مفتي الجمهورية يوضح حكم الطهارة بمياه الصرف المعالجة
![الدكتور شوقي علام](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/16540195411511781970.jpg)
الدكتور شوقي علام
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن تنقية مياه الصرف الصحي بالوسائل الحديثة، بحيث لا يبقى للنجاسة أثرٌ في طعمها ولونها وريحها، تجعلها طاهرةً، يصح رَفْعُ الحدث بها، وإزالةُ النجس.
وأضاف، ردا على سؤال: "ما حكم الطهارة بمياه الصَّرْف الـمُعَالَجَة؟، : "إن الماء المختلط بالمتنجس يَطْهُر بطُرُقٍ؛ منها: التكثير، ومعناه: صَبُّ الماء الطاهر على الماء المختلط بالمتنجس الذي تغيَّر، حتى يَغْمرها وتستهلك فيه؛ بحيث يذهب التغيُّر عن الأوصاف الثلاثة: الطعم، واللون، والرائحة".
وأوضح، أن الظاهر مِن كلام العلماء أن الماء كما يتنجس بما يغير طَعْمَهُ أو لَوْنَهُ أو رِيحَهُ من نجاسةٍ، فإنه كذلك يطهر بزوال ما غيّره ابتداءً، ولكنهم لم يكن لديهم طريقة لإزالة ذلك إلا بالتكثير، ولو تحقق ذلك بطريقةٍ أخرى في زمانهم لتحصل طهارته بها؛ كما هي الحال في العصر الحديث مِن قطع العوالق النجسة مِن مياه الصرف الصحي.
وقال إن مياه الصرف الصحي هي مياهٌ ملوثةٌ مجمعةٌ من المجمعات السكنية والتجارية والصناعية والزراعية، وهذا التلوث ناتجٌ عن اختلاط الفضلات المنزلية والصناعية من هذه المصادر، ويتم التخلص من هذه المياه وتصريفها باستخدام الأنابيب أو المجاري أو أيِّ أبنيةٍ أخرى مشابهة، وأحيانًا يتم تصريفها في حفرةٍ، وتفرغ هذه الحفرة باستخدام مُعدَّاتٍ خاصةٍ تمتص هذه المياه وتصرفها في الأماكن المخصصة لذلك. ومعالجة مياه الصرف الصحي عمليًّا تمر بمراحل أربعة: "الترسيب، والتهوية، وقتل الجراثيم، والتعقيم بالكلور".
وتابع، ومن خلال هذه المراحل تتحول صفات الماء إلى درجةٍ قريبةٍ من ماء الأنهار، وفي مراحل متقدمةٍ من المعالجة باستخدام ما يُسمى: "الـمُرشحات الرملية، والامتصاص الكربوني، والأكسدة الكيميائية، والتناضح العكسي"، تزداد درجة النقاء، بحيث تُزَالُ الشوائب والعوالق التي لحقت بالماء، كالزيوت والدهون والعكارة، تمامًا، وتصبح المياه نقيةً وقريبةً جدًّا من المياه الصالحة للشُّرب والاستهلاك الآدمي.
واستطرد: "وعلى ذلك فإن ما ييجري في زماننا بشأن عملية تنقية مياه الصرف الصحي بمراحلها المختلفة، وما يستخدم من المواد لإزالة العوالق النجسة والروائح الكريهة، وكذلك ما يحدث من مرور المياه على أكثر من تصفية؛ هو السبب الذي يصير به الماء طاهرًا، بناءً على ما قرره الفقهاء في قولهم بالتكثير. أما كون هذا الماء مخلوطًا بمواد مثل الكلور، فإن هذا الأمر لا يغيّر في طهوريته؛ وذلك على ما ذهب إليه الحنفية والحنابلة في روايةٍ؛ فإنهم يرون أن الماء الذي خالطه طاهرٌ يمكن الاحتراز عنه، كالكلور ونحوه قياسًا على الصابون والزعفران ونحوهما، فتُغَيَّرَ به أحدُ أوصافه؛ فإن هذا لا يغيِّر في كونه طاهرًا مطهِّرًا، إلا أن الحنفية يشترطون أن لا يكون التغيير عن طبخٍ أو عن غلبةِ أجزاءِ المخالِطِ للماء حتى يصير الماء ثخينًا به.