«العقول المهاجرة».. واجهة قوة مصر الناعمة و«روشتة نجاح» للمحروسة فى مختلف المجالات

كتب: عبده أبوغنيمة

«العقول المهاجرة».. واجهة قوة مصر الناعمة و«روشتة نجاح» للمحروسة فى مختلف المجالات

«العقول المهاجرة».. واجهة قوة مصر الناعمة و«روشتة نجاح» للمحروسة فى مختلف المجالات

لم يكن محمد صلاح، نجم كرة القدم، هو النموذج الوحيد للنجاح بالخارج، فالمصريون فى مختلف دول العالم يقدمون للإنسانية خدمات جليلة بتفوقهم فى مختلف المجالات، وكل شخص فى مجاله لا يقل نجاحاً وتحققاً عن نجم ليفربول الإنجليزى، وعلماؤنا بالخارج يدركون أنهم لا بد أن يكونوا رقماً فاعلاً ومؤثراً فى عالم متطور من حولهم، مؤمنين أن العلم هو السبيل الأمثل لأى أمة تريد أن تلحق بالدول المتقدمة.

ومثلماً أنجبت مصر النجم «صلاح» فإنها تمتلك أيضاً ثروة بشرية هائلة تمثل نواة لثورة علمية فاعلة فى مجتمعهم، خاصة أنهم يعدون ركائز علمية فى العديد من دول العالم التى يقطنون فيها، ونجحوا فى تحقيق مكانة علمية واجتماعية جعلت منهم نماذج يحرص كثير من مواطنى بلاد المهجر على متابعتها والاستفادة من أفكارها فى تطوير مجتمعاتها.

«الوطن» حرصت على الالتقاء ببعض من رموز «قوة مصر الناعمة»، لنقل طموحاتهم وأحلامهم إلى بلدهم، وكيف أنهم وصلوا لما هم فيه من علم وشهرة وتقدم، وها هو الدكتور عبدالحليم عمر، أستاذ هندسة النقل بجامعة «كارلتون»، الذى يرى أن أزمة المواصلات بمصر معقدة وأن سوء حالة الطرق وأخطاء العامل البشرى وسوء حالة المركبات أهم أسباب حدوثها، فيما يرى الدكتور طارق الغزاوى، أستاذ هندسة الكمبيوتر ومدير مركز السوبر كمبيوتر فى جامعة جورج واشنطن والمحاضر بوكالة ناسا للفضاء، أن مصر يمكنها تحقيق مكاسب مادية كبيرة من صناعة البرمجيات، ويعتبر الدكتور حسين عادل فهمى، المتخصص فى إدارة المشروعات وتقديم الاستشارات لنظم الشركات الصغيرة والمتوسطة والحوكمة الإلكترونية وقطاعات الخدمات المالية بأوروبا، أن مصر تسير بخطوات متميزة فى مجال تقديم كافة الخدمات للمواطنين إلكترونياً من خلال مشروع الحكومة الإلكترونية الذى بدأ منذ عام 2004.

{long_qoute_2}

قال الدكتور عبدالحليم عمر، أستاذ هندسة النقل بجامعة «كارلتون»، إن أزمة المواصلات بمصر معقدة، وسوء حالة الطرق والمركبات وأخطاء العامل البشرى أهم أسبابها، مشيراً إلى أن دور وزارة النقل والمواصلات سلبى فى عدم إيجاد حلول لوقف تكرار حوادث الطرق. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن النقل والمواصلات «أمن قومى».

وأشار إلى أن «الطرق البرية بمصر ليست الأسوأ على مستوى العالم، ويمكن العمل على زيادة درجة استيعابها»، لافتاً إلى أن «الهراس أمير» الذى اخترعه وبدأت وزارة الإنتاج الحربى إنتاجه سيعمل على وقف تشققات الطرق وإطالة عمرها.

