الناجون من «عفرين»: شاهدنا صواريخ «الخليفة التركى» تدمر مدينتنا

الناجون من «عفرين»: شاهدنا صواريخ «الخليفة التركى» تدمر مدينتنا
- أحرار الشام
- الثامنة والنصف
- الجبهة الشامية
- الجماعات الإرهابية
- الجيش التركى
- الجيش الحر
- الحدود التركية
- الحدود السورية
- الدول الأوروبية
- الرئيس التركى
- أحرار الشام
- الثامنة والنصف
- الجبهة الشامية
- الجماعات الإرهابية
- الجيش التركى
- الجيش الحر
- الحدود التركية
- الحدود السورية
- الدول الأوروبية
- الرئيس التركى
حياة هادئة.. زروع وثمار وسهول منبسطة وتلال خضراء، وبيوت آمنة وأناس يضحكون.. لم تغلق «عفرين» بابها أمام النازحين إليها، حتى إنها استقبلت خلال الأزمات السورية الماضية نحو 600 ألف نازح من مناطق النزاع فى سوريا.
يقول أحمد أبوخابات، مدرس فى العقد الخامس من عمره، النازح العفرينى الذى يسكن فى «تل نصرى»، التابعة لمحافظة الحسكة: إن مدينته، «عفرين»، إحدى مدن محافظة حلب وتقع فى أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية - التركية، لم تغلق أبوابها أمام أىٍّ من ضيوفها، وها هى الآن تعرضت للاحتلال والخراب وداست الدبابات الزرع ودهست المجنزرات الثمار وانتشر الجنود المدججة بالسلاح على السهول والتلال الخضراء.
تحولت حياة «أبوخابات» وحياة أسرته إلى كابوس، معاناة كبيرة ظن أنها لن تطال بلدته بريف عفرين، التى ظلت طوال السنوات الماضية بعيدة عن عبث الجماعات الإرهابية حتى يأتيها الخنجر من خلفها، حيث الدولة التركية التى عزمت على الدخول إلى المدينة واجتياحها برفقة الفصائل الموالية لها.
{long_qoute_1}
فى اليوم العشرين من يناير الماضى وعند الساعة الرابعة و5 دقائق تحديداً، سمع «أبوخابات»، الذى يسكن فى قرية «كافرى» على أطراف مدينة عفرين مع أسرة من 3 أبناء وبنتين وزوجة، صوت الطائرات المخيف.. تأكد أن الحرب قد اندلعت.. نحو 72 طائرة تحلق فى السماء، تطلق قذائفها نحو المنشآت العسكرية التابعة لوحدات حماية الشعب الكردى، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ويقول لـ«الوطن»: «تظل الطائرات فى السماء 4 أيام.. نزلت من الجو 72 طائرة حسب الإحصاءات اللى وصلتنا، ضرب الأخضر واليابس، وبعدها توقف القصف الجوى، وبعدين حاولت تركيا تدخل الحدود عن طريق المدرعات والقذائف».
يتوقف القصف، بينما تبدأ المرحلة الثانية من الهجوم وهى دك المواقع بالمدفعية والدبابات والآليات التى اقتربت إلى القرى الواقعة على أطراف مدينة عفرين، لكن «أبوخابات» ومن معه من أهل قريته وكل أهل عفرين قرروا فى ما بينهم أن الخروج أمر مستبعد تماماً وأن الصمود سيكون خيارهم الوحيد، حيث إن الخروج يعنى اللاعودة حسب حديثه وقوله: «كنا عارفين إننا إذا طلعنا ما نعرف ندخل عفرين تانى».
كانت القذائف تطلق على قريته، التى تبعد نحو 20 كيلومتراً من «عفرين»، من أقصى حدودها الشرقية لتصل إلى أقصى الغرب، كانت الأهداف العسكرية من هذا القصف هى دك القرى الواقعة على أطراف «عفرين» لتهجير السكان والاستيلاء على الأراضى والانقضاض على المدينة ودخولها حتى مركزها، لكن حجم الطائرات التى كانت تحلق وعدد الطلعات الجوية وحجم القنابل والصواريخ أثار لدى «أبوخابات» تساؤله حول جدوى كل هذه الأسلحة والمعدات لدخول مدينة لا تعتبر بحجم حى من أحياء مدينة إسطنبول التركية، مستنكراً تصريحات الرئيس التركى، الذى وعد فى حملته على «عفرين»، بإعادة السكان الأصليين إلى المدينة، ليُندد: «أنا لا أعرف من هم السكان الأصليون الذى يقصدهم، أنا أعرف من أيام أجداد جدى ونحن موجودون فى عفرين، من هم الأهالى الحقيقيون الذين قصدهم أردوغان؟».
