نجولو كانتي.. "جامع القمامة المتوج بالذهب"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

نجولو كانتي.. "جامع القمامة المتوج بالذهب"

نجولو كانتي.. "جامع القمامة المتوج بالذهب"

تدرج في مسيرته المهنية بهدوء شديد، يُعبر عن خصاله الشخصية التي يتحاكى بها الجميع، لا يعرف سوى العمل الجاد منذ نعومة أظافره، حينما ولد لأبوين مهاجرين من دولة مالي، في قلب القارة السمراء، كي يساعدهما في المعيشة داخل شوارع باريس الفرنسية، التي لم تكن تُعيره أي انتباه، قبل أن يتغنى سكانها والعالم أجمع باسمه "الخجول كانتي"، في ليلة ساهم فيها، رفقة مجموعة أخرى من المهاجرين، في فوز فرنسا ببطولة كأس العالم.

- كانتي "جامع القمامة"

ولد كانتي في 29 مارس 1991، في باريس، لوالدين مجهولين نسبيًا عُرفا باسم "السيد والسيدة كانتي"، هاجرا من مالي في غرب إفريقيا عام 1980، بحثًا عن حياة أفضل داخل "مدينة النور"، لكن يبدو أن الواقع لم يكن مثلما خططا مُسبقًا.

الطفل الصغير "كانتي" عمل في طفولته كـ"جامع قمامة"، ليساعد والديه على دفع إيجار الشقة الصغيرة، القابعة في منطقة "رول ماليمزون".

كان الطفل الصغير يسير لمسافات طويلة في كل ضواحي باريس؛ بحثًا عن النفايات القيمة لجمعها وتقديمها إلى شركات إعادة التدوير، والحصول على أموال بطريقة سريعة.

- الحلم

شكل مونديال 1998، الحلم لدى "كانتي الصغير"، حيث رأى فرنسا مختلفة كالتي اعتاد عليها طوال سنواته السبع الأولى في حياته، بلد صنع المهاجرين مجده وتتويجه ببطولة كأس العالم، فأمثال "تيري هنري، وزين الدين زيدان، وباتريك فييرا، وليليان تورام، ونيكولاس أنيلكا"، كانوا أسماء لامعة في أنحاء العالم ويعرفون بكونهم "مهاجرون صنعوا مجد فرنسا".

ومن هنا اختار "كانتي" التوجه نحو كرة القدم، ربما يُصبح يومًا واحدًا مثل هؤلاء الخمسة، الذين توجوا بـ"ذهب كرة القدم"، وبالفعل بدأ المهاجر الأسمر في لعب كرة القدم، وهو ابن ثمانية سنوات.

- حياة مضطربة شكلت المجد

نجح كانتي في الالتحاق بأحد الأندية الصغيرة في الحي الذي كان يقطن فيه، كان الأصغر بين أفراد الفريق، ولكنه الأكثر تركيزًا، كان التواضع والعمل الشاق أبرز خصاله، والوقود الذي أشعل جينات العظمة داخله، تمر السنوات ويتعلم كانتي المزيد والمزيد عن كرة القدم، إلى جانب تتويجه بالبطولات على مستوى الناشئين.

- بداية الاحتراف

مرت السنوات سريعًا، وسط محاولات ومجهود كبير ليثبت "كانتي" للجميع أن جسده الصغير لن يُشكل عائقًا أمام حلمه الكبير في التتويج بالذهب، وجلب كأس العالم مرة أخرى للفرنسيين.

بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي بولون الفرنسي، عام 2012، ثم لعب لنادي كاين لمدة موسمين.

وفي عام 2015، وقع كانتي عقدًا مع نادي ليستر سيتي مقابل 8 مليون يورو وفاز بالدوري الإنجليزي الممتاز في أول موسم له في إنجلترا.

ومن ليستر سيتي ينتقل إلى تشيلسي، ليصنع المجد مرة أخرى، ويتوج بلقب الدوري الإنجليزي مع فريق جديد، في عامين متتاليين.

- كأس العالم

لمع اسم كانتي في عالم كرة القدم، الرجل ذو الثلاث رئات، يقطع الملعب يمينًا ويسارًا، بطوله وعرضه، لا يتعب ولا يمل، مُتعته الأولى قطع الكرات من أقدام لاعبي الفريق الخصم، يتوج بالبطولات المختلفة مع الفريق الذي يحمل قميصه، لا يذهب ويتهافت على حمل "درع الدوري" أو "الكأس"، الجميع وصفه بـ"الخجول" ولكن ربما لا يعلم هؤلاء أنه يريد عناق ذهب "كأس العالم"، حتى جاءت ليلة أمس، ويتوج رفقة عدد جديد من المهاجرين بـ"المونديال" عقب الفوز على كرواتيا بأربعة أهداف.


مواضيع متعلقة