وعن نجاح المصريين بالخارج أوضح أن «مصر حالياً تفتح ذراعيها لاستقبال طيورها المهاجرة من أبنائها الخبراء والعاملين بالخارج»، منوهاً بأن محمد صلاح بات قدوة لكل شباب مصر.. وإلى نص الحوار..{left_qoute_1}

ما أسباب أزمة المواصلات فى مصر التى تؤرق الحكومات المصرية المتتابعة؟

- أزمة المواصلات فى مصر معقدة، وهناك عدة أسباب تتعلق بها، كعشوائية تخطيط المدن المصرية نتيجة امتداد عمر الدولة المصرية لأكثر من 7000 سنة، فضلاً عن الزيادات السكانية الكبيرة التى يتبعها ارتفاع أعداد السيارات التى يزيد عمر البعض منها على ربع قرن، علاوة على عدم الاهتمام بوسائل النقل العام وغياب استراتيجيات التعامل مع احتياجات النقل العام على مستوى المحافظات، إضافة إلى نقص تدريب الكوادر الفنية والإدارية بوزارة النقل وعدم الالتزام بتنفيذ خطط طويلة الأجل، إضافة لطبيعة المواطن المصرى وثقافته التى تعانى من تدهور بسبب عدم الاستقرار والظروف السياسية فى الثلاثين سنة الماضية، وأخيراً زيادة النفقات ونقص العائد، مما يتسبب فى إعاقة وتأخر خطط التطوير ورفع مستوى الخدمات للمرافق.

وكيف يمكن حل تلك الأزمة؟

- عملت بوزارة النقل كمساعد للوزير عام 1999، ثم مستشاراً فى سنة 2013، وتم وضع خطط طويلة الأجل للتعامل مع المشكلات المزمنة فى الوزارة، وحددنا 3 محاور للارتقاء بها؛ العامل البشرى سواء المستخدم أو مقدم الخدمة، المركبة سواء قطار أو سيارة أو باخرة، والبنية الخاصة بوسيلة النقل سواء طريق أو سكة حديد أو ميناء. وكانت أولويات الوزارة هى التعامل مع «العنصر البشرى»، سواء المواطن العادى أو العاملون بالوزارة، ووضعنا خطة تعتمد على «التعليم والتدريب» تبدأ من توعية النشء وتعليمهم كل ما يتعلق بأمن وأمان وسلامة المواطن فى استخدامه جميع وسائل النقل، كما تم وضع خطة أخرى لرفع كفاءة السائق بجميع أنواع المركبات، سواء الخاصة أو النقل العام، بداية بالسيارة الملاكى وانتهاء بسائق القطارات والمترو، وتفاوضنا وقتها مع عدد من الشركات الأوروبية لتوفير أجهزة «محاكاة» متقدمة لتدريب السائقين ورفع كفاءتهم، فضلاً عن الكشف على سائقى سيارات النقل للتأكد من عدم إدمانهم المخدرات.

وكيف يمكن التعامل حالياً مع مشكلات المركبات، سواء الخاصة أو المملوكة للدولة؟

- لا بد من تطبيق القانون بحزم فى هذا الإطار والتأكد من سلامة المركبات وصيانتها دورياً حتى لا تتسبب فى حوادث بسبب عدم صلاحيتها، ويجب ربط تجديد رخص السيارات بكل أنواعها بدرجة الالتزام بسلامة السيارة أو المركبة واتباع متطلبات الصيانة الدورية.

كيف يتم تطوير البنية التحتية المتهالكة للطرق البرية أو محطات السكك الحديدية؟

- أولاً، يجب صيانتها وحمايتها من أى أعراض للتدهور، سواء بسبب الاستعمال أو الزمن أو العوامل الجوية، مع وضع جداول زمنية يتم اتباعها دورياً لتدريب العمال والمهندسين على أحدث وسائل الصيانة والتشغيل، كما يجب تقسيم خريطة النقل العام بمصر إلى عدة مناطق بحسب الموقع الجغرافى لكل منطقة والكثافة السكانية بها والظروف الجوية والاحتياجات السكانية لوسائل النقل المتوافقة مع طبيعة المكان.

{long_qoute_3}

ما تقييمك لعمل وزارة النقل؟

- وزارة النقل، بصفة عامة، هى «أهم وزارات الخدمات» فى أى دولة، وهى تقوم بما يقوم به جهاز الدورة الدموية والجهاز العصبى فى جسم الإنسان، وهى وزارة غير هادفة للربح، لذا يجب عدم التعامل معها بمعيار «المكسب والخسارة»، فالنقل والمواصلات بأى دولة هى قضية أمن قومى تتولى مسئولياتها ومهامها فى بعض الدول وزارة الدفاع، كما يحدث فى أمريكا، حيث تمتلك وزارة الدفاع الطرق، وتديرها وزارة النقل، فانهيار الطرق أو السكك الحديدية أو الموانئ يؤدى لنتائج كارثية على الدولة ويهدد سلامتها.

