بروفايل| «حفتر».. رجل ليبيا القوى

كتب: بهاء الدين عياد

بروفايل| «حفتر».. رجل ليبيا القوى

بروفايل| «حفتر».. رجل ليبيا القوى

دائماً ما تحيط به المتناقضات، تظهر من خلال تحركه الدائم بين المعسكرات الفاعلة فى الصراع الليبى، تختلف تحالفاته بين الحين والآخر، لكن فى كل مرة كانت المصالح العليا للبلاد هى المحرك الأساسى للمشير خليفة حفتر، الرجل القوى فى شرق ليبيا.

«حفتر» كان بجوار «القذافى» حين استولى الأخير على السلطة من الملك إدريس، عقب ثورة الفاتح عام 1969، وبعد سنوات من العمل قريباً من الرجل الأول حينها فى ليبيا، نفاه «القذافى» أثناء قيادته لقوات ليبيا فى حربها فى تشاد، ثم عاد الرجل مرة أخرى إلى البلاد مع اندلاع ثورة ليبيا بعد 7 سنوات فى المنفى.

الرجل الذى استطاع أن يقود نواة الجيش الوطنى الليبى، لتحويلها إلى قوات مسلحة نظامية محترفة، وسط حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسى عاشته بلاده منذ ثورة 17 فبراير، التى أطاحت بالحكم العسكرى الديكتاتورى لمعمر القذافى عام 2011، وهى الثورة التى كان «حفتر» أحد أنصارها وقادتها.

«حفتر» يتعرض باستمرار لاتهامات من خصومه بالسعى لإنشاء نظام عسكرى جديد، رغم كونه لا يزال حتى اليوم متمسكاً بالمسار السياسى الليبى المتعثر، مع إعلان انحياز واضح لهوية الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية ضد محاولات اختطافها من الإسلاميين المتحالفين مع الميليشيات والأطراف الإقليمية المناوئة لمشروع إعادة بناء الدولة الوطنية فى ليبيا على أيدى الليبيين أنفسهم.

استطاع «حفتر»، صاحب الـ75 عاماً، أن يصبح رقماً مهماً وحاسماً فى معادلة التوازنات العسكرية والسياسية فى المشهد الليبى منذ أن وقف ببدلته العسكرية فى عام 2014، معلناً تجميد المسار السياسى، وبدء عملية عسكرية لتحرير المنطقة الشرقية من الإرهابيين، ليصبح الرجل القوى فى شرق ليبيا.

تحالف «حفتر» مع مجلس النواب الليبى، الجهة الشرعية المنتخبة المعترف بها دولياً، والتى لا يمكن تمرير أى مشروع سياسى أو حكومى أو تشريعى دون موافقتها، فتمكن من الحصول على اعتراف دولى تنامى حتى وصل إلى ذروته خلال عام 2017 بتقاربه المتسارع مع روسيا وغيرها من القوى الأوروبية المهتمة بالأزمة الليبية.

ورغم استغلال خصومه للقوى الخارجية فى صراعها مع «الجنرال»، فإن «حفتر» لم يتردّد أمام تحذير مختلف الأطراف الدولية من رده على مساعيهم لإنشاء وجود عسكرى لهم، بحجة التصدى لظاهرة الهجرة، مؤكداً التزامه وقدرته على مواجهة تلك الظاهرة التى أصبحت بلاده معبراً أساسياً لها، مهدّدة أمن واستقرار القارة العجوز.


مواضيع متعلقة