مدير المركز الإعلامى لـ«سوريا الديمقراطية»: «أنقرة» تستحضر «تركمانيى» جنوب الصين ووسط آسيا.. وتوطنهم فى المدن التى تحتلها لتنفيذ سيناريو تغيير ديموجرافى

كتب: رسالة سوريا - أحمد العميد

مدير المركز الإعلامى لـ«سوريا الديمقراطية»: «أنقرة» تستحضر «تركمانيى» جنوب الصين ووسط آسيا.. وتوطنهم فى المدن التى تحتلها لتنفيذ سيناريو تغيير ديموجرافى

مدير المركز الإعلامى لـ«سوريا الديمقراطية»: «أنقرة» تستحضر «تركمانيى» جنوب الصين ووسط آسيا.. وتوطنهم فى المدن التى تحتلها لتنفيذ سيناريو تغيير ديموجرافى

قال مصطفى بالى، مدير المركز الإعلامى لقوات سوريا الديمقراطية، إن معركة دير الزور، التى تجرى حالياً ضد تنظيم «داعش»، هى الموجة الأخيرة من حملة «عاصفة الجزيرة»، مشيراً إلى أنها توقفت خلال الشهور الماضية بسبب الهجوم التركى على مدينة عفرين، وهناك تنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش العراقى لمنع تسلل عناصر التنظيم الإرهابى، فيما لا يوجد تواصل مع الجيش السورى الذى يقوده الرئيس بشار الأسد.

{long_qoute_1}

وأضاف «بالى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن قوات التحالف الدولى لها قواعد عسكرية وقوات على الأرض مع مستشارين وخبراء، لدعم قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بكل ما تتطلبه المعركة الحديثة، كاشفاً عن الصفقات الدولية التى تمت لاحتلال عفرين، إلى جانب الأطماع التركية فى الشمال السورى وما تجريه تركيا من عملية تغيير ديموغرافى فى المدن التى تحتلها وجلب تركمان من جنوب الصين وبلاد بجنوب شرق آسيا وتوطينهم فى المدن السورية التى تسيطر عليها كـ«جرابلس والباب».. وإلى نص الحوار.

بداية.. ماذا عن التقدم الذى وصلت إليه قوات سوريا الديمقراطية فى الموجة الثانية من «عاصفة الجزيرة» على دير الزور؟

- هذه الحملة العسكرية على دير الزور هى المرحلة الأخيرة من «عاصفة الجزيرة»، وكنا بدأنا الحملة فى فترة سابقة، لكن الغزو التركى بالتحالف مع فصائل من تنظيم القاعدة على مقاطعة عفرين أوقفها، وقررنا تكريس الجهود للدفاع عن عفرين، وحصل ما حصل وسقطت عفرين فى يد الأتراك، والآن ارتأت قواتنا استكمال حملة عاصفة الجزيرة لتطهير منطقة شرق الفرات من الإرهاب بكل مسمياته وعلى رأسه «داعش». وتخوض قواتنا المراحل الأخيرة، حيث قطعت التواصل بين الحدود السورية العراقية على التنظيم الإرهابى، وهناك تنسيق مع القوات العراقية فى المنطقة الحدودية، وبقى جيب يتحصن فيه التنظيم الإرهابى فى منطقة هجين القريبة من الحدود العراقية شرق دير الزور، وهناك بلدات أخرى، مثل الدشيشة وقرى أخرى، وهذه المنطقة طبعاً منطقة صحراوية وعرة متباعدة المسافات والكثافة السكانية فيها قليلة، والتنظيم يتحصن فى مراكز المدن والبلدات ويتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، وكل هذه الأمور تشكل بالنسبة لنا تحديات وتطلب منا التأنّى فى اقتحام هذه المدن واتخاذ أعلى درجات الحذر، وحسب معلوماتنا فإن فيها قياديين مهمين وخطيرين فى التنظيم، وهذه العملية العسكرية هى المرحلة الأخيرة لإنهاء الوجود الإرهابى فى منطقة الجزيرة.

