سياسيون لـ"الوطن": التزام الفصائل الفلسطينية بالهدنة هذه المرة "مختلف"

كتب: سمر نبيه

سياسيون لـ"الوطن": التزام الفصائل الفلسطينية بالهدنة هذه المرة "مختلف"

سياسيون لـ"الوطن": التزام الفصائل الفلسطينية بالهدنة هذه المرة "مختلف"

اليوم الخميس، يمر أسبوع على الهدنة، التي أعلنت عنها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مع إسرائيل، رغم التصعيد الإسرائيلي، على الرغم من شن قوات الاحتلال هجمات على قطاع غزة خلاله، إلا أنه في مقابل ذلك لم تشن الفصائل الفلسطينية أي ضربات مقابلة، وهو الأمر الذي يصفه سياسيون بـ"المختلف"، هذه المرة، مشيرين، إلى أن هناك رغبة جادة من قبل الفصائل الفلسطينية، ومصر، ودول إقليمية أخرى، في عدم إتاحة الفرصة لإسرائيل لشن حرب واسعة على القطاع، وإنجاح دور مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، في إنشاء صندوق دعم اقتصادي للقطاع، فضلًا عن إنجاح المراحل الـ4 التي أوردتها مصر في مسودتها المعدة للحل.  

 {long_qoute_1}

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، جامعة القاهرة، إن مصر قدمت مسودة لبعض الأفكار والمقترحات، في إطار التوصل لحل يحفظ الهدنة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، اشتملت علي الاحتياجات بالنسبة للفصيلين فتح وحماس، وتم عرضها عليهم، ومن المفترض أنهم ردوا علي هذه الورقة، ووافقوا علي بعض أفكارها بالكامل، ما يعني أنه ستكون هناك خطوة لاحقة ستجرى الأيام الجارية، حيث وجود اتصالات في هذا الصدد.

وأضاف "فهمي"، لـ"الوطن"،  أن المشاورات بين مصر وكافة الفصائل، في إطار تحقيق هذه المسودة، بدأت ومستمرة، لافتًا، إلي أن مصر لديها إصرار على إنجاح هذه المفاوضات،  وهناك أمرين يمثلان خطرًا علي إنجاح هذه المحاولات، أولهما: استمرار إسرائيل في ضرب القطاع، الأمر الثاني: نجاح تفكيك عناصر الأزمة في المقاومة، وهو ما تقوم به مصر، حيث تحاول تفكيك عناصر الأزمة بذكاء شديد جدًا.

وأوضح "فهمي"، أن المسودة تشمل 4 مراحل لخطة طريق مصرية كاملة لتقريب وجهات النظر، إذا نجحت الخطة بالمسودة بـ4 مراحل سيكون شئ جيد، مشيرًا، إلى أن كل مرحلة ستسلم الأخرى، أهمها أنهم سيبدأون برفع الإجراءات العقابية الخاصة بقطاع غزة، وبداية صرف الرواتب الخاصة بالجهاز المالي والإداري، ثم الحديث عن فتح المعابر من كلا الجانبين، سواء من قبل مصر أو من جانب إسرائيل، وضمان دخول و انتقال الأفراد، وتنتهي المراحل في النهاية بالبحث عن إطار لمنظمة التحرير الفلسطينية واستيعاب القوي الفلسطينية المختلفة، فهناك اتفاقية إطار كاملة لدى مصر.

وتابع، أن مصر تبذل مجهود كبير، والإرادة السياسية للفصائل هي التي ستحدد، مضيفاً، أن تكملة المسار سيتطلب جهد فلسطيني في مقابل الجهد المصري، وإرادة سياسية تتشكل من الجانب الأخر، فمصر لديها إصرار على نجاح هذه المفاوضات بصورة كبيرة، لصالح الشعب الفلسطيني، فالموضوع أكبر مما يتخيله البعض، خصوصًا أن مستقبل قطاع غزة بيد إسرائيل.

 {long_qoute_2}

وقال الدكتور عمرو الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الدور المصري  أساسي في تهدئة الأوضاع في غزة، والمشكلة إنه طالما مازال هناك حصار للقطاع من قبل إسرائيل، وتم إغلاق معبر كرم أبو سالم، فتتكرر الإعتداءات  أكثر من مرة على المتظاهرين الفلسطينين في غزة، وسيسقط عشرات الشهداء، لافتًا، إلى أنه مادام جوهر المشكلة موجود فستتكرر المواجهات، وبالتالي فإن الدور المصري يجب أن ينتقل من نجاحه في عمليات التهدئة إلى البدء بمساعدة أممية في حل كل المشكلات العالقة، وتحديدًا تخفيف الأعباء علي قطاع غزة، وحل مشاكل الشعب الفلسطيني.