يروى «أبوخابات»: «قريتنا ظلت تنقصف، لكننا ما طلعنا، لذلك هم استبعدوا دكها بالمدافع وأرسلوا طيارة فوق الضيعة، القرية، ضربت ساحة فى وسط الضيعة واستُشهد 6 وقتها، فالعالم خافت وقرّرنا الخروج منها، وقلنا بين أنفسنا نروح كام يوم على المركز فى عفرين لحين ما تهدا الأمور ونرجع على الضيعة».
كان لدى الأهالى أمل فى أن «عفرين» لن تترك وحيدة وبأن هذه الحرب ليست حقيقية وسوف تتوقف قريباً، كانوا يأملون أن تكون الدول الأوروبية، التى تتشدق بحقوق الإنسان، لها موقف وألا يتركوا أهل «عفرين» للحرب ونارها، حتى إنهم سمعوا باستبعاد ضرب مدينة عفرين التى تكتظ بالمواطنين، فاتجهوا إليها، وبابتسامة خفيفة يقول: «مصر هى الدولة الوحيدة اللى كان موقفها مشرفاً، هى أول من خرج بتصريحات رافضة للتدخل التركى، ونحن نفتخر بمصر».
يستكمل «أبوخابات» قصة هجرته القصيرة من قريته إلى مركز مدينة «عفرين» مع أهل القرية جميعاً: «خرجنا ما أخذنا متاعنا معنا، وكان الناس يستضيفوننا فى بيوتهم، وكل البيوت اتعبت، حتى إن البيت الواحد فيه عائلتين أو ثلاثة، ولقينا بناية على العضم، الخرسانة فقط، نمنا فيها 7 أيام، وبعدين واحد قال لى عندى بيت فى الطابق الرابع نمنا فيه يومين، وكان الخوف يلاحقنا، لأن حوالينا فاضى، يعنى كنا مكشوفين للمدفعية، وكنا فى الارتفاعات وكانت تحيط بنا القذائف».
كان ذلك بعد نحو شهر من بدء الحرب، وكانت القوات التركية قد اجتاحت بلدة «جنديرس»، الواقعة على الغرب من مدينة عفرين، وفقاً لخطة عسكرية تقضى بتطويق المدينة والهجوم عليها من جميع محاورها فى آنٍ واحد، لإرباك القوات الكردية وإجبارها على الانسحاب أو الاستسلام.
كان سوء الأوضاع العسكرية ينعكس بشكل مباشر على «أبوخابات» وأسرته وأهالى المدينة: «كان الأمر يزداد سوءاً.. عفرين بها 365 قرية اتدمر منها 200 قرية.. كان القصف المستمر يدمر القرى والبلدات، واتحاصرنا فى مدينة عفرين وما كنا نتوقع إننا نخرج من المدينة نفسها، لأن سمعنا أن الدول الأوروبية قالت لا يمكن ضرب مركز عفرين بالطيران، لكن الحصار ظل مستمراً حتى بداية شهر مارس، وبدأت القوات التركية وفصائل الجيش الحر الموالية لها بمحاصرة المدينة بعد أن هاجر سكان القرى إليها، وعمّت الفوضى فى المدينة، خاصة بعد قصف الطيران التركى لمستشفى المدينة، حتى توقف إسعاف المدنيين وأصبحت الجثث توضع فى أكياس وتترك وحيدة فى الشوارع من شدة القصف، بينما تزداد القوات فى التقدم لمحاصرة المدينة، ليزداد الخوف وينتشر الذعر بين المدنيين، لا أحد يصدق أن الأمر سيحدث وسيدخلون المدينة وبها مئات الآلاف من الناس».