كنت على جبهة القتال فى دير الزور عند الحدود السورية العراقية، ورأيت الجيش العراقى وقوات النظام السورى، ثم تنظيم «داعش» الذى تشنون هجومكم عليه، كيف تنسقون الأمر فى هذه الحرب، وهل تتسابقون للوصول إلى مركز المدينة؟

- نحن لا نتعامل مع مدننا وبلداننا بمنطق سباق الماراثون (من يصل أولاً)، بالنتيجة دير الزور مدينة سورية، ونحن حددنا الأولويات رسمياً وعلى الإعلام وبشكل علنى جهاراً نهاراً أن يعلن أولويتنا وهى ملاحقة الإرهاب، أينما كان. ولدينا تنسيق مع الجانب العراقى لإنشاء نقاط مراقبة على الحدود لمنع تسلل الإرهابيين ذهاباً وإياباً عبر الحدود من العراق إلى سوريا والعكس، لكن ليس لدينا تواصل مع قوات النظام لكنها موجودة على الطرف الآخر من نهر الفرات، وللعلم مدينة دير الزور أيضاً على الطرف الآخر من النهر وليست فقط الجهة الشرقية، ونتمنى ألا تحدث حالات توتر تعوق عمليات ملاحقة الإرهاب، وكانت هناك خروقات وحالات استفزاز فى الفترة الماضية ومحاولات لقوات النظام أن تضرب قواتنا من الخلف، وردت عليها قواتنا بحزم، كانت أحداثاً مؤسفة لم نكن نتمناها، والآن خطوط التماس فى حالة هدوء، ونتمنى أن يستمر هذا الهدوء بما يخدم إنهاء الحرب فى سوريا. {left_qoute_1}

هل تخشون الندم من الوصول متأخراً إلى مركز المدينة، ربما تقولون إن عدم الذهاب إلى هناك سيكلفكم خطأ تاريخياً لضياع مدينة من تحت أيديكم، خاصة فى ظل وجود قوات إيرانية موجودة على الجانب الغربى من النهر؟

- لا أعتقد أن هناك مستقبلاً للميليشيات الإيرانية فى سوريا، فمشروعنا العسكرى يختلف عن المشروع الإيرانى العسكرى داخل البلاد، نحن قوات سوريا وكل مقاتلينا سوريون بمختلف أطيافهم وأجناسهم، ونبحث عن سوريا الدولة الوطنية التى تؤمن بكل ثقافاتها وكل مكوناتها فيما المشروع الإيرانى طائفى، له هدفان لا ثالث لهما، أولاً نشر المذهب الشيعى، والثانى تأمين خط تجارى يربط العواصم، طهران وبغداد ودمشق وبيروت حتى البحر المتوسط، والسيطرة على طريق الحرير القديم، الذى كان يربط هذه الجغرافيا بأقصى شمال شرق آسيا وصولاً إلى الصين، والشعب السورى منفتح على كل الثقافات وكل الأديان، وسوريا اكتُشفت فيها أقدم قطعة أثرية مكتوب عليها «احترم إلهاً أنت لا تعبده».

ماذا عن الدعم الأمريكى والفرنسى.. هل من قواعد أمريكية داخل سوريا؟

- قوات التحالف الدولى موجودة فى أكثر من قاعدة فى شمال سوريا، ولديها قوات عسكرية على الأرض ومستشارون وخبراء عسكريون مع قواتنا فى الجبهات، وهناك مستوى معين من التنسيق فى هذا الإطار.

وما حجم الدعم الذى يقدمونه؟

- كل ما تتطلبه المعركة الحديثة.

وما يقال عن وجود تظاهرات فى مدينة منبج ضد قوات سوريا الديمقراطية لأنها تمارس أعمال عنف وانتهاكات ضد المدنيين؟

- من حيث المبدأ، إن افترضنا وجود هذه التظاهرات فهى تُسجَّل لنا وليس علينا، فمدينة منبج إذا كان فيها تظاهرات فهى المدينة السورية الوحيدة التى يستطيع فيها المواطن أن يخرج فيها بتظاهرة للتعبير عن رأيه أو معارضته لنا أو الإدارة الموجودة فى منبج، ولا أعتقد أن هناك مدينة أو بلدة فى كل سوريا يستطيع فيها مواطن أن يعبر عن رأيه بالتظاهرات. ومدينة منبج تقع فى مثلث يوجد فيه النظام السورى مع الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية وعلى الجهة الأخرى توجد فصائل القاعدة بمختلف مسمياتها التى غيرت اسمها من تنظيم «داعش»، ووجود جيش الاحتلال التركى فى مدينة جرابلس، الملاصقة لمنبج، كل هذه الأطراف المحاذية أو المحيطة بمنبج تحاول قدر الإمكان زعزعة الاستقرار من خلال ارتكاب جرائم أو تحريض الناس أو زرع خلايا نائمة أو حتى زرع المفخخات فى القرى المحيطة بالمدينة.