وأضاف الشوبكي، لـ"الوطن"، أنه من الناحية الأخرى، لابد من تثبيت جهود المصالحة بين حماس وفتح، والتي تمت برعاية مصرية، فهذا من المسائل الأساسية المطلوب حسمها في الفترة المقبلة، حتي لاتكون هناك حجة للجانب الإسرائيلي بأن هناك إنقسام فلسطيني يعوق التهدئة، فالتهدئة بداية لحل كل المشاكل المتعلقة بقطاع غزة، لكنها ليس الحل النهائي، ويجب على الأقل حل مشاكل الحياة اليومية لأهل القطاع.

وأشار الشوبكي، إلي أن هناك صعوبات كثيرة، في إطار الحل السياسي البات الخاص بحل الدولتين، وإنما فرصة حل مشاكل قطاع غزة، ومشاكله الحياتية اليومية قائمة.

 

{long_qoute_3}

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، جامعة القدس، إن اليوم يكون مر أسبوع على الهدنة، حيث بدأت مساء الخميس الماضي، عقب التصعيد الإسرائيلي، وتدخلت مصر حتى لاتتدهور الأمور، وطلبت من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" آلا ترد على صواريخ إقتحام قطاع غزة، أو تنفذ عمليات موجعة في القطاع، لافتًا، إلى أنه كان هناك ذكاء من المقاومة وتعاملت مع الأمر بشكل إيجابي، وقضت علي المخطط الإسرائيلي.

وأضاف "الرقب" لـ"الوطن"، أن كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال توقفت، والهدنة مازالت مستمرة رغم شن إسرائيل بعض الضربات على القطاع، ولم يتم إطلاق صواريخ من المقاومة بناء على الطلب المصري، مقابل آلا تشن إسرائيل غارات علي قطاع غزة، واستمرت الهدنة من قبل الفصائل الفلسطينية، رغم إختراق إسرائيل لها، وتصعيدها واستهدافها للشباب والأطفال، وتلقى الفصائل ضربات وهجمات إسرائيلية، إلا أنه لا يتم الرد عليها بناء على مطالب دول إقليمية منها مصر، الذين طالبوا بعدم الإنصياع لمربع المواجهة كما تريد إسرائيل، مطالبًا، بضرورة وجود حل سياسي وليس أمني.

وأوضح الرقب، أن سر استمرار الهدنة هو وجود رغبة لدى حركات المقاومة، بعدم الإنجرار لحرب واسعة، خاصة في ظل إدراك مصر ودول إقليمية، نية إسرائيل في شن هذه الحرب، والتي لا تتوفر لها إلا بوجود مبررات، ومن ثم تحرص مصر ودول أخرى على، آلا توجد مبررات تتمكن من خلالها إسرائيل من تحقيق ما تريد.

وتابع، الأمر الثاني: أن هناك محاولات لرفع الحصار علي غزة، من خلال صندوق دعم اقتصادي، يديره مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاى ملادينوف، الذي  زار غزة، و"الاحتلال"، و"مصر"، أكثر من مرة، الأيام القليلة الماضية، وبالتالي نريد أن ننجح مهمته في ذلك، وإلا سننجر لحرب، سنحتاج بعدها لمليارات لإعادة الإعمار، "حسب قوله".

وأشار "الرقب"، إلي أن هناك تنسيق كامل بين جميع فصائل المقاومة، ونجحوا في تشكيل غرفة عمليات مشتركة لأول مرة،  وهناك سيطرة على غير العادة، لعدم إطلاق صواريخ، والإنجرار وراء محاولات الاحتلال، مشيرًا، إلي أن هذا تطور في التنسيق بين المقاومة وبعضها البعض، لم يكن موجودا في الماضي، كانت هناك اتفاقات يخترقها البعض، لكن هذه المرة الجميع ملتزم، مصر اليوم لها دور في قطاع غزة، يختلف عن دورها  السنوات السابقة، فلم تكن موجودة بهذه القوة مثل اليوم في قطاع غزة، و اليوم تأثير مصر بدأت تظهر ملامحه في هذه القضية.


مواضيع متعلقة