عودة الحياة إلى شمال سيناء بعد نجاح العملية الشاملة

10:43 م | السبت 28 يوليو 2018

عادت الحياة إلى طبيعتها فى محافظة شمال سيناء، ورصدت «الوطن» عدة مظاهر للاستقرار والأمن الذى عمّ المحافظة، خاصة مناطق المواجهة مع الجماعات المتطرفة فى العريش وغيرها، وذلك نتيجة «نجاح العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018».

وكانت أبرز مظاهر الاستقرار بالمحافظة عودة الدراسة بجامعة العريش. وقال طلاب بالجامعة: «رفضنا التهديدات التى تسعى العناصر التكفيرية والإرهابية إلى بثها فى قلوب السيناوية، وعودة الدراسة إلى الجامعة خير رد على مواجهة تلك الجماعات الظلامية». لافتين إلى أن العلم والتنوير، هما السلاح الحقيقى لمواجهة التطرف والإرهاب. وقال الدكتور حبش النادى، رئيس جامعة العريش: إن الدراسة توقفت فى 9 فبراير 2018 منذ الإعلان عن انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018، وعادت فى 23 يونيو 2018 بعد عودة الاستقرار إلى أنحاء المحافظة. وأضاف أثناء جولة تفقدية داخل الجامعة أنه تم وضع برنامج زمنى للإنشاءات الجديدة الجارية داخل الحرم الجامعى للانتهاء منها قبل بداية العام الجامعى الجديد، منها مبنيان للطب البيطرى والتربية الرياضية، إضافة إلى تسليم موقعى إنشاء مدرجين سعة كل منهما 500 طالب، وإنشاء مبنى لكلية الاقتصاد المنزلى، بالتزامن مع إنشاء مبنى كلية الطب البشرى، وانتهاء المنظومة الأمنية للجامعة أول سبتمبر المقبل.

{long_qoute_1}

وقال «إسلام حسن»، طالب بكلية التربية الرياضية: إنه كان ينتظر مع زملائه عودة الدراسة إلى الجامعة، خاصة أن الطلاب هدفهم إتمام التعليم والحصول على الشهادة من أجل خدمة أهالى سيناء وتحقيق أحلامهم المختلفة. بينما قال الطالب محمود محمد عبدالحليم: إن عودة الدراسة إلى الجامعة مرة أخرى يوم عيد. وتعهد بالاستمرار فى التفوق.

وشدّد الطالب عبدالله جودة محمد، رئيس اتحاد الطلبة بجامعة العريش، على أن عودة الدراسة إعلان واضح وصريح عن أن أهالى سيناء وقوات الأمن نجحوا فى مواجهة العناصر الإرهابية والتكفيرية التى حاولت ترويع الآمنين.

من جانبه، قال اللواء رضا سويلم، مدير أمن شمال سيناء: إن نجاح عناصر القوات المسلحة والشرطة فى العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة إعداد جيد ودراسة متأنية وتعاون بين أجهزة المعلومات المختلفة، إضافة إلى الدور الوطنى لأهالى سيناء لمواجهة العناصر التكفيرية والإرهابية الموجودة ببعض المناطق المحدودة بوسط وشمال سيناء. وأضاف أثناء جولة تفقدية للأوضاع الأمنية والمعيشية للمواطنين بالعريش رافقته خلالها «الوطن» أن الحياة أصبحت طبيعية بعد نجاح الداخلية والقوات المسلحة فى العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018.

{long_qoute_2}

ولفت «سويلم» إلى أن نطاق عمل أجهزة وإدارات وزارة الداخلية بدأ من الضفة الغربية لقناة السويس وحتى سيناء، بتشديد إجراءات التفتيش على المعابر والمعديات المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء، لمنع تسلل أو انضمام أى عناصر قادمة من الوادى والدلتا لدعم الإرهاب فى سيناء، وكذا منع انتقال العناصر الإرهابية من سيناء إلى مناطق أخرى بعمق الدولة. وأكد أنه يتم التواصل دائماً مع أهالى سيناء، وأن هناك اعتماداً كاملاً على دعم الأهالى هناك، من الناحية المعنوية أو الدعم بالمعلومات. ووجه مدير الأمن التحية والتقدير إلى جميع أهالى سيناء لتحملهم خلال الشهور الماضية الأوضاع الأمنية، منوهاً بأن ذلك من أجل حمايتهم وحماية مقدرات الوطن، وحفاظاً على الأمن القومى.

