أحد مؤسسى «تمرد»: البعض ينفخ فى النار لإعادة الفوضى.. والأحزاب «منتهية الصلاحية» والدمج ينقذها

كتب: الوطن

أحد مؤسسى «تمرد»: البعض ينفخ فى النار لإعادة الفوضى.. والأحزاب «منتهية الصلاحية» والدمج ينقذها

أحد مؤسسى «تمرد»: البعض ينفخ فى النار لإعادة الفوضى.. والأحزاب «منتهية الصلاحية» والدمج ينقذها

قالت دعاء خليفة، إحدى مؤسسى حركة «تمرد»، وحملة «لا للأحزاب الدينية»، إن هناك من ينفخ فى النار بين الدولة والشباب بهدف العودة إلى الفوضى والرجوع للخلف، مؤكدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤمن بالشباب، وبذل مجهوداً كبيراً لاستعادة الدولة وفتح قنوات اتصال حقيقية مع الشباب من فئات عمرية مختلفة.

{long_qoute_1}

وأضافت «دعاء»، فى حوار لـ«الوطن»، أن المصالح الخاصة والصراعات الفردية تسيطر على كثير من الأحزاب، وأن القوى المدنية لم تنجح فى ملء الفراغ بعد حل الحزب الوطنى وحظر جماعة الإخوان، متوقعة أن تكون المحليات فرصة جيدة لظهور طبقة جديدة من الكوادر السياسية فى كل أنحاء مصر، إلى نص الحوار:

لدينا أكثر من 100 حزب لكنها بدون تأثير، فما أسباب ذلك؟

- الحقيقة أننا ليست لدينا أحزاب حقيقية، وكلها أحزاب منتهية الصلاحية، لا تعمل على الأرض ولا تتحرك ولم تبنِ قواعد تنظيمية فى الشارع، ومنذ ثورة 25 يناير حتى الآن خرج إلى النور عشرات الأحزاب، لكنها أحزاب خيالية، عبارة عن لافتات ومقار مغلقة أو صالات للاجتماعات الشخصية، لقد كان لدينا فى مصر حزبان، هما الحزب الوطنى الذى صدر قرار بحله فى أبريل 2011 بعد ثورة يناير، ثم حزب الحرية والعدالة الذى يمثل جماعة الإخوان الإرهابية والتى صدر حكم بحظرها وحل الحزب. بعد رحيل الحزب الوطنى وسقوط الإخوان لم تسعَ الأحزاب الموجودة على الساحة لملء هذا الفراغ.

ولماذا لم تسعَ الأحزاب لملء الفراغ بعد رحيل «الوطنى» والإخوان؟

- لأن هذه الأحزاب تسيطر عليها المصالح الخاصة والصراعات الفردية، ولا توجد أحزاب تعمل فى الشارع بين المواطنين لتكون قادرة على سد الفراغ الذى أصبح موجوداً، إضافة إلى أنها ليس لديها كوادر سياسية قادرة على القيام بهذا الأمر، وأكبر دليل على ذلك أن الأحزاب غابت تماماً عن الانتخابات الرئاسية الماضية، ولم تدفع بمرشح، بل لم يكن لها حضور فى الشارع، وظهرت الحملات الشعبية فى صورة أفضل من الأحزاب الرسمية.

هل الاندماج هو الحل كما يطالب كثيرون؟

- لا بديل عن اندماج الأحزاب لتنقذ نفسها، والرئيس السيسى نفسه دعا قيادات الأحزاب إلى الاندماج حتى يكون عندنا 3 أو 4 أحزاب كبار بدلاً من الفوضى العددية التى ليس لها أى تأثير فى الشارع، ولكن لا أحد يأخذ الخطوة، وبعض التجارب انتهت بالفشل.

{long_qoute_2}

وكيف يمكن إصلاح المشهد السياسى فى ظل هذا الوضع؟

- الأمر الأول أن نتعلم العمل الجماعى، مشكلتنا فى غياب الجماعية، يجب أن نتعلم كيف نعمل مع بعضنا البعض، ونغلّب المصلحة الجماعية على المصالح الفردية، كما نحتاج إلى جيل جديد من القادة والكوادر السياسيين ليتولوا دفة القيادة مستقبلاً.

