الأردن يستقبل 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" السورية لمدة 3 أشهر

كتب: نادية الدكرورى

الأردن يستقبل 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" السورية لمدة 3 أشهر

الأردن يستقبل 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" السورية لمدة 3 أشهر

أعلن الأردن، اليوم، أنه وافق على مرور 800 من عناصر ما يسمى بـ"الدفاع المدني السوري" المعروفين بـ"الخوذ البيض" وذويهم من منطقة القتال جنوبي سوريا، لإعادة توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا، وذلك بعد إعلان إسرائيل أنها أجلتهم بناء على طلب الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، محمد الكايد، في بيان تلقت الوكالة الفرنسية نسخة منه، إن "الحكومة أذنت للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالى 800 مواطن سوري عبر الأردن، لتوطينهم في دول غربية خلال فترة زمنية محددة، ثلاثة أشهر، بسبب وجود خطر على حياتهم"، مؤكدا أنه "تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة"، ويسكن عناصر "الخوذ البيض" وعوائلهم في "منطقة مقيدة" في الأردن.

تأتي عملية الإجلاء بينما يبدو نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على وشك بسط سيطرته الكاملة على جنوب سوريا، بمساعدة حليفه الروسي في هذه المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية.

من جهته، أكد رائد صلاح، رئيس فريق "الخوذ البيضاء" السورية، التي كانت مرشحة لجائزة نوبل للسلام، في بيان أنه "تم إجلاء عدد من المتطوعين مع عائلاتهم لظروف إنسانية بحتة، حيث كانوا محاصرين في منطقة خطرة في جنوب سوريا ووصلوا إلى الأردن الآن"، موضحا أن "المتطوعين كانوا محاصرين بمحافظتي درعا والقنيطرة من بينهم عدد على الحدود بين الجولان والمناطق التي كان تسيطر عليها روسيا بالقنيطرة".

وأعلن منسقو استجابة شمال سوريا التابع للدفاع المدني، في بيان أمس، احتجاز ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله قوافل للمهجرين قسرياً، تبلغ أكثر من 2500 شخص، قادمة من الجنوب السوري "درعا والقنيطرة" في منطقة حمص باتجاه مناطق الشمال السوري، وطالبت جميع الأطراف الفاعلة بالإفراج عن المحتجزين وممارسة الضغوط على ما يسمى بـ"الضامن السوري"، من أجل سلامة الأهالي في القوافل ومنع إيقافهم.

ووصف عبدالقادر عزوز، مستشار بمجلس الوزراء السوري، فرق "الخوذ البيضاء" بمليشيات أمريكية، لافتاً لـ"الوطن" إلى أن الدولة السورية لا تعنيها تهجير هذه الفرق "المشبوهة"، نظرا لوجودها في مناطق وجود المنظمات الإرهابية، موضحاً أنه لا يوجد ميلشيات إيرانية في الجنوب السوري، والموجود حالياً هو الجيش العربي السوري، الذي يستمر في مواجهات عسكرية مع بعض الميلشيات الرافضة للخروج أو المصالحة مثل فصيل جيش خالد بن وليد وقوات "داعش". 

قال زكي الدروبي، عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري، إن فرق "الخوذ البيضاء" تعد من المتطوعين، إلا أن القوات السورية تعتبرهم من المنظمات الإرهابية طالما غير تابعين للحكومة السورية، ما يجعلهم يتعرضون للقتل والإصابات خلال الصراعات الدائرة.

وأضاف لـ"الوطن" أن الميليشيات ترتكب حالياً مخالفات في الجنوب بعد الاتفاقات بشأن الإجلاء، وما يقرب من 270 صحفيا وناشطا محاصرين حالياً في هذه المنطقة، ولا يستطيعوا الخروج.

"مراسلون بلا حدود" تطلب حماية الصحفيين المحاصريين في جنوب سوريا

وأرجع عادل الحلواني، ممثل الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة، تدخل القوات الإسرائيلية نظراً للتفاهمات على نقلهم إلى الأردن، والترحيل من الجنوب السوري يسير على قدم وساق وفقاً لتفاهمات واتفاقات الجيش السوري والفصائل المختلفة، إلا أن التعامل مع "الخوذ البيضاء" من قبل الجيش السوري لا يختلف كثيراً عن التعامل مع الفصائل المسلحة، رغم الجانب الإنساني الذي تعمل في إطاره هذه الجماعات.

وأفادت وسائل إعلام ونشطاء سوريون، بأن مسلحي "جبهة النصرة" أقدموا على إحراق معبر القنيطرة الفاصل بين الشطرين المحرر والمحتل من الجولان قبل مغادرة مسلحيها الجنوب السوري، فيما أكد شهود عيان في الجولان أن أعمدة الدخان تصاعدت من المعبر المحترق، وأمكنت رؤيتها بوضوح من مناطق مختلفة.


مواضيع متعلقة