تهدئة حذرة في غزة.. و"حماس": "القصف لا يقابله إلا القصف"

كتب: محمد الليثي

تهدئة حذرة في غزة.. و"حماس": "القصف لا يقابله إلا القصف"

تهدئة حذرة في غزة.. و"حماس": "القصف لا يقابله إلا القصف"

توتر من نوع معتاد، ولكن على فترات بعيدة نظرًا لقوته هذه المرة، شهده قطاع غزة الفلسطيني، أمس، بعدما أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، وشن الاحتلال غارات بطائراته مستهدفًا عديد من الأماكن في القطاع، الذي مر بـ3 حروب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قبل إعلان التوصل إلى تهدئة بين الطرفين بوساطة مصرية، مساء أمس بعد أن سقط شهداء وجرحى.

وأعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، مساء أمس، التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل إثر التصعيد الواسع والذي صنف بالأعنف على القطاع منذ صيف 2014، حيث قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان: "بعد جهود من أطراف عدة بذلت منذ بداية التصعيد والقصف الاسرائيلي على غزة لوقف العدوان، توّج بالنجاح الجهد المصري في العودة الى التهدئة ووقف هذا التصعيد".

وبعد أن تم إعلان التهدئة مساء أمس الأول، أعلن جيش الاحتلال، صباح اليوم، أنه شن خلال الليل غارة على موقع في غزة أطلقت منه قذائف باتجاه إسرائيل، مضيفًا في بيان إن قذيفتين أطلقتا من القطاع المحاصر ليل السبت إلى الأحد باتجاه إسرائيل لم تسفرا عن إصابات، وفي الإجمال أطلقت نحو 200 قذيفة من القطاع باتجاه إسرائيل خلال اليومين الماضيين، أوقعت أربعة جرحى، وفق البيان.

وأضاف أن المنظومة المضادة للصواريخ اعترضت ثلاثين من هذه القذائف، وأصيب ثلاثة من الجرحى الإسرائيليين عندما سقطت قذيفة على منزلهم في جنوب إسرائيل.

كما أكّدت حماس، صباح اليوم، أن القصف الإسرائيلي للقطاع لا يقابله إلا القصف، وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحفي نشره على صفحته الشخصية بموقع "تويتر": "فصائل المقاومة أكدّت خلال ضرباتها أن أي جوله يخوضها الاحتلال الإسرائيلي مع المقاومة سيخسرها وأن القصف لا يقابله إلا قصف"، وتابع: "تحيي حركة حماس فصائل المقاومة التي أوقفت التصعيد الصهيوني وردت العدوان عن شعبنا".

وبيّن أن "فصائل المقاومة الفلسطينية لم تسمح للاحتلال بفرض أي معادلة جديدة في قطاع غزة".

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أن دماء الأطفال الطاهرة لن تذهب هدار ولن يفلت العدو من العقاب على أيدي مقاومتنا الباسلة وشعبنا المعطاء، مضيفًا خلال كلمة له في تشييع الطفلين النمرة (15 عامًا) وكحيل (16 عامًا) أنه في الوقت الذي يخطط فيه لتصفية قضية فلسطين يقف هذا الشعب ليقول لا لتصفية القضية ولا لصفقة ترمب ولا للتنازل عن القدس، ولا لشطب حق العودة ولا للاعتراف بالمحتل ولا للتفريط بشبر من أرض فلسطين.

من جانبه قال الدكتور، أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية لـ"الوطن"، إن الفلسطينيين لجأوا لشن الهجوم لتحسين ظروف مفاوضاتهم مع حماس، وتحسين العرض "العمادي" -نسبة إلى السفير القطري محمد العمادي- الذي عرضه على حماس ورفضته، مشيرًا إلى أن الأحداث ستكون مؤقتة وستنتهي، مشيرًا إلى الوساطة المصرية أمس الأول للتوصل إلى هدنة مؤقتة والتي تسير بشكل جيد ومثبت.

وأشاد الرقب برد حماس بالقصف على القصف قائلًا إنه تطوير كبير في المشهد الفلسطيني بشكل عام، مشيرًا إلى أن حماس أطلقت أكثر من 90 قذيفة باتجاه إسرائيل، مؤكدًا أن تل أبيب غير جاهزة لحرب مفتوحة مع غزة مثلما حدث في عام 2014، لافتًا إلى أنه لم يتدخل أحد في الوساطة سوى مصر.

من جانبه، رحب نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط بالتهدئة بالجهود المصرية لفتح معبر رفح بصورة دائمًا، مطالبًا جميع الفصائل الفلسطينية بأخذ المبادرة المصرية بجدية هذه المرة، مشددًا أن فشل المصالحة سيؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار.

وقال ميلادينوف: "إن غزة كانت على حافة حرب حقيقية وهناك جهود كبيرة للابتعاد عن شبح هذه الحرب ولا أحد يريد هذه المواجهة"، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة اليوم: "على جميع الأطراف التراجع خطوة إلى الوراء لتفادي التصعيد على حدود غزة بالإضافة للحفاظ على الأمن في غزة بالتزامن مع إصلاح الوضع الإنساني".

وطالب بضرورة إحياء عملية المصالحة بين حركتي فتح وحماس وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة الحكومة الشرعية ، داعيا إلى ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة في أقرب وقت.

وعلى الجانب الآخر، وجه إسرائيليون بينهم وزراء انتقادات للتهدئة التي تم الإعلان عنها، وهاجم وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت وهو زعيم حزب البيت اليهودي، وقف إطلاق النار في القطاع، وقال إن المعادلة التي تقوم من خلالها حركة حماس بفرض التهدئة هي خطأ كبير، كما نقل عنه موقع "واللا" اليوم.

كما انتقدت أطراف في المعارضة الإسرائيلية أداء الحكومة الإسرائيلية، وقال زعيم حزب العمل رئيس المعسكر الصهيوني آفي جاباي خلال زيارته تجمعًا سكنيًا في محيط القطاع إن ما نراه اليوم هو نتيجة فشل الكابينيت في اتخاذ قرارات في السنوات الأربع الماضية.

وخاطب زعيم حزب العمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قائلًا، "لقد فشلت في توفير الأمن لسكان غلاف غزة، وعليك الآن الرحيل".

من ناحيتها اعتبرت تسيبي ليفني زعيمة حركة الحركة التي كانت ترافق "غاباي"، إن نتنياهو فشل في الدفاع عن سكان غلاف غزة، وفي التعامل مع حركة حماس.


مواضيع متعلقة