«الوطن» تهدى بطل موقعة «البرث» فيلماً وثائقياً لرد الجميل: «المنسى.. أسطورة شهيد»

«الوطن» تهدى بطل موقعة «البرث» فيلماً وثائقياً لرد الجميل: «المنسى.. أسطورة شهيد»
- الجيش المصرى
- الذكرى الأولى
- القوات المسلحة
- الكلية الحربية
- المدرسة الابتدائية
- المنسي
- أسطورة شهيد
- شهيد
- الذكرى الأولى للشهيد المنسى
- الشهيد المنسي
- الجيش المصرى
- الذكرى الأولى
- القوات المسلحة
- الكلية الحربية
- المدرسة الابتدائية
- المنسي
- أسطورة شهيد
- شهيد
- الذكرى الأولى للشهيد المنسى
- الشهيد المنسي
7 يوليو 2017.. يوم لا يُنسى فى حياة كثير من المصريين، إذ أعادوا فيه تشكيل وعيهم بالقوات المسلحة، حين سرت أنباء استشهاد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسى، وسرت معها تلك القصص والروايات التى تحدّثت عن الشهيد البطل، عنه كإنسان وعنه كقائد، وعنه كنموذج يُحتذى لكل مصرى.
حلّت أمس الذكرى الأولى للشهيد المنسى، الرجل الذى عرف طريقه إلى الشهرة وهو شهيد، وصار اسمه معادلاً للبطولة والإنجاز، واصطلح الجميع على وصفه بـ«الأسطورة»، الكل أدلى بدلوه، الحديث عنه لا يزال مستمراً، ولا نهاية لتلك المفارقات والمواقف التى جمعته بالعشرات، والتى رشحته لأن يكون «ابن موت»، تجتمع فيه صفات المروءة والشهامة والرجولة، ومعها صفات العسكرية المصرية.. مر اليوم والكل يحيى فى الذكرى الموجعة للأسرة الملهمة لكل مصرى يتابع عن كثب تلك الحرب الدائرة بين المصريين وقوى الشر ممثلة فى الإرهاب، وملهمة لكل جندى وضابط على خط النار، فإما أن تكون «المنسى» فى أسطورته وبطولته، أو لا تكون.
«الوطن» سارت فى الطريق، تتلمس خطاه، تتعقب أثره، هنا جلس واستراح، وهنا تعلم وتربى، وفى هذا الحضن ارتمى وارتوى، وعلى يد هذه السيدة نشأ، وفى كنف هذا الرجل تعلم، تتبّعت «الوطن» تفاصيل حياة الشهيد الأسطورة، ليضحى كل من يشاهدها ويحذو حذوها أسطورة مثله، وأنتجت الجريدة فيلماً وثائقياً يلخص الرجل فى عيون من حوله، وفى شهاداتهم عنه، وفى المسكوت عنه فى قصته عشرات العبر قد تترجمها دراما تروى قصة حياته.
{long_qoute_1}
«المنسى.. أسطورة شهيد»، هكذا عنونت «الوطن» فيلمها الوثائقى، الذى لخص 39 عاماً من حياة الشهيد، وفى يوم الميلاد حكاية ترويها الأم سناء محمد: «اتولد يوم 4 أكتوبر 1978، واتسجل يوم 7، بس كان يحب يحتفل بعيد ميلاده الأصلى».. تبتسم الأم لتغالب دموعاً فرّت إلى وجنتيها وهى تتذكر «اتولد على إيد أبوه، أصله كان طبيب، ومن يومه ظابط، طفل بيلعب كورة وبلى ونيشان وعصى، ولعبه كلها طبنجات ومسدسات، هيبقى إيه غير ظابط».
