بصوت "ناصر" وخط يده.. "ليلة عمر" تخلد بطولة يوسف صديق في 23 يوليو

كتب: عبدالله مجدي

بصوت "ناصر" وخط يده.. "ليلة عمر" تخلد بطولة يوسف صديق في 23 يوليو

بصوت "ناصر" وخط يده.. "ليلة عمر" تخلد بطولة يوسف صديق في 23 يوليو

يعتبر يوسف صديق، أحد أهم أبطال ثورة 23 يوليو وتنظيم الضباط الأحرار، انضم إلى التنظيم قبل عام من الثورة، ‏عندما تعرف على النقيب وحيد جودة إبان حرب فلسطين عام 1948، وبعدها بثلاث سنوات انضم إليها، وتخليدا للدور المهم الذي لعبه، كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمنحه قلادة النيل، قبل يوم من الاحتفال بالعيد السادس والستين للثورة.

وأكد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر دور البطل الراحل يوسف صديق، عندما تحدث في العيد العاشر لثورة 23 يوليو، عن دوره في الثورة واعتقاله قيادات بالجيش تعلوه رتبة وتحركه المبكر بساعة عن الموعد المحدد، والذي كان سببًا رئيسيا لنجاح الثورة بعد انكشاف أمرها في القصر الملكي.

ويروي "يوسف صديق" في مذكراته، إنه في صباح يوم 22 يوليو كان جالسا في مكتبه، يفكر في طريقة يجمع بها جميع أفراد الكتيبة ولكن دون إثارة الشكوك، وأثناء تفكيره جاءه الضابط عبدالمجيد يبلغه أن الضابط النبطشي تخلف عن المبيت بالمعسكر في الليلة السابقة، فقام صديق بجمع كل أفراد كتيبته وإبلاغهم بأن كل الأفراد سيبيتون بالمعسكر لكي يتذكروا معنى الالتزام ولا يستهتر أحدهم بعمله مرة أخرى، بما فيهم ثلاث ضباط جدد.

وجرى تحديد الساعة السادسة من مساء 22 يوليو لتلتقي قوة الكتيبة خارج المعسكر، في ميدان صلاح الدين بمصر الجديدة، ولم ينس يوسف أن يشير إلى حادثة هامة فى ذاكرته للأحداث فيقول: "وصلت إلى مكان اللقاء قبل الموعد بنحو ربع ساعة وتصادف أن المكان أمام أجزخانة فطرأت لي فكرة أن أطلب من الصيدلي حقنة ضد النزيف تكون قوية فباعني الحقنة فرجوته أن يعطيها لي فاعتذر لعدم وجود استعداد في الصيدلية لذلك، وأشار لي إلى عيادات كثير للأطباء، وأخبرني بأنني لابد أن في هذه العيادات من يقوم بذلك، وفعلا توجهت إلى أول عيادة دكتور وقام التومرجى بالمطلوب على خير حال"، حيث كان صديق يعاني من نزيف حاد في الرئة، ولكنه أصر على المشاركة.

وتجمعت القوة التى تعمل تحت قيادة يوسف صديق فى المعسكر حتى وصل الضابط زغلول عبدالرحمن يحمل معه بطيخة كبيرة وآخر الأوامر من قيادة الضباط الأحرار وهي ساعة الصفر، وأبلغه أن التحرك سيكون عند منتصف الليل، وأن كلمة السر ستكون "نصر"، وجمع صديق أفراد كتيبته وأخبرهم بالأمر، "خطبت فيهم خطبة قصيرة أستثير حماسهم وأطلعهم لأول مرة أنهم سيتحركون للاشتراك في عمل خطير، لصالح الوطن وأن كلا منهم سيفخر طوال حياته بالمساهمة في هذا العمل الخطير".

وحمل الضابط عبدالقادر خبر أن اللواء عبدالرحمن قائد المعسكر في طريقة للمعسكر، فلو وصل هذا القائد إلى المعسكر فسوف تكون له السيطرة والكلمة العليا على الجنود والضباط بل على يوسف صديق نفسه، وكان على الأخير أن يتصرف بسرعة وقد تورط فى كل الترتيبات السابقة ولن يستطع التراجع، لذلك فكان لابد من التحرك بسرعة بالغة.

ويروي "صديق" قصة الخروج من المعسكر قائلا: "وفي طريقنا إلى بوابة المعسكر أصدرت تعليماتي إلى سائق العربة أنه في حالة التقائنا بعربة اللواء فى طريقنا فعليه أن يوجه إليها النور الكبير ويتصدى لها وإيقافها بأى طريقة، وأمرت الضابطين المرافقين لى والسائق معهما أنه فى حالة وقوف عربة سعادة اللواء ينزلون جميعًا من العربة شاهرين أسلحتهم فى وجه القائد، ولا يفتح أحد النيران إلى بأوامر منى".

وأثناء التحرك فوجئ "يوسف"، ببعض الجنود يلتفون حول رجلين يرتديان ثيابا مدنية "قمصان بيضاء وبنطلونات"، تبين أنهما جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وأخبره جمال عبد الناصر أن أمر الحركة قد انكشف للملك الذى كان فى الإسكندرية وأنه قد اتصل بالقيادة فى القاهرة التى اجتمعت لاتخاذ إجراء مضاد لعمل الضباط الأحرار، فأخبر يوسف صديق عبد الناصر أنه قرر احتلال القيادة وسوف يشرع فى تنفيذ الأمر فورًا، وأسرع إلى عربته الجيب لينطلق بقواته بينما ذهب جمال وعبد الحكيم ليستقلا عربة جمال المدنية ويسبقاه إلى أرض المعركة

وضع "يوسف صديق" خطته وقسم فصائل كتيبته على موقع القيادة العامة بـ"كوبري القبة"، لتبدأ معركة اقتحام القيادة العامة التي خسرت فيها كتيبته رجلين مقابل 2 من ضباط حرس القيادة، ثم فتشت القوة أدوار المبنى ليتوصل في النهاية، إلى القبض على الفريق حسين فريد قائد الجيش الملكي، والأميرالاي حمدي هيبة وإرسالهما إلى عربات "اللوري" الخاصة بالكتيبة إلى جانب الأسيرين الكبيرين، وهو ما اعتبره "صديق"، في مذكراته، توفيقًا من "الله وحده".

وينهى يوسف صديق هذا الفصل من المذكرات بالعبارة التالية: “وهكذا انتهت هذه الليلة الخالدة "ليلة عمرى".‏‏


مواضيع متعلقة