من هي الأمريكية الوحيدة التي تعلم تفاصيل لقاء بوتين وترامب؟
مترجمة ترامب في قمة هلسنكي
بعد مرور يومين فقط على انتهاء "قمة هلسنكي" بالعاصمة الفنلندية، التي جمعت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين الماضي، التي حاولوا فيها التوصل لعدد من النقاط الخلافية، ثارت الأوساط بالولايات المتحدة ضد ذلك.
ويرجع ذلك إلى قول ترامب أن المخابرات الروسية لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، مخالفا بذلك ما أعلنته مخابرات بلاده سابقا وأكدته مرات عدة، ليفجر جدلا ضخما بالبلاد.
وهو ما دفع عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي المطالبة باستجواب مترجمة الرئيس ترامب، التي شاركت باللقاء الثنائي الذي جمعه مع نظيره الروسي بوتين، الاثنين في هلسنكي، للإدلاء بشهادتها، والكشف عما ناقشاه بشكل خاص، كما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر حكومية، أن مسؤولين أمريكيين سيستجوبون مترجمة الرئيس لكن بصورة غير رسمية.
لتجذب مارينا جروس، مترجمة ترامب، الأنظار بشدة في أمريكا، كونها تعد حاليا الشخص الوحيد في الولايات المتحدة التي لديها كافة التفاصيل عن اللقاء الخاص بين الرئيسين الأمريكي والروسي.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المعلومات عن "جروس" شحيحة للغاية، حيث لم يتوافر عنها الكثير من التفاصيل بخصوص عملها وتدرجها الوظيفي، موضحة أنها مترجمة بوزارة الخارجية الأمريكية، منذ عدة أعوام، وتقيم بشقة في مقاطعة أرلينجتون بولاية فرجينيا، وعُرفت بإجادتها الروسية بطلاقة.
وهي المترجمة الفورية لترامب، وتعد بمثابة الصندوق الأسود للرئيس الأمريكي، وأنها تتمتع بمكانة مرموقة في أمريكا وبالساحة السياسية الدولية، وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "جروس" رافقت العديد من الشخصيات الأمريكية البارزة والهامة، على رأسهم، سيدة أمريكا الأولى لورا بوش إلى سوتشي، عام 2008، ووزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون في زيارته موسكو أبريل 2017.
وكانت عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي جين شاهين، قالت في تغريدة عبر "تويتر": "إنني أدعو إلى عقد جلسة استماع مع مترجمة أمريكا التي كانت حاضرة في اجتماع الرئيس ترامب مع بوتين للكشف عما ناقشاه بشكل خاص، ويمكن لهذه المترجمة أن تساعد في تحديد ما دار وما وعد به رئيس أمريكا لبوتين نيابة عنا".
كما كتب أيضا عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري، جو كيندي الثالث، عبر "تويتر": "لقد كان يوما حزينا لا يمكن لأمريكا أن تعتمد فيه على رئيسها الذي باع أمننا وديمقراطيتنا ومصداقيتنا إلى عدو لا يزال يهاجم أمتنا ويقوّض قيمنا"، وتابع: "يجب أن تمثل مترجمة ترامب أمام الكونغرس، وتشهد على ما قيل بشكل خاص، وإذا كان الجمهوريون غاضبين كما يزعمون، فيجب أن يصدروا أمر الاستدعاء اليوم".
ومن ناحية أخرى، استنكر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف، بشدة ذلك الأمر يختلق المشاكل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يقوض مبدأ الثقة المتبادلة في الدبلوماسية.
وأكد أن ذلك يعد "حدث لا سابقة له، فلا يوجد أي شك في أن أصحابها يريدون إثارة مشاكل إضافية للرئيس دونالد ترامب"، مشددا على أنه إذا تم كشف تفاصيل أي مباحثات بين الرئيسيين، حيث ستصبح هذه التفاصيل خاضعة للتحليل والتأويل بما يخدم مصلحة البعض في تحقيق مآرب سياسية، وسيجعل الدبلوماسية التي يجب أن تتمتع بالثقة، تفقد معناها وقيمتها وستختفي في نهاية المطاف، على حد قوله.