قصة مقتل وداد حمدي.. فقدت حياتها مقابل 270 جنيها

كتب: الوطن

قصة مقتل وداد حمدي.. فقدت حياتها مقابل 270 جنيها

قصة مقتل وداد حمدي.. فقدت حياتها مقابل 270 جنيها

ضحكتها المميزة، خلقها لطابع خاص لكل دور رغم تشابههم.. مميزات اشتهرت بها الفنانة وداد حمدي التي اشتهرت بتقديم دور خادمة في معظم أفلام القرن الماضي، رغم تعدد زيجاتها إلا أنها لم ترزق إلا بابن واحد "عمرو" من زوجها الفنان صلاح قابيل، والتي أبعدته هي وزجها عن مجال التمثيل، وخالف رغبتهم في كبره وقدم عدة أدوار في مسلسلات ولكنها لم تلق نجاحا كبيرا.

وداد حمدي من مواليد 3 يوليو عام 1924، اسمها الحقيقي "وداد محمد عيسوي زرارة"، ولدت في محافظة كفر الشيخ، وعاشت طفولتها في مدينة "المحلة" بسبب عمل والدها في شركة الغزل والنسيج، الذي عمل بالتجارة بعد وصوله لسن المعاش، لكنه تعرض لخسائر مادية كبيرة، مما جعلها تبحث عن عمل لكنها الأخت الكبرى لأشقائها الخمسة.

عانت وداد لأن كان غير متعارف على عمل المرأة في القرى المصرية، فاضطرت للسفر إلى القاهرة للبحث عن عمل، ومكثت مع عمها المقيم في "السيدة زينب"، تميزت بصوتها العذب فبدأت مسيرتها الفنية كمغنية، وفي عام 1942 تقدمت وداد لاختبارات شكلها "زكي طليمات" لاختيار فريق عمل لأوبريت "شهرزاد"، ونجحت وشاركت معهم في عمل البروفات، وكانت بطلة الأوبريت "عقيلة راتب" ولكن بسبب مرضها أثناء البروفات وصعوبة إلغاء العرض، عرضت عليه وداد القيام بالدور وبعد رفض مستمر منه ظنًا بأنها لن تقدر على الأأداء بالاحتراف، ولكن وافق واختارها لدور البطلة وحققت نجاحًا إذ حفظت الدور بشكل جيد وتميزت بقدرتها على الأداء.

بعد نجاح أكثر من أوبريت غنائي، طلبت من "طليمات" العمل كممثلة وبدأت التمثيل في أكثر من مسرحية، وانضمت لفرقة "الطليعة" وقدمت عدة أعمال معهم، نصحها المقربين لها بالذهاب للريجسير "قاسم وجدي" للتمثيل، وكان قد اكتشف عدد كبير من المواهب وقدمهم إلى السينما، وساعدها في تقديم أولى أدوارها كمغنية في فيلم "رابحة" عام 1945، فقدمت عدة أدوار صغيرة وحصت على ما يكفيها من المال لتستقل بحياتها، وبسبب تأخر مواعيد التصوير اضطرت لاستئجار غرفة في "شبرا" وتركت بيت عمها، وبعد توافر المال معها أحضرت أسرتها لتعيش معها.

بدايتها الحقيقية كانت في عام 1945 بعد تقديمها دور ثانوي كخادمة في فيلم "هذا جناه أبي" أمام الممثل زكي رستم والفنانة صباح، وقدمت دور الخادمة لأول مرة في مسرحية "أم رتيبة"، بعد تقديمها لعدة أدوار على المسرح بعيدًا عن الخادمة، وفقًا ل"السينما دوت كوم".بعد نجاحها في فيلم "هذا جناه أبي" قدمت عدة أدوار بنفس الطريقة، وبعد عدة أعوام بدأ كتاب السيناريو بترك مكان الحوار فارغًا بعد علمهم أن وداد حمدي هي التي ستؤدي دور الخادمة، وهذا بسبب قدرتها على التمثيل وارتجال الحوار المناسب، وفقًا ل "موسوعة السينما المصرية". وبعدها بعام قدمت الأداء الصوتي ل"خمسة جنيه" في فيلم "الخمسة جنيه، مع المخرج فطين عبدالوهاب، تحديدًا في عام 1946 وكانت أشبه براوي الفيلم.

كانت ممثلة غير تقليدية فرغم تقديمها لدور الخادمة مرارًا، إلا أنها جعلت لكل دور طابع مميز اعتمدت على الاختلاف المستمر في أدائها "أحب دور الخادمة، طالما يعجب الجمهور، واختاره الجمهور لي لأنه يحتاج لخفة دم، ومع ذلك فقد مثلت أدوارًا أخرى مثل عاملة في مصنع، وتلميذة، وبنت ذوات، ومحدثة نعمة، ومثلت روايات عالمية في مسرح الطليعة، كما مثلت في مسرحية فاوست لجوتة ومسرحية تحت الرماد" كما قالت في احد حوارتها القديمة.

عرفت بتمسكها بالفرائض الدينية، فأثناء التصوير الخارجي في أحد مشاهد فيلم "إيمان" خلال شهر رمضان لعام 1954، وقفت لتؤدي دورها أمام الفنان محمود المليجي، فلم تستطع نطق الكلمات بصوت واضح وبدى عليا الإرهاق، فجلب أحدهم المياه ليشرب المفطرون ولكنها رفضت، واستأنفوا العمل في اليوم التالي.

تزوجت وداد ثلاث مرات ولم يدم إلا زواجها الأخير، زوجها الأول كان عبدالعزيز مدير التصوير وانفصلا بعد زواجهما بفترة، ثم تزوجت من الفنان صلاح القابيل ولم يستمر زواجهما إلا شهر واحد وأنجبت منه ابنها الوحيد "عمرو صلاح قابيل"، وآخر زيجة لها كانت للفنان محمد الموجي وانتهت بالانفصال بعد استمرار زواجهم لأعوام.

ابنها عمرو صلاح قابيل أراد الدخول لمجال السينما والدراسة في المعهد العلالي للسينما ولكن رفض والده صلاح قابيل، مبررًا بأن المجال الفني متعب والعمل في وظيفة ثابتة أفضل، قال عنه الفنان رشوان توفيق أنه ممثل فذ ولكنه بحاجة لمخرج يعطي دور مميز لعمرو لإظهار موهبته، وشارك عمرو في مسلسل "خاتم سليمان" في عام 2011، وفقا لحوار لهما على قناة "نايل دراما".

توفيت وداد مقتولة في 26 مارس 1994 في شقتها بعمارة "فينوس" في منطقة رمسيس بالقاهرة، بـ 35 طعنة في العنق والبطن والصدر، حيث قتلها الريجسير "متى باسيليوس" لسرقتها، بعد تفكيره في سرقة أكثر من فنان مثل أحمد زكي وهشام سليم ويسرا وشريهان ولكنها باءت بالفشل، ورغم إعطاءها له للمال والساعة إلا أنه قتلها ولم يجن إلا 270 جنيها، وبرر هذا اثناء التحقيقات أنه كان بحاجة ماسة للمال، كما انتشرت الأخبار عنه في ذلك الوقت.


مواضيع متعلقة