هل مصر، من وجهة نظرك، تحتاج لوزارة لحماية المنشآت الحيوية؟

- أعتقد أنه لا بد من إنشاء وزارة أو هيئة مستقلة يكون عملها «حماية وتأمين المنشآت الحرجة والمؤسسات الحساسة» التى تشمل النقل والمواصلات والطاقة والموارد المائية والآثار وقناة السويس والصحة العامة والبنوك، أو وفقاً لما تحدده القيادة السياسية، وأرى أن تكون تلك الوزارة مستقلة أو هيئة تتبع الرئاسة مباشرة لتعدد مهامها وخطورة مسئولياتها، على أن يتم تدريب عدد من القيادات والكوادر الفنية المصرية ليكونوا نواة للعمل فى هذه المؤسسة الهامة.

متى يخرج للنور نتاج تعاونكم مع وزارة الإنتاج الحربى لإنتاج «الهراس أمير»؟

- «الهراس أمير» يمنع تشققات الطرق ويجعلها ذات عمر أطول، وهو نوع مختلف من ماكينات الأسفلت يُعتقد أنها ستُحدث ثورة فى الطرق، وقد تم التوقيع بداية الشهر الحالى على عقود تصنيع أول «أجزاء رئيسية» تمثل 60% من «الهراس أمير» بين وزارة الإنتاج الحربى المصنّعة للهراس وشركة «توميلسون» الكندية، وسيستغرق تصنيع هذه الأجزاء ما بين 6 و8 أسابيع، وبعد تسليم وزارة الإنتاج الحربى «الهراس» للشركة الكندية ستقوم الشركة بإجراء اختبارات ميدانية لجودة ودقة الأجزاء واستعمالها فى مشروع رصف طريق طوله 42 كم، قرب مدينة أوتاوا الكندية، وأود أن تحصل وزارة الإنتاج الحربى على حق الإنتاج والتسويق لـ«الهراس» بمنطقة الشرق الأوسط، كما أتمنى أن أرى «الهراس أمير» على الطرق المصرية قريباً.

كيف يمكن التعامل مع اقتصار منظومة المواصلات بمصر على النقل البرى فقط دون البحرى والجوى؟

- معظم دول العالم تعتمد على «النقل البرى» فى نقل الركاب والبضائع، لأسباب كثيرة، منها سهولة الانتقال وقرب الوسائل البرية للسكان وأماكن وعملهم، ويلى النقل البرى والسكك الحديدية من حيث الأهمية، النقل الجوى الذى يُعد وسيلة النقل رقم 2 بدول أمريكا الشمالية وأوروبا، فى الوقت الذى ما زلنا فيه نتعامل فى مصر على أن الطيران وسيلة نقل بين الدول والغرض الرئيسى منه هو السياحة.{left_qoute_2}

ماذا تقترح لتطوير النقل الجوى؟

- أولاً يجب على الدولة تغيير نظرة الشعب للنقل الجوى مع فتح المجال لشركات الطيران الخاصة للقيام بدور أكبر فى حركة النقل الداخلى، على أن تقوم وزارة الطيران المدنى بالتأكد من سلامة الطائرات ومراعاة أسعار التذاكر وبناء المطارات بالمشاركة مع القطاع الخاص، هذه الخطوة ستقلل الضغوط المتزايدة على الطرق المصرية وتوفر وسيلة نقل سريعة وآمنة، توفر الكثير من الوقت خاصة لرجال الأعمال، وكذلك البضائع التى تتطلب وقتاً قصيراً لنقلها، سواء أدوية أو بريد أو ما شابه.

ما تقديرك لمعدلات الحوادث التى تشهدها مصر؟

- للأسف مصر تعانى من ارتفاع معدلات حوادث الطرق، ويقلقنى عدم اهتمام وزارة النقل والمواصلات بوضع حلول لهذه المأساة على رأس أولويات أعمالها، فنحن نملأ الصحف ووسائل الإعلام صراخاً وضجيجاً فور السماع بوقوع حادث قطار ولا نعير حوادث الطرق اليومية أى اهتمام، بل المؤسف أننى، ومن متابعتى لأخبار الحوادث التى يتم نشرها فى الصحف المصرية، أستطيع تحديد عدد من المواقع على الطرق المصرية تمثل «نقاطاً ومواقع خطرة»، ويجب دراسة أسباب وقوع الحوادث وتكرارها على ذات المواقع، ومنها على سبيل المثال موقع على الطريق الزراعى بمحافظة البحيرة، ومنحنى على طريق الغردقة، والطريق الساحلى بين الإسكندرية والضبعة، وهناك عدة طرق فى الجنوب، أذكر منها قنا والمنيا تتكرر فيها الحوادث، ولا أرى أى رد فعل من الوزارة، رغم أن هذا فى صميم عملها من حيث «سلامة الطرق وأمان الركاب».

