بريد الوطن| القديس «مو» ولعبة كرة القدم

بريد الوطن| القديس «مو» ولعبة كرة القدم
للأسف لو أقاموا مسابقة للمبالغة أو «الأفورة» لتوجنا بها دون منافس، فعقولنا دائماً مهزومة أمام عاطفتنا عندما نحب شخصاً نرفعه للسماء، ولا نرى فيه عيوباً بل نرى أحياناً عيوبه مميزات نصل به حتى القداسة، وعندما نكرهه نهبط به سابع أرض، ولا نرى سوى عيوبه ابتداء من المشايخ والزعماء، نهاية بالمطربين ولاعبى الكرة، وهو الأمر الذى يحدث الآن مع «مو» أو محمد صلاح، الذى أعلم أن الناس يحبونه حقاً، لكننا بهذه المبالغة سنكون كالدبة التى قتلت صاحبها، لأننا نحمله ما لا طاقة له به، الآن وأنا أثق أنه لو هبط مستواه فى فترة ما سيتحول هذا الهوس به لسخرية جارحة منه، فأفيقوا من هذا الهوس، رفقاً به وبأنفسكم، فكل منا فى حياته ما يستحق الاهتمام أكثر من «صلاح»، فلا أكاد أفتح جريدة أو إذاعة أو قناة إلا وتنفجر فى وجهى ماسورة أخبار وأغانٍ ولقاءات لـ«صلاح»، غير تيشيرتات وشرابات وفوانيس «صلاح»، حتى وصل الأمر أننى سمعت ابتهالاً دينياً عن «صلاح»، وأصبح كل من يحتك بـ«صلاح» فى الملعب أو خارجه متهماً بالصهيونية والعمالة ضد العرب والإسلام رغم أنها لعبة لا أكثر، غير العجائب التى أسمعها على المقاهى التى تختزل نجاح «صلاح» لكونه «أخلاق وبتاع ربنا»، وهذا ظلم لرجل صبر واجتهد، ووضع فى منظومة رياضية سليمة لا تعرف محاباة وتقدر المواهب، بجانب توفيق المولى، ثم إن مارادونا «كسّر الدنيا» وحقق كأس العالم وأخلاقه لم تكن على ما يرام، للأسف جعلنا من «صلاح» مصر، فيا ويلك لو نقدته أو لم تبد إعجابك به أو شجعت ناديك ضد ناديه تلقى فى وجهك سلة من اتهامات بالخيانة والتشكيك فى الوطنية رغم أنها لعبة و«صلاح» ليس وطناً.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون - منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com