زيارة "السيسي" إلى السودان تدعم خطوات تسوية النزاعات في شرق إفريقيا

كتب: بهاء الدين عياد

زيارة "السيسي" إلى السودان تدعم خطوات تسوية النزاعات في شرق إفريقيا

زيارة "السيسي" إلى السودان تدعم خطوات تسوية النزاعات في شرق إفريقيا

أكد المراقبون على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية إلى السودان، ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية ذات الخصوصية بين البلدين، وآفاق التكامل بين دولتي وادي النيل، ولكن أيضًا نظرًا لأهمية دور مصر والسودان في التطورات المتلاحقة في شرق افريقيا، وعلى رأسها ضمان التقدم في عملية السلام في جنوب السودان، ومواكبة التحولات الإيجابية في سياسة أديس أبابا التي عكستها تحركات رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد آبي أحمد والتي تميل لتصفية الخلافات مع دول الجوار.

{left_qoute_1}

قال السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، إن اختيار الزيارة لتكون الأولى للرئيس في بداية فترة ولايته الثانية وهي نفس الزيارة الأولى التي قام بها للخرطوم بعد ولايته الأولى، وهي رسالة تعكس أهمية العلاقات بين البلدين.

واعتبر "حجازي" أن هناك ملفات عدة للزيارة ومحاور التوافق بين الزعيمين، وأهمها الملف الثنائي وتنسيق المواقف فيما يتعلق بالمشروعات القومية الكبرى مثل الربط الكهربائي الذي ستبدأ مصر في تصديره بداية من 300 ألف ميجا واط ثم 600 ألف و3000 في مراحل لاحقة، مشيرًا إلى أن وجود وزير الكهرباء ضمن الوفد سيعكس اهمية هذا الملف في المباحثات، وكذلك الملف المتعلق بالمياه، وخاصة بعد التطور الإيجابي في العلاقات المصرية-السودانية-الإثيوبية، بعد قمة أديس أبابا، وزيارة آبي احمد لمصر، وانتظام اجتماعات التساعية واجتماعات التعاون في البنية التحتية، واجتماعات العلماء حول السدود في البلدان الثلاثة.

وفيما يتعلق بالوضع الاقليمي، تأتي الزيارة مع توصل الخرطوم لاتفاق بين زعيم المتمردين في جنوب السودان ونائي الرئيس رياك مشار والرئيس الجنوب سوداني سيلفا كير، ومصر اسهمت في ذلك من خلال اتصالات واجتماعات سابقة، وهذا جهد يتكامل بين البلدين لتحقيق أمن واستقرار جنوب السودان وشرق ووسط القارة. ويشمل الوضع الإقليمي أيضًا ما يخص مكافحة الإرهاب وتسوية الأزمة الليبية.

واعتبر أيضًا أن الزيارة رسالة للشعبين، فهناك 5 مليون سوداني في مصر، ونصف مليون مصري في السودان و"نأمل أن توجيهات الرؤساء تنقل للمستوى الوزاري وأن تكون اللجنة المشتركة هي قاطرة العمل المشترك بين البلدين".

{long_qoute_1}

ومن جهته، قال الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي، لـ"الوطن" أن زيارة الرئيس السيسي إلى السودان تأتي في إطار مرحلة جديدة تعيشها منطقة شرق القارة الافريقية، دشنتها العديد من التطورات الايجابية خلال الشهر الجاري وعلى رأسها اتمام التسوية في جنوب السودان، وتطبيع العلاقات الإريترية الأثيوبية، مؤكدًا على اتفاق البلدين على دعم هذه المعطيات الجديدة التي يمكن أن تدخل المنطقة في عهد جديد من الاستقرار والأمن الجماعي.

وأعتبر "أبوزيد" أن هناك العديد من الملفات الأمنية المشتركة بين مصر والسودان، والتي تحتم على البلدين التقارب في الرؤى والمواقف من اجل دعم المصالح العليا لشعبي وادي النيل، مؤكدًا أن السلام في جنوب السودان ليس فقط ضرورة للأمن الإقليمي، ولكنه أيضًا يدعم تعزيز الأمن المائي المصري.

وأكد "أبوزيد" أن مصر دعمت جهود السودان تحت قيادة الرئيس البشير من أجل التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة والمعارضة في دولة جنوب السودان وإنهاء حالة الصراع، مؤكدًا أن الرؤية المصرية تؤكد على أن الاستقرار الإقليمي يدعم تعزيز التعاون بين دول هذه المنطقة، إيمانًا منها بأهمية التكامل بين هذه الدول لتحقيق الرخاء المشترك لشعوبها.

وأعتبر "أبوزيد" أن دعم مصر لاتفاق المصالحة وإنهاء النزاعات الحدودية بين إريتريا وأثيوبيا، لا ينبع فقط من أهمية ذلك في تحقيق مصالحها، بل أيضًا من مسؤوليتها كرئيس للاتحاد الإفريقي حيث تتولى مصر خلال شهور قليلة رئاسة الاتحاد الإفريقي عام 2019 لتكلل بذلك سياستها الافريقية النشطة خلال السنوات الأربع الماضية، مشددًا على أن مصر تتطلع إلى نجاح الاتفاق ليكون مثالًا يحتذى به لإنهاء كافة النزاعات والصراعات في القارة الأفريقية.

 

 


مواضيع متعلقة