وما أسباب ارتفاع معدلات حوادث الطرق بمصر من وجهة نظرك؟

- هناك أسباب عديدة، كالعيوب الهندسية فى الطرق، سواء تخطيطية أو إنشائية، ودرجات الإضاءة ووضوح الرؤية ببعض المناطق، وسوء حالة الطرق ووجود مطبات ومنحنيات كبيرة بها، علاوة على أخطاء السائقين، ولا بد من إضافة إشارات تحذير وتغيير مسار بعض الطرق التى تتكرر بها الحوادث وإعادة تخطيطها ورصفها من جديد مع توعية قائدى السيارات والتأكد من سلامة المركبات.

كيف ترى حال غالبية الطرق بمصر، وما أسرع الحلول للوصول لطرق مثالية؟

- الطرق فى مصر ليست الأسوأ على الإطلاق، فمعظم الطرق فى دول أمريكا الشمالية تعانى من ذات المشكلات التى نراها فى الطرق الأسفلتية المصرية، وهى أزمات ليست فريدة أو موجودة بمصر فقط، فعملى فى مجال الطرق على مدار 35 عاماً أثبت لى أن السبب الرئيسى لسرعة تدهور الطرق الأسفلتية بمختلف دول العالم هو استخدام الهراسات الأسطوانية الحديدية فى دمك وإنشاء الطرق منذ أكثر من 140 عاماً وحتى الآن. وهناك أسباب أخرى، ولكنها ثانوية مثل طبيعة الجو ونوع الخلطة المستخدمة فى الرصف وكفاءة العمالة، وهى عوامل تعجّل من سرعة انهيار الطريق وظهور عيوب الإنشاء.{left_qoute_3}

القاهرة من أكثر عواصم العالم فى استخدام الكبارى، هل باتت الكبارى الحل لمنع الازدحام؟

- المشكلة ليست بهذه البساطة والوضوح، فالاتجاه لاستعمال الطرق «العلوية»، أو ما يطلق عليه مجازاً الكبارى، فى مدينة مثل القاهرة ليس فقط لحل مشكلة الزحام، بل يعود لعشوائية التخطيط وقدَم مدينة القاهرة وزيادة عدد سكانها «المستمر»، ووجود مدن قديمة مدفونة تحت القاهرة الحالية يجعل الاستعانة بالأنفاق عملية مكلفة وقد تتسبب فى تدمير آثار قيمة خلال عمليات الحفر، سواء على أعماق كبيرة أو قرب السطح.

وهل هناك حلول لأزمة الزحام التى تؤثر على الشكل الجمالى للعاصمة؟

- مؤكد هناك حلول عديدة منها ما يحتاج لتكاليف عالية وتعديلات تتطلب إزالة مساكن ومنشآت، وهو ما قد يسبب إزعاجاً وقلقاً سكانياً فى العاصمة، كالاستعانة بشبكة «بمونوريل» التى ترفع منسوب الطرق بارتفاعات لا تتسبب أى إعاقة لحركة المرور الحالية وتساعد على نقل أعداد كبيرة من الركاب، ما يقلل من ازدحام العاصمة، إضافة إلى استخدام حرم السكة الحديد والمترو داخل العاصمة وحولها لبناء «جراجات علوية» تسمح لأصحاب العربات بالركن والانتظار فى هذه الجراجات العلوية وتشجيع المواطنين على استعمال النقل العام للتنقل، مع رفع مستوى الخدمة وتقديمها بأسلوب حضارى يقلل كثيراً من استعمال العربات الخاصة.

