منذ أن أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، عن تطبيق نظام تعليمى جديد، باستخدام أجهزة التابلت والتكنولوجيا الحديثة، والاستغناء عن أسلوب الحفظ والتلقين المتَّبع فى المدارس، انقسم أولياء الأمور ما بين مؤيد ومعارض، ولكل منهما حُجج ومبررات.
ملف تطوير التعليم يأتى على رأس الأولويات فى هذه المرحلة، وسط ظروف محلية ودولية معقدة، بل هناك إجراءات فعلية لتنفيذ ما طرحه الدكتور طارق، لكن من خلال رصد الواقع الحالى نتساءل: كيف نقوم بالتطوير الآن وسط هذه الظروف؟!
نشرت جريدة «الوطن»، فى بداية العام الدراسى الماضى، ملفاً بعنوان: (حملة «الوطن».. عودة المدارس)، رصدت فيه، خلال جولتها على بعض المدارس فى المحافظات، انتشاراً لأكوام القمامة، وشكاوى من الأهالى بسبب أضرار صحية تنتج عن تحوُّل أسوار بعض المدارس إلى مقالب للقمامة، هذا فى الوقت الذى أكدوا فيه تخلُّص بعض المدارس من قمامتها بحرقها داخل الأفنية، ما يتسبّب فى تصاعُد الأدخنة التى تصل إلى منازلهم الملاصقة لتلك الأبنية التعليمية، وعلى الجانب الآخر أكد بعض العاملين أن بعض الأهالى يقومون بإلقاء القمامة من نوافذهم، لينتهى الحال بتحوُّل أفنية بعض المدارس إلى مقالب قمامة، وفى مناطق أخرى تسبّب وجود الباعة الجائلين والأسواق العشوائية والمقاهى فى زحام شديد على بوابات المدارس، وعرقلة الطلبة وأولياء الأمور عن الوصول أو الخروج من مدارسهم، إضافة إلى عدم وجود حراس أمن فى بعض المدارس ليلاً، ما تسبّب فى تحوُّلها إلى وكر للبطجية الذين يقومون بسرقة بعض محتويات تلك المدارس، فضلاً عن العجز فى أعداد المدرسين فى معظم المدارس، إضافة إلى تردِّى حالة الفصول وتحطُّم الأبواب والشبابيك، وتهدُّم وتصدُّع حوائط كثيرة، فضلاً عن زيادة كثافة أعداد الفصول، وغيرها من المشكلات!
ونأتى للضلع الأهم فى العملية التعليمية، وهو المعلم، الذى ما زال يعانى مادياً ومعنوياً، ما دفع بعضهم إلى اللجوء للدروس الخصوصية، التى «حلبت» جيوب أولياء الأمور. الواقع يقول إن تطوير المعلم يأتى فى المقام الأول، برفع راتبه، وتطوير مهاراته العلمية والعملية، حتى يتواءم مع النظام التعليمى المزمع تطبيقه مستقبلاً.
والسؤال الآن: هل قُمنا بحل هذه المشكلات؟ بل كيف نقوم بالتطوير المذكور باستخدام التكنولوجيا الحديثة ولدينا هذا الكمّ من المشكلات؟!
علينا، قبل إجراء التطوير، القيام بإصلاح ومعالجة مشكلات العملية التعليمية، خلال مدة محددة، حتى نصل إلى «صفر مشكلات»، ثم إعلان ذلك، كى لا يكون التطوير شكلياً فارغ المضمون لا يؤتى ثماره.. والله ولى التوفيق.