مُصححو «امتحانات الثانوية» يرسمون مستقبل 600 ألف طالب «بمكافآت» هزيلة

09:12 م | الثلاثاء 26 يونيو 2018

قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، اعتماد مصححى ومقدّرى درجات مواد «الثانوية العامة» هذا العام من مدرسى المادة، وذلك لتفادى أخطاء العام الماضى التى تسببت فى تظلم 281 ألفاً و839 طالباً وطالبة من النتيجة، من إجمالى 5 ملايين و618 ألف ورقة إجابة، ما ترتب عليه إعادة الدرجات لـ18 ألفاً و206 طلاب، ما أصبح عبئاً نفسياً ومادياً كبيراً على المصححين ومقدّرى الدرجات الذين عانوا من إعادة كافة أعمالهم مرة أخرى، فضلاً عن استنزاف وقتهم.

وقالت الوزارة إنه سيتم توزيع نموذج إجابة معتمد من مدير عام المادة ومستشاريها للاسترشاد به فى التصحيح، وكذلك توفير كافة سبل الراحة للمصححين والمراجعين لإنجاح مهمتهم، كما أنه لن يتم الاستعانة بأى مدرس آخر غير معلمى المادة لتجنب أى أخطاء.

ويعانى المصححون سنوياً من انتدابهم للتصحيح خارج محافظاتهم، ما يحمّلهم مشقة السفر، فضلاً عن ضعف المكافأة التى يتلقونها نظير عملهم، إضافة إلى وقوعهم تحت وطأة الضغط النفسى الذى يؤرقهم تجاه المسألة الموكلة إليهم، حيث يعون تماماً أن بين أيديهم مستقبل طلاب وطالبات «ذاقوا الأمرين» هم وأسرهم طوال عام كامل، لذا يحاولون قدر الإمكان إعطاءهم حقوقهم كاملة، وذلك إلى جانب إسناد مهمة التصحيح ورصد الدرجات لغير المتخصصين، ما ينتج عنه أخطاء فادحة تتسبب فى كثرة عدد التظلمات كل عام.

{long_qoute_1}

أحمد مصطفى، مدرس دراسات اجتماعية، بإحدى مدارس المرج التابعة لمحافظ القاهرة، تم انتدابه لتصحيح مادة التاريخ، فى مدينة السادس من أكتوبر، يقول إنه تسلّم جواب انتدابه للتصحيح قبل بدء امتحانات الثانوية العامة بنحو شهر، وتم إخباره بمواعيد الحضور وعدد الأيام، وإنه وباقى زملائه يصححون ويراجعون أوراق الإجابة دون أن يعلموا إلى أى مدرسة أو محافظة ينتمى هؤلاء الطلاب. ويضيف «مصطفى»، لـ«الوطن»، أن «التصحيح يتم داخل مدينة مبارك التعليمية، داخل غرف مكيفة وأماكن تتوافر بها سبل الراحة، وأن حساب قيمة بدل التصحيح يتم أما بنظام الحضور وعدد الأيام التى تتراوح ما بين 5 و7 أيام، أو كحافز على الراتب الأساسى، وفى كلتا الحالتين يتراوح ما بين 700 و1000 جنيه».

واتفق محمود سامى، مدرس لغة عربية بمحافظة المنوفية، مع سابقه فى أنه «لا يعلم أصحاب أوراق الإجابة، ولا إلى أى محافظة ينتمون، حيث يتم انتدابه للتصحيح فى محافظة القليوبية بكنترول بنها المركزى»، مشيراً إلى أن «عملية التصحيح تتم من خلال عدة خطوات، بداية من التصحيح، ثم تقدير الدرجات وبعدها المراجعة، ثم المراجعة العشوائية من مدير الكنترول، ويتم تعليق نموذج الإجابة المعتمد من الوزارة فى كافة غرف التصحيح، للرجوع إليه فى تقييم كافة الإجابات».

وأضاف «سامى»، لـ«الوطن»، أن «أماكن التصحيح مهيأة، سواء من خلال الأثاث الموجود فيها، أو وجود حديد على النوافذ فى ظل وجود أمنى خارج مقر الكنترول»، مشيراً إلى أنه حصل على 1100 جنيه العام الماضى كبدل تصحيح، نظراً إلى أنه معلم أول بدرجة خبير.

وعن المعوقات التى تواجهه وزملاءه فى التصحيح، أكد أن «جميع المصححين ومقدّرى الدرجات يعون تماماً أن بين أيديهم مستقبل طلاب وطالبات (ذاقوا الأمرّين) هم وأسرهم طوال عام كامل، لذا يحاولون قدر الإمكان إعطاءهم حقوقهم كاملة، حيث إن العبء النفسى هو أكثر ما يؤثر علينا، إضافة إلى إلغاء الوجبات وعدم السماح لنا بالخروج من أجل شراء مأكولات أو مشروبات من الخارج، ونواجه ذلك بجلب كافة متطلباتنا قبل الدخول من أبواب الكنترول». وقال خالد عبدالحكم، مدير عام امتحانات الثانوية العامة، إن لجنة الإدارة تختار أعضاء التقدير والمقدّرين، ومن يتبقى من المعلمين يتم إلحاقه بالملاحظة، المُسجل كمدرس مادة يتم إلحاقه لتصحيح نفس المادة، وبعد استيفاء العدد المطلوب يتم إلحاق الباقى للملاحظة «المراقبة فى لجان السير»، بجوار معلمى المراحل الإعدادية، مضيفاً: «اللى هيمسك القلم ويصحح لازم يكون مدرس مادة»، وبالتالى يشترط أن يكون المصحح مدرس المادة حتى يمكنه استيعاب نموذج الإجابة والتعامل معه، مشيراً إلى أنه بإمكانه تبديل لجنة ملاحظة بالكامل ووضع أخرى مكانها دون حدوث أى خلل، ولكن فى حالة المقدّرين يتم التعامل معهم بـ«السياسة» لأنه لا يوجد لهم بديل، لذا لا يتم قبول اعتذار مقدّر إلا للذى تتوافر فيه شروط الاعتذار الرسمية المعلنة من قبَل الوزارة. وأعلن الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام ورئيس عام امتحان الثانوية العامة، استمرار سير أعمال امتحانات الدور الأول من شهادة إتمام الدراسة الثانوية خلال يوم السبت 30 يونيو، حيث يؤدى طلاب الثانوية العامة من المكفوفين الامتحان فى مادة الفلسفة والمنطق، كما يؤدى طلاب الثانوية العامة يوم الأحد 1 من يوليو الامتحان فى مواد الجيولوجيا والعلوم البيئية، والفلسفة والمنطق، والرياضيات التطبيقية (الاستاتيكا)، طبقاً لجدول الامتحان المعتمد.

وأكد «حجازى»، استمرار سير أعمال امتحانات الثانوية العامة دون توقف على جميع مستوياتها، من لجان سير الامتحان، ولجان الإدارة، ولجان النظام والمراقبة وأعمال التقدير، وكذا استمرار دواوين الإدارات والمديريات فى ممارسة أعمال الامتحانات.