فى الهندسة والطب».
ومن جانبها، قالت وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمنوفية، سوسن طايل، إن هناك أكاديميات خاصة بكرة القدم فى أغلب مراكز الشباب بالمحافظة، لاكتشاف الموهوبين، وأضافت أن هذه الأكاديميات تعمل طوال العام، ورسوم دخولها تتناسب مع طبيعة مراكز الشباب، سواء فى القرية أو المدينة، وبخصوص انتشار الملاعب التجارية، أكدت أن معظم الملاعب الخماسية، التى تتبع الشباب والرياضة، مساحاتها قانونية، لافتة إلى أن هناك بعض الملاعب الخاصة، يصدر ترخيصها من مديرية الزراعة ومجالس القرى والمدن.
الساحات الشعبية.. متنفس رياضى التهمه العمران