فخار تونس.. ينطلق بخبرة سويسرية للمعارض الدولية

كتب: سارة صلاح وميشيل عبدالله

فخار تونس.. ينطلق بخبرة سويسرية للمعارض الدولية

فخار تونس.. ينطلق بخبرة سويسرية للمعارض الدولية

لم تكن تعلم عنها شيئاً، فهى كانت صغيرة لا يتجاوز عمرها حينها الـ10 سنوات، سمعت عنها صدفة من زميلاتها، دفعها فضولها للذهاب معهن إلى تلك المدرسة «للفرجة» عليهن أثناء عملهن، حينها تمنت أن تصبح مثلهن، لكن بحكم بيئتها الريفية كانت تخشى رفض والدها الذى فوجئت بأنه أول من يساندها لامتهان تلك الحرفة.. من هنا بدأ مشوار «صباح مصطفى» فى مدرسة الفخار التى أسستها السيدة السويسرية «إيفيلين بوريه» بقرية تونس.

«فى المدرسة اتعلمت كل حاجة من أول ما أمسك الطينة لحد ما أعمل قطعة الفخار»، هكذا بدأت «صباح» التى تبلغ من العمر 20 عاماً حديثها، مشيرة إلى أنها وزملاءها يقومون بعمل الفخار داخل «الورشة» ثم يبيعونه بالمعرض التابع للمدرسة، بجانب المعارض التى تقام خارج مصر.

اصطحبت «صباح» محررة «الوطن» إلى تلك المدرسة، التى بمجرد أن تخطو بأقدامك بابها الخشبى تجد على يسارك غرفة صغيرة امتلأت عن آخرها بقطع من الفخار انتهى أبناؤها من عملها، ومن بعدها «حوش» واسع يجلس به أطفال صغار تراوحت أعمارهم ما بين 7 و10 سنوات، يرسمون بخفة بعض النقوش على قطع الفخار، تحكى «صباح» السبب الذى دفع «إيفيلين» لإنشاء مدرسة خاصة بصناعة الفخار، قائلة: «لما جت القرية مع زوجها الشاعر سيد حجاب شافت الأطفال بيلعبوا بالطين ويعملوا منه أشكال مختلفة، وفكرت فى عمل ورشة صغيرة وبدأت بتدريب نحو 10 أطفال، ولما لقت إقبال عليها أسست مدرسة للفخار وخصصتها لأبناء القرية»، لافتة إلى أن «إيفيلين» تشرف عليهم بنفسها وتدربهم على كل ما هو جديد فى صناعة الخزف السويسرى، قائلة لهم: «بقالى 40 سنة باتعلم فخار ومش عايزاكم فى يوم تقولوا إحنا اتعلمنا خلاص».

{long_qoute_1}

وداخل «الورشة» التى تصنع فيها «صباح» وزملاؤها الفخار، يوجد «حوضان» من الطين، و«الدولاب» وهو عبارة عن آلة خشبية تحرك عجلاتها من الأسفل بقدمها، و«فرن» لحرق قطع الفخار التى تشكلها، تقول إن الطين المستخدم فى تشكيل الفخار ينقسم إلى 3 أنواع: طين «الكوليه» لونه أبيض و«البروكليه» رمادى اللون والطين «الأسوانى» المميز بلونه الأحمر، حيث يتم وضع الـ3 أنواع داخل الحوض الأول بنسب معينة ويضاف إليها مياه ثم تتركها لمدة 15 يوماً ثم يتم نخل «الطينة» من أى شوائب قبل وضعها فى الحوض الثانى لمدة أسبوعين: «الطينة بتكون عبارة عن بودرة واللى بيعرف يشتغل فخار هيقدر يفرق بينهم، بنزود عليها مياه ونقلبها كويس جداً بإيدينا وساعات حد مننا ينزل فى الحوض يقلبها عشان نضمن أنها تمتص المياه كلها وبعد ما ننخلها بنحطها فى الحوض التانى لمدة أسبوعين وفى آخر مرحلة بناخد المادة المترسبة فى الحوض نحطها على قماشة فى الشمس ونبدأ نشكل بيها أى قطع محتاجينها».

سنوات طويلة ظلت «صباح» تتعلم فيها العمل على «الدولاب» الذى يحتاج إلى توازن وخفة يد لتتمكن من إخراج قطعة فنية، فهو يساعدها فى عمل الأوانى والقلل، أما الأشكال الفخارية المستطيلة والمربعة فتقوم بعملها يدوياً.

وتتابع «صباح»، التى ما زالت تدرس بكلية التجارة، حديثها قائلة: «بافصل القطعة من على الدولاب بسلك وباساوى أطرافها وأسيبها تنشف، وبعد كده باغرسها فى جردل فيه مادة اسمها بطان أبيض، ومجرد ما تنشف برسم عليها الشكل اللى باختاره وبيتم تلوينها بألوان عبارة عن أكاسيد نحاس ومنجنيز وبغطيها بمادة تسمى جليز وندخلها الفرن تتحرق لمدة 7 ساعات وفى النهاية بتطلع القطعة مطبوع عليها الرسمة والألوان».

تشارك المدرسة فى العديد من المعارض الداخلية والخارجية من بينها المعارض التى تقام فى سويسرا وفرنسا بجانب المعرض الذى يقام كل 4 سنوات فى بلجيكا ويباع فيها إنتاجنا، وتختتم «صباح» حديثها قائلة بنبرة مرتفعة: «فيه شغل خاص بيا سافر خارج مصر وأحلم إنى أول ما أخلص دراستى أفتح ورشة خاصة بيا أشتغل فيها وأشارك بمنتجاتى فى معارض عالمية».


مواضيع متعلقة