"الأزمات الدولية": تشكيل حكومة جديدة بصلاحيات يخمد احتجاجات العراق

كتب: نادية الدكرورى

"الأزمات الدولية": تشكيل حكومة جديدة بصلاحيات يخمد احتجاجات العراق

"الأزمات الدولية": تشكيل حكومة جديدة بصلاحيات يخمد احتجاجات العراق

"إصلاحات مؤسسية"، هكذا أوصى تقرير صدر أمس عن منظمة مجموعة الأزمات الدولية، غير الهادفة للربح، فيما يتعلق بتلبية مطالبة الاحتجاجات التي التي اندلعت بداية الشهر الجاري في جنوب العراق، كما أوصى بتعزيز السلطة القضائية للرقابة على المؤسسات المختلفة لضمان المزيد من الشفافية والمساءلة للحد من الفساد، الذي يعد وفقا لوصف التقرير "العدو الأول للعراق:" في نظام ما بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

ولفت التقرير إلى أن الاحتجاجات بالعراق عادة ما تندلع خلال فصل الصيف خلال السنوات التي لحقت سقوط نظام صدام حسين، بسبب ضعف خدمات الكهرباء بشكل رئيسي، ما يعكس فشل النخبة الحاكمة طيلة 15 عاما لحماية مستويات المعيشة الأساسية للعراقيين.

اقرأ أيضا: احتجاجات العراق تتواصل وتطيح بقائد شرطة "النجف".. والكويت تحشد قواتها

 ووصف التقرير الاحتجاجات هذه المرة، بأنها أكثر شراسة، لما ألحقته من أضرار بالممتلكات العامة والأكثر انتشارا، ما أدى لنشر قوات أمن عراقية في الجنوب أطلقت الرصاص في بعض الأماكن على المتظاهرين، كما ذكر التقرير، أسفر عن مقتل 15 وجرح المئات.

تأتي احتجاجات العراق، بعد أشهر من إعلان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، استعادة السيطرة بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، ورغم انتخابات مايو الماضي إلا أن المواطنين، كما ذكر التقرير أدركوا أن التغيير لن يأتي من صناديق الاقتراع أو المؤسسات، ما أدى لاندلاع الاحتجاجات. 

اقرأ أيضا: العبادي: سنواصل استهداف "داعش" داخل الأراضي السورية

وتنذر الاحتجاجات بأن الفرشاة يمكن أن تتحول لحريق هائل يجتاح العراق، بحسب التقرير، والتي اندلعت من أكبر مدن جنوب العراق التي تحوي أضخم حقولها النفطية، والتي قد تكون دافعا لأهالي البصرة للاحتجاج على ثراء زعمائهم ومسؤولي شركات النفط بفعل محافظتهم في حين أنهم يغرقوا في ظلام الفقر، ما دفعهم للضغط على الحكومة، كما ذكر التقرير، للحصول على شريحة أكبر من الكعكة بتقديم خدمات أفضل للسكان، وإيجاد فرص عمل.

لفت التقرير إلى أن الاحتجاجات الحالية في العراق تشهد لأول مرة استهداف للنخب الحاكمة، التي تنتمي للشيعة، واستهداف المباني الحكومة، ومكاتب الأحزاب السياسية دون تمميز، ففي البصرة أشعل المتظاهرون النيران في مقر منظمة بدر وهو حزب سياسي له علاقات مع إيران.

اقرأ أيضا: هل تصبح إيران العراق الثانى؟

وفي أماكن أخرى هاجموا مكاتب الدعوة والحكمة والفضيلة وكتائب حزب الله، وفي كربلاء أشعلوا النيران في مكاتب عصائب أهل الحق وهي حزب آخر له صلات وثيقة بإيران، وذلك دعوى أن دور الأخيرة في دعم النخب العراقية في العراق يجعل "طهران" عدوا للتغيير.

وتأتي بالتزامن مع قطع إيران إمداد الكهرباء للعراق، بحسب التقرير، فسره البعض لثقل فاتورة العقوبات الأمريكية على طهران.

وامتد غضب المتظاهرين لآية الله السيستاني، المرجع الديني الشيعي الأبرز، بتوجيه انتقادات علنيه له لم تحدث منذ عام 2015.

اقرأ أيضا: الأزمات الدولية: ميلشيات "السيستاني" تهدد أمن العراق بعد "داعش"

ومن المرجع كما ذكر التقرير، أن تستمر الاحتجاجات بشكل دوري يوم الجمعة على مدار العام، رغم محاولات الحكومة الدؤوبة لإخمادها بإقالة أخيرة لوزير الكهرباء العراقي منذ أيام، وإعلان تخصيص 3 مليارات دولار على مشاريع الكهرباء والماء والصحة في البصرة، وضخ 675 مليون دولار في صندوق الإسكان، لتوفير فرص عمل من خلال القروض البنكية؟

كما أعلنت وزارة النفط توفير 10 آلاف وظيفة إضافية ما يعكس توتر الحكومة وتهديد شرعيتها، خصوصا أن الاحتجاجات من المواطنين ضد القيادات السياسية لم تشهدها بغداد منذ عام 2003. 

اقرأ أيضا: الاحتجاجات في العراق تدخل أسبوعها الثاني

وفي ظل غياب التغيير الحقيقي تتصاعد الاحتجاجات خلال الفترة المقبلة، بحسب توقعات التقرير.

وأوصى التقرير بضرورة تشكيل الفائزين في انتخابات مايو الماضية لحكومة جديدة تتمتع بصلاحيات كاملة وعلى المدى الطويل ينتظر من البرلمان الجديد أن يتخلص من نظام المحاصصة، إلا أن نجاح أي حكومة جديدة، كما ذكر التقرير، يحتاج لدعم صريح من "السيستاني"، التي لا يزال يحظى باحترام كبير لدى الشعب العراقي وليس فقط لدى الشيعة، لما له من إسهامات في حماية الأمن العراقي، أبزها استدعاء متطوعين للدفاع عن البلاد ضد داعش في يونيو 2014.


مواضيع متعلقة