«النور والأمل».. أوركسترا للفتيات المكفوفات عمرها 30 سنة

«النور والأمل».. أوركسترا للفتيات المكفوفات عمرها 30 سنة
- اختبار قدرات
- الأوبرا المصرية
- التربية والتعليم
- السنة الأولى
- العام الدراسى
- المرأة المصرية
- النوتة الموسيقية
- النور والأمل
- تكريم المرأة
- جمعية النور
- اختبار قدرات
- الأوبرا المصرية
- التربية والتعليم
- السنة الأولى
- العام الدراسى
- المرأة المصرية
- النوتة الموسيقية
- النور والأمل
- تكريم المرأة
- جمعية النور
انتهت من يومها الدراسى، وأثناء خروجها التقطت أذناها الصغيرتان صوت موسيقى، كان كافياً لجذب انتباهها حتى وصلت إلى مكانه، فهى تعرف أن مدرستها «النور والأمل» تمتلك معهداً لتدريس الموسيقى للفتيات الكفيفات. «شيماء يحيى»، صاحبة الـ8 سنوات، تقدمت لاختبارات معهد الموسيقى، واستطاعت اجتيازها، فهى تهوى الموسيقى، وتعشق آلة «الكمان»، تعلمت فى السنة الأولى أساسيات الموسيقى ودرست أشكالها ورموزها بطريقة «برايل»، والتحقت بالعام الدراسى الثانى، وحققت حلمها بالعزف على «الكمان».. ورغم أصابعها الرفيعة، إلا أن طريقة مسكتها لـ«القوس» مكّنتها من تحقيق الحلم.
كبرت الفتاة الصغيرة واستطاعت أن تجد مكاناً لها وسط الأوركسترا، تجلس فى المقدمة، تمسك «الكمان» وتعزف المقطوعات الموسيقية العربية والعالمية وسط صديقاتها، تارة على مسرح دار الأوبرا المصرى، وتارة أخرى على مسارح عالمية، وآخر مرة كانت أمام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى الذى دعاهن لحفل تكريم المرأة المصرية وحياهن بعبارات ما زالت محفورة فى قلوبهن، وعن هذا قالت: «أنا بقالى 21 سنة فى الأوركسترا، لفّينا العالم واتكرّمنا بره مصر، لكن تكريمنا من رئيس مصر كان له طعم مختلف، أقدر أقول إن عزفنا وتكريمنا أمام رئيس الجمهورية هو شهادة ميلاد جديدة لأوركسترا النور والأمل».
{long_qoute_1}
الفتاة الصغيرة الكفيفة التى كانت تحلم بالعزف على «الكمان» أصبحت الآن مدرّسة للكمان فى معهد الموسيقى التابع لجمعية النور والأمل ومدرّسة لغة إنجليزية فى نفس المدرسة وأضافت: «الدراسة فى المعهد بتكون متوازية مع الدراسة فى مدرسة النور والأمل، وهى مدرسة تربية خاصة للمكفوفات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، بندرس دراسة عادية وبالتوازى بندرس موسيقى فى المعهد التابع لها، وبعد ما نخلص الدراسة الثانوية فيه بنات بتكمل فى معهد الكونسرفتوار، وفيه ناس بتدخل جامعات عادية، أنا دخلت كلية الألسن واتخرجت واشتغلت فى مدرستى، الصبح بدرّس لغة إنجليزية وبعد الدراسة بدرّس مزيكا للطلاب فى المعهد».
على مسرح دار الأوبرا المصرية، كان هناك حفل لأوركسترا النور والأمل، جلست شيماء فى مقدمة الأوركسترا، فى انتظار تعليمات القائد الدكتور محمد سعيد، الذى أطلق أسماء المقطوعات بشكل هامس، لتلتقطه آذان العازفات اللاتى اتخذن مواقعهن على الآلات المختلفة، منها الكمان والتشيلو والفلوت، ثم يبدأن العزف ليطربن الحضور الذين ردوا على المقطوعات بهتافات «الله.. برافو»، والتصفيق المتواصل الذى يظهر أثره فى ابتسامة على وجوه لعازفات.
«انضميت لمعهد الموسيقى التابع لجمعية النور والأمل من 6 سنوات، قضيت 4 منهم فى تدريب أوركسترا البراعم، وعامين فى تدريب الأوركسترا الكبير»، هكذا تحدّث الدكتور محمد سعيد عن التجربة، مشيراً إلى أن أهم ما يميز أوركسترا النور والأمل هو أنه مشروع تعليمى وتأهيلى تابع لجمعية النور والأمل التى تساعد على تأهيل الفتيات المكفوفات.
وأوضح «سعيد» أن الأوركسترا الكبير يمتلك أعضاؤه خبرة كبيرة لأنهم مؤهلون من أوركسترا البراعم بالمعهد، حيث يتم اختيار الفتيات من قبَل لجنة من معهد الكونسرفتوار تحدد الآلة الموسيقية المناسبة لكل فتاة وفقاً لمؤهلاتها الجسدية، مؤكداً أن الفتاة تمر باختبار قدرات يتم من خلاله تحديد ما إذا كانت لديها أذن موسيقية تؤهلها للالتحاق بالمعهد من عدمه، وعندما تتأهل الفتاة من أوركسترا البراعم إلى أوركسترا الكبار تكون قد امتلكت خبرة فى أساسيات الموسيقى وقراءة النوتة الموسيقية بطريقة برايل. وحول تدريب الأوركسترا الكبير، قال «سعيد» إن المقطوعة الموسيقية التى يمكن أن ينهيها الأوركسترا العادى فى أسبوع، يمكن أن تستغرق معنا فى أوركسترا النور والأمل شهراً كاملاً، نظراً لأن الفتيات يعتمدن على ذاكرتهن فى العزف، عكس الأوركسترا العادى الذى يعزف المقطوعة وفقاً للنوتة الموسيقية أمامه، وبالتالى تبذل العازفات جهداً أكبر فى حفظ القطعة الموسيقية.
وأضاف أن تكريم الأوركسترا من قبَل رئيس الجمهورية يُعتبر استجابة لطلب الجمعية التى أرسلت إلى رئيس الجمهورية للعزف أمامه، واستجاب له الرئيس بشكل شخصى قائلاً: «أرسلنا طلباً إلى رئاسة الجمهورية، وتم الرد علينا من قبَل الرئيس وأنه يريد أن يرانا، وتم تخصيص 30 دقيقة لنا من العزف، وهو ما جعلنا نعد برنامجاً مكثفاً يظهر مهارات الأوركسترا العالمية».
وتابع: «بقالنا 30 سنة بنلف العالم وعملنا حفلات فى 31 دولة فى 5 قارات هى أوروبا وآسيا وأستراليا والأمريكتان، ورغم تكريمنا من قبَل هذه الدول، إلا أن تكريم «السيسى» لنا يُعد أعلى تكريم يصل إليه فنان».