{long_qoute_2}

زرت منبج ولم أجد قوات سوريا الديمقراطية، بل رأيت مجلس منبج العسكرى، هل نعتبر أنها جزء من قوات سوريا الديمقراطية؟

- لنكن واضحين فى هذا الأمر، عندما أستخدم ضمير المتكلم فيما يتعلق بمنبج إنما نتحدث عن الإدارة المدنية الذاتية التى استوحت نظامها من الإدارة الذاتية فى شمال سوريا، ومدينة منبج لا توجد فيها قوات سوريا الديمقراطية، بل فيها مجلس منبج العسكرى، ونحن معهم على علاقة جيدة، ولدينا غرفة عمليات مشتركة للتنسيق والدفاع المشترك، كل ما فى الأمر أنهم عندما قرروا أن يحرروا المدينة من «داعش» فاستنجدوا حينها بوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وفيما بعد تشكلت قوات سوريا الديمقراطية، وعندما استكملت تحرير المدينة انسحبت وحدات حماية الشعب ببيان رسمى فى الدفعة الأولى 15 أغسطس 2016، وبقيت مجموعات داخل المدينة لمساعدة مجلس منبج العسكرى، لتأسيس إمكانياته العسكرية كمستشارين عسكريين، وعندما استكملت مهمتهم خرجت كل وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة من منبج، وتشكل مجلس منبج العسكرى الذى يعتبر الجهة العسكرية التى من مهمتها حماية مدينة منبج، ولدينا علاقات جيدة مع هذا المجلس ساعدناهم فى تحرير مدينتهم، وهم شاركونا فى تحرير مدينة الرقة، والآن يشاركوننا فى تحرير مدينة دير الزور.

ماذا عن عمليات الاستفزاز التى يمارسها الأتراك فى منبج بإطلاق قذائف وطلقات على النقاط الحدودية، ماذا عن قوات سوريا الديمقراطية من هذه الاستفزازات؟

- الأتراك دخلوا إلى مدينة جرابلس ومدينة الباب فى صفقة مع الجانب الروسى بمبادلة مدينة حلب -مركز محافظة حلب- بمدينتَى جرابلس والباب (تقعان فى شمال سوريا وتتبعان محافظة حلب) وحينها كان تنظيم «داعش» الإرهابى ينتشر فى تلك المنطقة، وقواتنا كانت منشغلة بتحرير مدينة الطبقة (تتبع محافظة الرقة)، طبعاً كل ما فى الأمر أن تنظيم «داعش» الإرهابى بين ليلة وضحاها غيّروا ألبستهم وغيروا أسماءهم، نامت الناس ليلاً وتنظيم «داعش» يسيطر على مدينة جرابلس، واستيقظوا صباحاً والدبابات التركية وما يسمى «فصائل الجيش الحر» تسيطر على مدينة جرابلس، ولم تطلق رصاصة واحدة، ولم يُعتقل أحد ولم يُستجوب أحد، وكأن هؤلاء «الدواعش» قد طاروا إلى السماء، ولكن الحقيقة أن الأشخاص أنفسهم، الذين كانوا يحكمون جرابلس ومدينة الباب باسم «داعش» هم أنفسهم يحكمون باسم فصائل «درع الفرات»، هذه مدن محتلة بكل المقاييس والاعتبارات من تركيا المتحالفة مع الإرهابيين، ومن حق السوريين ككل أن يستخدموا جميع الوسائل الممكنة لكى يُخرجوا المحتل من سوريا، وكف تركيا عن دعم الإرهابيين فى بلدهم. وبطبيعة الحال فإن تركيا الآن تحاول إجراء تغيرات ديموغرافية كثيرة فى قرى شمال مدينة الباب وجرابلس من خلال استخدام التركمان من جنوب الصين ومن تركمانستان (دولة تقع فى آسيا الوسطى)، ومن طاجيكستان (دولة حبيسة فى آسيا الوسطى)، ودول جنوب شرق آسيا وتوطينهم فى هذه المناطق، حتى الإعلام التركى غير الرسمى الذى يعبر عن توجهات الدولة التركية، يتحدث عن معركة بدأها الجيش التركى عام 1920 ويستكملها الآن، والأطماع التركية واضحة وصريحة لا تحتاج إلى الكثير من الذكاء لاستكشافها، فالأتراك يتحدثون عن الميثاق الملى، الذى يتحدث عن حقوق لتركيا فى ولاية حلب وولاية الموصل، والبعض يتعامل بسذاجة مع هذه الأطماع، وكأن تركيا تقصد بمدينة حلب أنها حلب الحالية الإدارية كمحافظة سورية أو مدينة الموصل بحدودها كمدينة عراقية، بينما الميثاق الملى هو ميثاق عثمانى يتحدث عن ولاية حلب بمقاييس تلك الفترة التى تشكل كلاً من إدلب ومدينة الرقة ومدينة دير الزور ومدينة الحسكة، أى كامل شرق سوريا، أما ولاية الموصل بمقاييس تلك الفترة فتعبر عن مدينة كركوك ودهوك وأربيل، أى كامل إقليم كردستان العراق باستثناء مدينة السليمانية، فبالتالى الأطماع التركية، أطماع صريحة وواضحة وهى قوة احتلال تحاول تهجير السكان الأصليين وتوطين التركمان الذين تستقدمهم من دول شرق آسيا وآسيا الوسطى، فى هذا المعنى فهى لا تختلف عن إسرائيل، التى استقطبت اليهود من كل أنحاء العالم، ووطنتهم فى فلسطين حسب ما تقول الرواية الرسمية العربية، إن كان العرب يعتبرون إسرائيل هى تجميع اليهود فى فلسطين فتركيا تمارس الأمر نفسه فى شمال سوريا.