فى اليوم الثامن عشر من مارس الماضى، يستيقظ «أبوخابات» عند السابعة صباحاً، يذهب لإحضار الخبز لأسرته، لكنه يفاجأ بقذيفة تسقط على بُعد 200 متر منه تقتل ثلاثة أشخاص بعد أن تناثرت أشلاؤهم، لم يكن هذا مشهداً غريباً بالنسبة إليه، فقد اعتادت المدينة على العيش فى الجحيم خلال الأيام الأخيرة لعملية غصن الزيتون، حتى انتشرت الجثث فى الطرقات وأسفل المبانى المهدمة جراء القصف الجوى والمدفعى.. يعود الرجل إلى منزله ليحضر مع أسرته الفطور، إلا أنه بمجرد الانتهاء من تجهيز الطعام وعند الثامنة والنصف يسمع نداءات القوات الكردية وهى تجوب الشوارع بمكبرات صوت: «اخرجوا، اخرجوا»، كانت الإشارة واضحة إلى المدنيين بالخروج من المدينة، لقد حُسم الأمر وستسقط المدينة من عنف الهجوم الجوى والمدفعى، وها هى القوات الكردية قررت أن تخبر المدنيين بالحقيقة: «يهاجمنا عدو قاسٍ وعنيد وهناك خطر كبير يحدق بأرواحنا جميعاً»، سمع الناس نداءاتهم وهى تختلط بأصوات القذائف والصواريخ فشعروا بالموت المحقق.
{long_qoute_2}
صُدم الجميع وعمّت الفوضى، وهرب مئات الآلاف من الناس المذعورين بسبب تقدم القوات التركية، تزاحم نحو مليون إنسان فى شوارع المدينة، ويقول «أبوخابات»: «ما فطرنا، سبنا الفطور كما هو، ونزلنا بملابسنا، وأنا كان معى سيارة، أخذتها واتجهنا لجبل الأحلام، بعيد عن المدينة والأتراك ما يضربوه، وكان الناس يخرجوا وسط زحام، والقذائف تفوت من فوق رؤوسهم وتسقط عليهم، وقذيفة واحدة نزلت على شاحنة فيها 50 شخصاً، بينهم أطفال ونساء هاربون، سقطت مباشرة عليها فقتلتهم كلهم، كان رعباً حقيقياً».
كانت المسافة بين مركز المدينة ومعبر جبل الأحلام الذى قصده الناس نحو 10 كيلومترات، نتيجة الزحام، استغرق قطع هذه المسافة يومين، ليصف «أبوخابات» المشهد: «الطريق كان يمشى فيها سيارات 3 صفوف، وكان فى الساعة نمشى 10 أمتار، اتزاحم الناس على أقدامهم وبالسيارات هناك عند مطلع جبل الأحلام، حتى إن السيارات كانت تسقط من فوق الجبل، لأن السيارات تطلع ببطء شديد، والسيارات ما كانت تقدر تسحب بسرعة، فكانت ترجع على السيارات اللى خلفها بسبب حمولتها، وكانت مأساة، والسيارات كانت تقع من على الجبل بسبب هيك وبسبب الزحام الشديد».
كان الجبل الذى وصله «أبوخابات» ليس جبلاً بالمعنى المفهوم وإنما ناحية سكنية: «من كان لديه معارف تمكن من توفير مكان للمبيت فيه، وأنا شخصياً أحضر له بطانيات، ثم قام هو بالبحث عن بيت حتى وجد بيتاً يشترك فيه الناس، فدخل وأسرته لمشاركتهم، وكان يتألف من غرفتين فقط، ويبيت فيهما 27 شخصاً، فى ناحية فافين بمنطقة الشهباء، جنوب شرق عفرين»، موضحاً أنه تمكن من العثور على منزل، فنام فيه وأسرته، بينما غيره لم يتمكنوا، فناموا فى الشوارع والعراء.