ما الذى ينقص مصر حالياً لجذب العلماء بالخارج وإتاحة الفرصة لهم لتحقيق نقلة علمية واقتصادية؟

- لا ينقص مصر شىء، فالرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ خطوات جدية بتبنّيه العمل فى إطار علمى لتحقيق أهداف الدولة الحديثة وتساعده وزارة الهجرة، ولا بد من الاهتمام بتعيين «ملحقين علميين» بسفاراتنا بالدول التى بها أقليات مصرية متفوقة، ويكون عمل هذا الملحق العلمى الاتصال بالمصريين المتفوقين وحصر الخبرات المصرية المطلوبة والعمل على التواصل مع تلك الكفاءات وحضور مؤتمرات وندوات يقدم فيها المصريون خلاصة علمهم وعملهم، على أن تكون إحدى مهامه تقييم خبرات وقدرات هؤلاء المصريين بحيادية وتجرد من أجل التأكد أولاً من قدراتهم العلمية والعملية ووطنيتهم واستعدادهم للتواصل مع الوطن والتعاون مع الخبراء المصريين للعمل على تحقيق وتنفيذ «خطة عمل» واضحة المعالم ومتفق على بنودها من جميع الأطراف.

{long_qoute_1}

كيف تستطيع الدولة تأهيل شبابها ليصبحوا علماء كل فى تخصصه؟

- هناك عدة خطوات يجب على الدولة القيام بها ووضع خطة شاملة لتحقيقها، تعتمد فى المقام الأول على الاهتمام بالعامل البشرى المصرى والعمل على رفع مستواه الصحى والثقافى وزرع روح الفريق والتخلى عن النزعة الفردية والخوف من الفشل، كما يجب أن تشمل الخطة الاستعانة بمصريين عملوا وتفوقوا فى «مجال البحث العلمى» وإعادتهم لأرض الوطن، خاصة هؤلاء الذين تخطوا المعاش أو قاربوا سن المعاش، وتعيينهم فى مناصب استشارية بالوزارات والمؤسسات التى تعمل فى مجال البحث العلمى والمشاركة فى وضع خطط قومية لتحقيق طفرة فى هذا المجال الحيوى، كما يجب تغيير نظم التعليم، خاصة لطلبة السنوات الأولى بالمدارس المصرية، والاستعانة بخبرات مصرية محلية ومهاجرة لزرع روح البحث والابتكار وتشجيع قراءة الكتب ومتابعة أحدث التطورات العلمية فى عالمنا بطريقة جذابة ومبسطة.

هل تتابع نجاحات النجم المصرى محمد صلاح، لاعب نادى ليفربول، كأحد رموز النجاح المصرى بالخارج؟

- أتابعه كمصرى، كما تتابعه زوجتى الكندية الأصل، وأبنائى، و«مو» ظاهرة نادرة ليس فى مصر فقط، بل على مستوى العالم، فهو لا يزيد عمره على 26 عاماً، وأصبح معروفاً فى مختلف أنحاء العالم بصرف النظر عن السن والجنس واللون، صلاح أصبح أيقونة رائعة تجسد قول الله «إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً»، ومن حظه وحظ المصريين أنه لم يلعب للأهلى أو الزمالك، بل خرج من قرية فى ريف مصر ولعب فى ناد ليس من أندية «الصفوة»، واستطاع بتفانيه وإخلاصه وحبه لفريقه واتباع نصائح مدربيه أن يتفوق ويحقق ما عجز عن تحقيقه مصريون كثيرون سبقوه، وكانوا أكثر شهرة ومهارة وقتها منه عندما سافر ولعب لنادى «بازل»، وأعتقد أن محمد صلاح بإخلاصه فى عمله والاهتمام بمصلحة «الفريق» قبل مصلحته الشخصية سيحقق الكثير لفريقه ولنفسه، وأتوقع أن يصبح قريباً أحسن لاعب فى العالم. محمد صلاح خير قدوة لشباب مصر، وأهم دروس تفوقه بدأت من فشله ليس مرة بل مرتين، لكنه لم ييأس ولم يجعل فشلاً مرحلياً يمنعه عن تحقيق أعظم نجاح يحلم به أى لاعب كرة محترف، ليعود إلى الدورى الذى اعتقدوا أنه ليس كفئاً للعب فيه ليصبح أشهر هدافيه، تعلموا من «صلاح» حب الوطن، فهو أحد أسباب نجاحه، ابحثوا عن أسباب تفوقه ونجاحاته، لا تقلدوه، ولا تخشوا الفشل.

 

استخدام الطرق العلوية والكبارى ليس الحل الوحيد لمشكلة الزحام


مواضيع متعلقة