{left_qoute_2}

لكن هل من استعدادات كاملة لقوات سوريا الديمقراطية لمساعدة مدينة منبج إذا ما حدث نزاع كبير على حدودها مع جرابلس؟

- مجلس منبج العسكرى بالقدر الذى نرتبط معه ملتزمون بالدفاع عن شمال سوريا، وهو جزء من مشروع التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب فى شمال سوريا، وبالتالى، هناك التزامات من التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب فى الشمال السورى، وبالتالى هناك التزامات من التحالف الدولى أيضاًَ بحماية منبج إذا ما تعرضت لهجوم، أضف إلى ذلك أن قواتنا ستكون جاهزة بطبيعة الحال لمساندة مجلس منبج العسكرى فى الدفاع عن المدينة.

ماذا عن الانتهاكات التى قامت بها قوات سوريا الديمقراطية فى منطقة الشدادى.. هل تم محاكمة المتسببين؟

- بطبيعة الحال، كل الانتهاكات التى تحصل فى المناطق المحررة تخضع لملاحقة ومحاسبة شديدة وصارمة، ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات المعنية برصد هذه الانتهاكات على اطلاع كامل بها ومجريات التحقيق وبالأحكام التى تصدر بحق الأفراد من قواتنا الذين يرتكبون هذه الانتهاكات.

إذن هل هناك محاكمة لأفراد؟

- بطبيعة الحال.

وهل كانوا أكراداً أم عرباً؟

- لا نضع أى خلفية قومية أو دينية فى الاعتبار، نحن نعتبر أنفسنا جيشاً نظامياً ولدينا مؤسسات داخل هذا الجيش، وفى شمال سوريا لدينا إدارة مدنية بها قضاء، ونعتقد أن جوهر الأزمة السورية هو موضوع الشحن الطائفى والشحن الإثنى الذى أدى إلى ما آلت إليه، فبالتالى لا يمكن أن نقع فى نفس الخطأ الذى وقع فيه الآخرون، نحن نتعامل مع الإنسان كإنسان على خلفية كونه إنساناً أولاً، ينتمى إلى الإنسانية أولاً وإلى سوريا ثانياً، لا نميز بين الأشخاص على خلفية انتمائهم القومى أو الدينى أو لونهم أو شكلهم ونحترم الخصوصيات الثقافية.

ذكرت أنكم لم تقعوا فى الأخطاء نفسها التى وقع بها الآخرون.. هل تقصد العراقيين؟

- بل أقصد السوريين أيضاً، المعارضة السورية عندما تعارض النظام على أساس كونه نظاماً علوياً وتسىء إلى الطائفة العلوية أو إلى أقليات أو تصنف نفسها كمعارضة إسلامية سنية، هذه من الأخطاء الكارثية التى وقع بها السوريون، فعندما بدأت الأحداث فى سوريا كان هناك حراك شعبى سلمى شعاره واحد، ولم يكن هناك شحن طائفى أو مذهبى، فالمظاهرات التى كانت تخرج فى عمودا (تابعة لمحافظة الحسكة بأقصى شمال سوريا) كانت ترفع الشعار الذى كان يُرفع فى مدينة إنخل (تابعة لمحافظة درعا فى أقصى الجنوب السورى)، لكن فيما بعد، المعارضة السورية امتطاها الخطاب السلفى وجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من التنظيمات الإسلامية، وصبغت لون الحراك بلون المذهب السنى وجنّبت بقية المذاهب والطوائف من كرد وعلويين، ودروز ومسيحيين، وطوائف أخرى.