{long_qoute_3}
كانت الفوضى سائدة فى ذلك الوقت، حيث لم يكن تم بناء «مخيم الشهباء»، بعد أن نام مئات الآلاف ما بين الشوارع والمناطق المفتوحة، والمنازل الموجودة بهذه النواحى، خاصة أنها منطقة مهجورة، مشيراً إلى «أنه تمكن من التوجه إلى منطقة تل واسطى، حيث تم تأمين منزل له بمنطقة خاصة بالأشوريين الذين هجروا بلداتهم بعد اجتياح داعش»، موضحاً أن هذه البلدة بها بيوت مسيحية، لكن أهلها هاجروا إلى أمريكا، وذلك بالتنسيق مع «الكنيسة الجمعية»، التى وقعت «الإدارة الذاتية» الخاصة بها عقداً بأن من يأتى إلى عفرين، يتم تسكينه فى هذه البيوت، معلقاً: «هو بمثابة استئذان أن الأهالى يسكنون هذه القرية، وفى أى لحظة إذا طلبوا إننا نرحل نرجع»، لافتاً إلى أن المنظمات الإنسانية تأتى لتحصل على إحصاءات، ثم ترسل «سلات غذائية» وترحل، بينما المنطقة تحتاج إلى أمور أخرى مثل المياه والكهرباء.
وعن الانتهاكات التى جرت فى حق أهل «عفرين» أثناء خروجهم، أضاف: «أخى أصيب فى ذراعه، والأهالى بعد أن تركوا منازلهم أتت الميليشيات الموالية لتركيا، وسلبت ونهبت»، متسائلاً عن هدف «أردوغان» من احتلال عفرين؟، وقال: «إيش بدك من عفرين، وحل القضية الكردية يخلص من عندك بتركيا، وبده يرجع أيام العثمانية، وخطابه الدعائى يقول دايماً إحنا أحفاد السلطان الفولانى إحنا العثمانيين»، مشيراً إلى أنه يريد أن يأخذ كل «حلب» حتى «الموصل» العراقية، ويغير الديموجرافيا هنا، واصفاً أن ما يفعله «أردوغان» من تهجير مواطنين وتوطين غيرهم بمثل ما تفعله إسرائيل فى فلسطين من تهجير السكان الأصليين، وجلب يهود الخارج بتغيير ديموجرافى، موضحاً أن لديه أملاً فى العودة إلى عفرين رغم كل ما يحدث.
وداخل منزل أحمر بطابق أرضى فقط، يزين «الصليب الكبير» واجهته، يجلس حسن أبوجيفارا فى العقد الخامس من عمره، أحد أهالى مركز عفرين، جلب أسرته المؤلفة من زوجته وولدين وبنتين ليعيش معهم هنا فى هذا المنزل المسيحى الذى استضافهم فى محنتهم القاسية بعد هروبهم، حيث لم تختلف محنته عن بقية الأهالى، حيث كان هروبهم متشابهاً، حيث الخوف والذعر علامة أكيدة لكل من خرج خلال القصف المدفعى والجوى العنيف، لكنه يتساءل: لماذا تأتى الحرب على رؤوس المدنيين الأبرياء؟، مشيراً إلى أنه يعيش حياته، لا شأن له بالسياسة أو بالعسكرية، فهو أحد المدنيين الذين يعملون فى قطاع العقارات، وكان لديه مكتب عقارى يكسب رزقه منه، واصفاً الهجوم الذى شنه الجيش التركى بـ«العنيف والقاسى»، وأن إرادة المدنيين فى البقاء داخل المدينة لم تصمد أمام هذا الهجوم الغاشم.
ويؤكد «أبوجيفارا»، أن سقوط «عفرين» بالاتفاق بين الروس والأتراك، وأن تركيا أطلقت المرتزقة عليها لإجراء عمليات سلب ونهب وطردت السكان، معلقاً: «المرتزقة اللى ساعدوا الأتراك فى عفرين هم من فصائل السلطان مراد والجبهة الشامية أحرار الشام والدواعش وجبهة النصرة ومدربون هناك، وكل الفصائل كانت موجودة، وعم بنشوف على الفيس بوك الكتابات المسجّلة على الشوارع اللى فيها فصائل كتبت اسمها أو المنطقة، يعنى تم تقسيمها».