وانتهت وزارة الشباب والرياضة ومحافظة شمال سيناء من إنشاء مشروع «الصالة الرياضية المغطاة» فى مدينة العريش، وهى أحدث مشروع رياضى عملاق فى مصر يُقام على ساحل العريش، لتصبح المدينة مؤهلة لاستقبال البطولات الرياضية وخدمة أبناء المحافظة. وأقيمت الصالة على مساحة 24 ألف متر مربع فى منطقة الواحة، وتضم صالات رياضية وملاعب، وأثناء جولة داخل الصالة، قدّمت فرق فنية ورياضية ألعاباً وفقرات ترفيهية، وسط حضور جماهيرى كبير.

{long_qoute_3}

وقال اللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، إن إجمالى عدد المشروعات المنفذة فى شمال سيناء منذ يونيو 2014 حتى يوليو 2018، بلغ 960 مشروعاً، بتكلفة 6837530 جنيهاً، مشدداً على أن هناك اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية بضرورة توفير حياة كريمة لمواطنى شمال سيناء، والعمل على التنمية الحقيقية لخدمة المواطنين، فى ظل مواجهة عناصر القوات المسلحة والشرطة معركة الكرامة والشرف ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية ببعض المناطق المحدودة بوسط وشمال سيناء. وأضاف خلال لقاء له مع بعض الصحفيين والإعلاميين، أن الحياة فى شمال سيناء «رجعت إلى طبيعتها»، والجميع يمارس حياته بشكل طبيعى، دون قيود على الإطلاق، فالمتنزهات تعمل بصورة طبيعية، وكذلك الأنشطة الترفيهية والتنويرية والتثقيفية والرياضية المختلفة، وذلك مع وجود انتشار أمنى مكثف لحماية المواطنين وأهالى سيناء. وأشار المحافظ إلى توفير السلع الأساسية والاحتياجات المعيشية للمواطنين، وأن جميع أجهزة الدولة تعمل على توفير جميع الاحتياجات الأساسية والاستراتيجية لأهالى سيناء، كما أن هناك تعاوناً وثيقاً بين جميع مؤسسات الدولة والسلطات المحلية لتوفير التأمين بالإمدادات الغذائية والتأمين الصحى والاجتماعى للسكان المحليين وبالمدن وبالمحافظات التى تشهد عمليات أمنية. وتابع: «الخروج والدخول من وإلى شمال سيناء شهد تطوراً كبيراً، حيث أصبح من حق المواطن السيناوى الخروج من شمال سيناء لمدة 3 أيام فى الأسبوع، دون تنسيق مسبق، وباقى الأيام يُسمح له بالخروج أيضاً، لكن بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وذلك من أجل حمايته وتوفير الأمن له، كما أن الحالات الحرجة لها أولوية قصوى». وعن العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، قال اللواء «حرحور»: إن المستفيد من نجاح العملية هو المواطن فى شمال سيناء، الذى أصبح يشعر بالأمن والتنمية بفضل تضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية، إضافة إلى اهتمام القيادة السياسية بعملية التنمية داخل المحافظة. وعن المنطقة العازلة التى تقيمها مصر على الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى لحماية الأمن القومى المصرى، قال إن حجم التعويضات التى قامت الدول بصرفها للمواطنين الذين أخلوا منازلهم بلغ ما يقرب من مليار و200 مليون جنيه مصرى، وفى الوقت نفسه، تعمل الدولة على إنشاء مدينة سكنية جديدة فى رفح ستنتهى منها قريباً. وعن المشروعات التى تنفّذ فى وسط وشمال سيناء، قال «حرحور»: إن إجمالى المشروعات المنفذة فى المحافظة منذ يونيو 2014 حتى يوليو 2018، بلغ 960 مشروعاً، فى مجالات التعليم والصحة والأوقاف والإسكان.