ما نسب مكونات قوات سوريا الديمقراطية من العرب والكرد والسريان؟

- لا نهتم بالنسب مطلقاً، ونعتبر أنفسنا قوات سورية من حق كل سورى أن ينتسب إليها وليست هناك أى مقاييس سوى مقياس الانتماء إلى سوريا المتعددة أو المتنوعة الغنية بهذا التعدد.

أنت تقول إنكم تصفون أنفسكم بجيش نظامى، ألم يعكس ذلك رغبتكم فى الانفصال عن الدولة السورية التى يرأسها الرئيس الحالى بشار الأسد، أو يعبر عن ذلك؟

- العكس هو الصحيح، فالآخرون هم الذين يستميتون على النزوع نحو التقوقع القومى من خلال الضخ الإعلامى وشحن العواطف القومية، سواء لدى الكرد أو لدى العرب، هذه المعارضة لا تخاطب العرب فقط، وتتهمنا بأننا «انفصاليون»، بل لديهم قنوات إعلامية كردية أيضاً تشحن الشعور القومى لدى الشارع الكردى، وتستميت هذه المعارضة لتأجيج المشاعر القومية الكردية والعربية، لتقسيم سوريا وتجزئتها، وعندما نقول إننا جيش نظامى فهذا لا يعنى أننا ككرد نظاميون، بل نحن سوريون كقوة سوريا الديمقراطية ونتمنى أن تنسحب تجربتنا هذه على كامل سوريا لتخرج من عنق الزجاجة وتفضى إلى حلول ترضى جميع المكونات.

{long_qoute_3}

وإذا رفض بشار الأسد أن تكونوا جزءاً من الدولة السورية ويعترف بكم كإدارة فيدرالية تابعة للدولة وتحصلوا على مخصصات مالية من الموازنة العامة، ولكم أنظمة حكم داخل مدنكم، ولكن القيادة تابعة له، ماذا سيكون رد فعلكم، هل ستشنون هجوماً أو حرباً منفصلة؟

- أولاً، سوريا ليست ملكية شخصية لأحد لكى يقبل أو يرفض، الموضوع لا يتعلق بشخص كبشار الأسد، بقدر ما يتعلق بالعقلية التى تدير سوريا الدولة، عندما بدأت الأحداث فى سوريا، كان من المفروض أن يلاحظ هذا النظام أن هناك أزمة حريات عامة فى سوريا تحتاج إلى حلول جذرية، وأن يتعامل مع هذه الأزمة بواقعية سياسية، لكن للأسف النظام اختار الحل الأمنى وأطلق يد الأجهزة الأمنية داخل المدن السورية، من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق وتحول هذا الحراك إلى اقتتال تحول إلى حرب أهلية، الآن هناك أكثر من 8 ملايين سورى نازح خارج سوريا، وأكثر من 10 ملايين سورى نازح داخل سوريا، هذا النظام إن لم يرَ كل هذه المعطيات والنتائج والوقائع فهذا يعنى أنه مصاب بعمى. سوريا الآن تعانى من حرب أهلية فيها أطراف متعددة ومتنوعة، وهناك تدخل للمصالح الدولية، وتداخلات دولية، تركيا إحداها، كنا نتحدث عنها، وإيران موجودة فى سوريا، وروسيا والولايات المتحدة موجودتان أيضاً.. إذن، على النظام وعلى المعارضة وعلى الكرد وعلى العرب وعلى المسيحيين والمسلمين أن يتعاملوا مع هذا الواقع بواقعية سياسية فيتداعوا إلى طاولة مستديرة والبحث فى أفضل الحلول لإخراج سوريا من عنق الزجاجة، مهما كان عمق الخلافات داخل سوريا، سواء بيننا وبين النظام، أو بيننا وبين المعارضة أو بين المعارضة وبين النظام، لا يمكن لفوهة البندقية أن تفضى إلى حل يرضى جميع الأطراف، والحل بالنتيجة لا بد أن يكون سياسياً وعلى طاولة الحوار.

ماذا عن الصحفيين المختطفين من قناة الحرة الأمريكية فى منطقة خط الساجور بمدينة منبج، كيف تم اختطافهم وما جهودكم لإعادتهم؟

- للأسف، حتى الآن لا توجد معلومات مهمة أو معلومات إذا صح التعبير تشفى صدور ذوى هؤلاء المختطفين من فصائل درع الفرات المدعومة من تركيا، وغالباً تم تسليمهم إلى المخابرات التركية، وحتى الاتصالات مع ذويهم لم تحدث، ونتمنى من التحالف الدولى والمؤسسات المهتمة بالصحفيين فى العالم العمل على إعادتهم.


مواضيع متعلقة