وكان «أبوجيفارا» يقطن داخل المدينة، بينما كان الضرب يجرى على أطرافها عند القرى المحيطة به، تأتيه الأخبار من الذين يهربون إلى منطقته تاركين قراهم، يروون له ما يجرى من تقدّم الفصائل المسلحة من سرق ونهب للمساكن، وقال: «كانت الفصائل يقتلون ويسرقون السيارات والجرارات ويعتقلون مدنيين وختايرة (مسنين)، وأنه رأى المسلحين على أطراف المدينة وانتابه الذعر لأنهم يقتلون ويعتدون على الرجال والنساء، لكن خياره كان مع بقية الأهالى الذين قرروا أنه لا استسلام بالخروج من المدينة، فى الوقت الذى كانت تشتد فيه المعارك والقتال والهجمات على مركز المدينة»، مضيفاً: «الحرب استمرت 58 يوماً، آخر يومين ما نام أحد، وقد ما أحكى لك ما فينى أفسر وأوصف، ليلتين ورا بعض، القذائف معاكسة يعنى يصير بالثانية 4 قذائف، كان بدهم يدهموا المدينة، وقعدنا ليلتين هما 17 و18 مارس، حتى المدينة خليت من المدنيين، وأنا خارج شُفت قذيفة مدفع كبير نزلت على 72 شخصاً، مات منهم 43، والبقية أصيبوا»، موضحاً أنه نزل مع البقية بالملابس فقط، فالكثير فقد سياراته، إما من القصف أو من اختطافها من الفصائل الموالية إذا كان من القرى.
وقطع «أبوجيفارا» على أقدامه 10 كيلومترات فى يوم 18 مارس (ليلة الخروج)، حتى وصل إلى جبل الحلال وتوقف قصف الطيران، وتابع: «كله خرج، كان فيه جماعات منتمين إلى عشيرة العميرات وعشيرة البوبنا، وهادول بقوا فى المدينة، وكانوا على اتصال من قبل بالجماعات والفصائل اللى تابعة لتركيا، والأهالى بعد أسبوع رجعوا على عفرين حتى ياخدوا الدهب والمصارى اللى موجودة بالمنازل، وكانت الفصائل لهم حواجز على قراهم، فكان اللى معه دهب ومصارى ياخدوه منهم»، لافتاً إلى أنه بقى فى ناحية تدعى «شيراوة» بالقرب من عفرين، حتى خرج منها بعد أسبوع إلى منطقة الجزيرة ليستقر فى هذا المنزل الذى كان يعود إلى أسرة مسيحية أشورية.
أما محمد على سيدا، 50 عاماً، أحد أهالى ناحية بلبل الواقعة على أطراف مدينة عفرين قرب الحدود التركية، فهو أحد الذين عانوا هذه الحرب منذ بدايتها، فقريته الواقعة على الحدود التركية جعلته يواجه الحرب منذ الساعات الأولى لها، حتى يُقرر الانسحاب إلى القرى الواقعة بينه وبين مركز عفرين حتى الخروج الكبير الذى تم فى 18 مارس الماضى، وقال: «بينا وبين الحدود كيلومتر واحد والشعب بقى 15 يوماً صامداً ضد الهجمات حتى انسحبنا إلى القرى اللى واقعة جنوبنا، حتى ما نتعرض للمجازر، وخوفنا الأكبر كان أن الأطفال ما يتعرضون لمجازر»، مشيراًَ إلى أنه انتقل إلى منطقة الشهباء، حيث كانت أخته تسكن فى إحدى القرى لتستضيفه، ومن ثم انتقل إلى منطقة الجزيرة، معلقاً: «تعرضنا لخيانة من حلف الناتو، وتركونا للميليشيات تقوم بأعمال بشعة ضدنا».
ويضيف محمد أبوهارون، أحد أهالى عفرين والنازحين إلى منطقة «تل نصرى»، وهى من إحدى القرى الأشورية الواقعة على نهر «الخابور»، والتابعة لمحافظة الحسكة، التى كان يسيطر عليها الجيش الحر، ودارت معارك بينه وبين النظام، لكن تنظيم داعش دخلها، وما أجبر الأهالى المسيحيين على ترك قراهم والسفر إلى الخارج، إلى حين تكونت وحدات حماية الشعب الكردية وطردت الدواعش من القرى، مؤكداً أن المنطقة وقعت عقداً بين الكنيسة الأشورية الموجودة بالتل والإدارة الذاتية لتسكين أهالى عفرين فى المنطقة، لحين عودتهم.
اقرأ أيضًا:
«الوطن» على جبهات الحرب فى سوريا.. حكايات الفرار من الموت والخراب
ابنة «عفرين»: الإرهابيون كانوا يضعون أيديهم فوق رؤوس البنات ويكبّرون ثلاث مرات ثم يقولون: «هذه لنا»