تماسك شديد بدت عليه الأم وهى تتحدث عن شهيدها فى ذكراه الأولى، تروى حين أصر على التحويل من كلية الفنون التطبيقية إلى الكلية الحربية، حينها لم يكن يشغل بالها سوى غيابه عنها «كان بيعوضنى كل إجازة ييجى يقعد فى حضنى، مش باشبع من دلعه ليّا لما يقول لى يا نوءة، ولا لما يجيب لى شيكولاتة، أول لقمة ياكلها كانت بتبقى من إيدى، قبل حتى ما يروح بيته».. لا تعلم والدة الشهيد عن أسطورته سوى أنه ضابط كفء، يحب عمله ويتفانى فيه، لم يكن يحدثها أو أسرته عن تفاصيل العمل، حتى لا يخيفهم، وكانت علاقته بالعساكر نموذجاً، حسب قولها: «عمره ما اتكبر على حد».
هذه المرة لم تدمع عيناها وهى تتحدث عنه، ابتسمت وهى تحكى عن عامها الأول معه بعد الاستشهاد، وقابلت دهشة «الوطن» من حديثها «انتوا فاكرين إنه سابنى، أحمد معايا، ماسابنيش من يوم ما ادفن، بييجى لى ويطبطب عليا، وباحس بلمسة إيده على كتفى، بيمسح دمعتى ويصبّرنى على أيامى، ربنا قال أحياء عند ربهم يرزقون، وأنا باقول لهم هو حى وبيكلمنى كل يوم».
لم تكن وحدها التى مر عليها اليوم صعباً، يكفى تلك المشاهد التى تتابعت أمام عينيها وكأنها تحدث الآن، حين تلقت الاتصال، وحين شاهدت الدموع فى وجوه كل من حولها، وحين تحرّكت لتسلم جثمان ابنها، مشاهد لم تصدق أنها حدثت، وأنها تسترجع ذكراها من جديد، وجع لا يهونه سوى إيمان قوى بالله عز وجل.. وأمام تماسكها انهار الرجال، لم يتمالك عبدالعزيز عبدالرحمن نفسه، وهو يتحدّث عن الشهيد الأسطورة. «عبدالعزيز» هو مدرس الصحافة للشهيد أحمد منسى فى المدرسة الابتدائية، يحكى عنه ما لاحظه فيه منذ كان طفلاً، فإذا بالسمات نفسها يتناقلها عنه الجميع وهو رجل «سابق سنه، جرىء، ومش بيخاف، وكان لديه طاقة كبيرة ولا يهاب من أحد».
عام كامل مر على استشهاد «المنسى»، تحول فيه «عبدالعزيز» من مدرس الابتدائى إلى مدرس «المنسى»، هكذا يفخر، وهكذا يقدم نفسه لكل من حوله: «إنه فخر ما بعده فخر أن يتتلمذ على يدى رجل مثل المنسى».
ربما يكون انطباع الأهل والأصدقاء وعشرة العمر عن رجل فقدوه منطقياً، لكن كيف ينسحب الانطباع نفسه على أشخاص لم يجمعه بهم سوى العمل، إنهم مجندون لفترات مختلفة، عملوا مع «المنسى»، فذرفوا الدمع عليه قبل أسرته، إنهم يتحدثون عن القائد، لكنه أقرب إلى الحديث عن الأخ، هكذا اعتبره جمال حسن، المجند السابق بالجيش المصرى، يتذكر فترة خدمته مع «المنسى» فى تأمين سجن الحضرة فى ٢٠١٢، يكررها من حين إلى آخر «ماكانش قائد عادى، كان أخ وصديق.. كنا بنتعلم كل يوم جديد، وعمره ما قلل من حد، والابتسامة مش بتفارقه.. منسى مش هييجى تانى خلاص.. كان همنا همه.. فرحنا فرحه.. اللى شافه مرة واحدة اتوجع لفراقه.. فما بالك باللى عاشره».
يتذكر حاتم ناجى، مساعد تعليم الكتيبة ١٠٣ سابقاً، المواجهات التى كان يخرجها مع قائده «المنسى»: «كان بيقول لنا الأرض بداية مصر، واللى يلمس حبة رمل زى اللى أخد منى أختى وأمى، وكان بيتمنى الشهادة، وكان بيقول لنا قبل المداهمات اتشاهدوا، أصل العقيدة إما النصر وإما الشهادة».