نصيحة سكان بورسعيد: لا تقل معدية بورفؤاد.. قل معدية «الموت»

نصيحة سكان بورسعيد: لا تقل معدية بورفؤاد.. قل معدية «الموت»
يبدو أن الحادث المفزع لغرق السيارة التى سقطت عن المعدية فى بورسعيد، وراح ضحيته أب وطفلاه لم يتخط أكبرهما الثمانى سنوات، لم يكن الأول، ولن يكون الأخير فى ظل حالة الإهمال والتقصير المرعب الذى يهدد حياة المئات ممن يضطرون يومياً إلى استقلال المعدية، باعتبارها وسيلة المواصلات الوحيدة المتاحة لهم للانتقال إلى بورفؤاد.
سارة أحمد، طبيبة عيون، واحدة من مئات يضطرون يومياً إلى استقلال المعدية، حيث تشهد العديد من المهازل التى جعلت خبر غرق الأب وطفليه خبراً ليس مستغرباً بالنسبة لها، بل توقعت حدوثه أكثر من مرة، فالمعدية نفسها شهدت حادثاً آخر قبل سنوات كان كاشفاً لكمّ الإهمال الذى ما زال مستمراً «خالتى وقعت من المعدية قبل كده» تحكى الطبيبة الشابة «جات تحط رجلها، قام السواق طالع بالمعدية من غير ما يدى كلكس، ولا يحذر، وقعت فى المياه ولم ينقذها سوى شباب جدع يجيد السباحة تصادف وجوده وقتها.. ولو كنا اعتمدنا على قوات الإنقاذ كانت ماتت، السواق بيبقى فاتح باب المعدية وما بيصبرش لما الناس تركب، ولا بيدى كلكس قبل ما يرفعها، اللى يلحق يلحق واللى ما يلحقش يقع زى خالتى».
حادث خالة سارة دفع القائمين على المكان إلى اتخاذ إجراءات الأمن الطبيعية بعدها، لكن الأمور سارت من سيئ لأسوأ: «الباب بيبقى مقفول نص قفلة، لا منه حامى الناس ولا منه نازل للآخر، لو الباب كان مرفوع فى المعدية ماكنش المحاسب وولاده وقعوا بعربيتهم، وكان الباب صدهم».
من بين إجراءات الأمان المفترض اتباعها على المعدية أن يقف فرد أمن على الأبواب، وأن يكون هناك تحذيرات لمن يخالف تعليمات الأمان، وأن يتابع سائق المعدية الأمر فلا يتحرك إلا بعد التزام الجميع بالتعليمات التى تحافظ على حياتهم «زمان كان السواق يفضل يقول الولد اللى لابس كذا يبعد عن الباب، لكن بقالهم سنتين الأمور باظت، العيال الصغيرة بتقعد على الباب والموتوسيكلات بتقف عنده والإهمال بقى فوق الوصف، لا السواق عاد بيستعمل المايك لتحذير الناس، ولا التحذيرات الموجودة بالمساءلة القانونية للى يقرب من الباب أثناء سير المعدية معلقة فى المكان».