«شلتوت»: ملف «النيل» و«الإرهاب» على رأس أولويات القمة المصرية السودانية

«شلتوت»: ملف «النيل» و«الإرهاب» على رأس أولويات القمة المصرية السودانية
- أديس أبابا
- أرض الواقع
- أسامة شلتوت
- أول زيارة
- الأزمة الليبية
- الأمن الإقليمى
- البنية التحتية
- التبادل التجارى
- التعاون المشترك
- الدكتور محمد حجازى
- أديس أبابا
- أرض الواقع
- أسامة شلتوت
- أول زيارة
- الأزمة الليبية
- الأمن الإقليمى
- البنية التحتية
- التبادل التجارى
- التعاون المشترك
- الدكتور محمد حجازى
قال أسامة شلتوت، سفير مصر بالخرطوم، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السودان من الزيارات المهمة له فى بداية فترته الرئاسية الثانية، منوهاً بأنها تُعد الخامسة منذ توليه مسئولية الحكم. وأضاف «شلتوت»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن ملف مياه النيل فى ضوء التطورات الأخيرة للمفاوضات مع الجانب الإثيوبى، وتعزيز التعاون الثلاثى وباقى دول حوض النيل، وملف مكافحة الإرهاب، على رأس أولويات الرئيس فى زيارته إلى السودان، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان يبلغ حالياً مليار دولار، ومن المنتظر عقد اجتماع لجنة الصناعة والتجارة بين البلدين خلال الأشهر القليلة المقبلة لبحث زيادته والمشروعات الاستثمارية وتيسير عمل رجال الأعمال، موضحاً أن قوة العلاقات السياسية على المستوى الشعبى تعتبر صمام أمان فى العلاقات بينهما.
وأضاف أن العلاقات شهدت خلال الفترة الماضية تطوراً ملحوظاً بين البرلمانيْن المصرى والسودانى، وكان ذلك واضحاً من تبادل زيارات الوفود البرلمانية، مع دراسة إمكانية إحياء برلمان وادى النيل، وتم تشكيل اللجنة الرباعية.
{long_qoute_1}
وأكد «شلتوت» أن هناك الكثير من الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع بين البلدين سواء كانت على الصعيد السياسى أو التجارى، فقد شهدت العلاقات إنجازاً للعديد من الاتفاقيات والمشروعات التى تعزز مسيرة التعاون المشترك، وكان من أبرزها افتتاح معبرين بريين، الأول: «قسطل - أشكيت» والثانى: «أرقين»، وكان للمعبرين دور فى تسهيل انتقال السلع والأفراد بما أدى إلى زيادة حجم التبادل بين البلدين، ودعم تجارة الترانزيت بين دول الكوميسا، وعلى المستوى السياسى أصبحت العلاقات السياسية بين البلدين أكثر قوة من السابق، وقد انعكست قوة العلاقات السياسية على المستوى الشعبى وتعتبر صمام أمان فى العلاقات بينهما، وظهرت فى زيادة زيارات المواطنين من رعايا كلا البلدين إلى البلد الآخر.
أكد خبراء ودبلوماسيون أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السودان، اليوم، ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية ذات الخصوصية بين البلدين، وآفاق التكامل بين دولتى وادى النيل، لكن أيضاً لأهمية دور مصر والسودان فى التطورات المتلاحقة بشرق أفريقيا، وعلى رأسها ضمان التقدم فى عملية السلام بجنوب السودان، ومواكبة التحولات الإيجابية فى سياسة أديس أبابا التى عكستها تحركات رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد «آبى أحمد» التى تميل لتصفية الخلافات مع دول الجوار.
وقال السفير الدكتور محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية: إن اختيار الخرطوم لتكون الزيارة الأولى للرئيس فى بداية فترة ولايته الثانية بعد الزيارة الأولى التى قام بها للخرطوم فى ولايته الأولى، رسالة تعكس أهمية العلاقات بين البلدين.
واعتبر «حجازى» أن هناك ملفات ستشملها الزيارة ومباحثات الزعيمين المصرى والسودانى، أبرزها الملف الثنائى، وتنسيق المواقف فيما يتعلق بالمشروعات القومية الكبرى، مثل الربط الكهربائى الذى ستبدأ مصر تصديره، مشيراً إلى أن وجود وزير الكهرباء ضمن الوفد سيعكس أهمية هذا الملف فى المباحثات، وكذلك قضية المياه، خاصة بعد التطور الإيجابى فى علاقات مصر والسودان وإثيوبيا، بعد قمة أديس أبابا، وزيارة «آبى أحمد» لمصر، وانتظام اجتماعات التساعية واجتماعات التعاون فى البنية التحتية، واجتماعات العلماء حول السدود فى البلدان الثلاثة.
وفيما يتعلق بالوضع الإقليمى، تأتى الزيارة مع توصل الخرطوم لاتفاق بين زعيم المتمردين فى جنوب السودان ونائب الرئيس رياك مشار والرئيس الجنوب سودانى سيلفا كير، إضافة إلى الإسهام فى التوصل لذلك الاتفاق من خلال اتصالات واجتماعات سابقة، وهذا جهد يتكامل بين البلدين لتحقيق أمن واستقرار جنوب السودان وشرق ووسط القارة. ويشمل الوضع الإقليمى أيضاً ما يخص مكافحة الإرهاب وتسوية الأزمة الليبية.
وقال السفير إبراهيم الشويمى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس إلى الخرطوم اليوم هامة جداً، خاصة أنها أول زيارة بعد توليه الفترة الرئاسية الثانية، وجاءت من نصيب السودان، ليؤكد من جديد لنظيره الرئيس عمر البشير أن مصر تهتم بأن تكون العلاقات وثيقة مع السودان، يسودها التفاهم والتعاون المشترك، لأسباب عديدة تحتّم العمل المشترك بين البلدين فى كثير من التحديات التى تواجه البلدين.
وأكد «الشويمى» أن التطورات الإيجابية فى إثيوبيا وإريتريا ستؤثر على منطقة القرن الأفريقى، وكذلك على الصومال وجيبوتى، موضحاً أن حديث الرئيسين فى هذا الصدد سيتمحور حول المسألة الأمنية التى تهم مصر والسودان، وكذلك محاربة الإرهاب، وقضايا الأمن الإقليمى.
وفيما يتعلق بملف سد النهضة، لفت إلى أنه يأتى على رأس المحادثات بين الرئيسين، لأن السودان دولة مصبّ مثل مصر، ويجب أن يكون للبلدين موقف واحد فى الموضوعات المتعلقة بنهر النيل، وذلك على خلفية المواقف غير الواضحة للسودان فى هذا الملف، وتابع أن الرئيس «السيسى» ذهب للخرطوم ليؤكد ضرورة أن تسير مسألة سد النهضة وفقاً لإعلان المبادئ الموقّع مؤخراً والتفاهمات بين الدول الثلاث.
وقال الدكتور هانى رسلان، الخبير فى الشئون السودانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الزيارة تمثل خطوة مهمة فى مسار التقارب بين مصر والسودان، ومن الواضح أنه يتقدم بخُطى حثيثة، فخلال فترة وجيزة برزت العديد من الإنجازات مثل الوصول لتفاهمات فى العديد من الملفات، وحدوث تقدم واضح فى العلاقات الثنائية على عدة مستويات مثل التبادل التجارى والمنافذ الحدودية.