البعض يقول إن هناك ممارسات تعسفية وتضييقات تدفع كثيرين للعزوف عن العمل السياسى.. هل تتفقين مع ذلك؟

- ربما تكون هناك ممارسات فردية فعلاً، وربما تكون هناك أخطاء تقع، والرئيس نفسه تحدّث عن ذلك وقال إن هناك أخطاء وملاحظات يجب أن نتعلم منها ونصحح أوضاعنا، ويجب أن لا ننسى أننا أمام تجربة وليدة بعد سنوات من الفوضى والفساد والاستبداد، وطبيعى أن تقع ممارسات بهذا الشكل، لكن الدولة تقف ضد كل ذلك، بدليل أن توصية من توصيات أول مؤتمر للشباب كانت تشكيل لجنة العفو الرئاسى لبحث الأسماء غير المتورطة فى عنف وموجودة داخل السجون للعفو عنها، وهذه اللجنة تقول إن هناك وضعاً استثنائياً قائماً بالفعل والدولة تسعى لإصلاح هذا الوضع، وعلاج أى مشكلات موجودة، لكن للأسف ليست المشكلة فى ممارسات أو أخطاء محدودة، لكن المشكلة أن هناك أشراراً داخل البلد أكثر من خارج البلد، يقومون باستغلال بعض الثغرات لترويج شائعات وأكاذيب وتشويه الصورة، وهناك أطراف أجرت عمليات غسيل مخ لبعض الشباب ولعبت على وتر التهميش والاضطهاد وبثّ الطاقة السلبية، وبالتالى عدم الانتماء للبلد وتبنى مواقف غير سوية لإعادة الفوضى.

البعض يرى أن الشباب ناجح فى ممارسة العمل الثورى لكنهم لا يجيدون العمل السياسى.. ما رأيك؟

- أنا ضد ذلك طبعاً، الشباب قادر على العمل السياسى والمؤسسى سواء داخل الأحزاب أو بعض الهيئات والوزارات، وقادر على أداء هذه المهمة بنجاح، وإذا توافرت الفرصة للشباب يقوم بإثبات نفسه، صحيح هناك قلة لا تؤمن إلا بالصوت العالى والمظاهرات والاحتجاجات، لكن هؤلاء أقلية.. القطاع الأوسع من الشباب يؤمن بالعمل المنظم والمؤسسى ومستعد لمد يده مع الدولة ما دامت هناك ثقة بين الطرفين.

وهل هناك ثقة بين الشباب والدولة؟

- توجد ثقة تم اكتسابها على مدار الأعوام الأربعة الماضية، لكن لا ننسَ أن هناك من ينفخ فى النار ويحاول أن يضرب «كرسى فى الكلوب» حتى تعود الفوضى ونرجع إلى المربع صفر.

{long_qoute_3}

هل مؤتمرات الشباب ساهمت فى خلق قناة اتصال بين الشباب والدولة؟

- هى وسيلة جيدة، وأستطيع أن أقول إنها كانت حلماً من أحلام 25 يناير، لأننا فى 25 يناير كنا نطالب بأن يكون للشباب صوت وأن تسمع الدولة أصواتهم، والشباب الذين خرجوا فى الثورة لم يكن هناك من يسمعهم، لكن مؤتمرات الشباب وفرت هذه الفرصة حتى وإن لم يكن كل الشباب يشاركون فيها، لكن على الأقل عينة تتغير كل مرة وتختلف من محافظة لأخرى، وفى كل مؤتمر شباب هناك فرصة لوجوه جديدة تظهر وتتحدث وتستمع، ورأينا فى مؤتمرات الشباب نقاشاً جاداً، ولم يكن هناك أى خطوط حمراء، ومعظم الأسئلة تعبّر عن الشارع ويتم عرضها بوضوح على الرئيس، لدرجة النقد المباشر للرئيس أو الحكومة، هناك من يفعل ذلك ويستمع الرئيس بصدر رحب ثم يرد بالصوت والصورة أمام الملايين التى تشاهد التليفزيون. فى رأيى أن الرئيس السيسى أحرج الرؤساء الذين جاءوا قبله والذين سيأتون بعده.

ماذا تقصدين بإحراج الرئيس لمن جاءوا قبله أو من سيأتون بعده؟

- أقصد أنه قام بمجهود عظيم فى فترة وجيزة جعلتنا نشير بأصابع الاتهام إلى رؤساء ومسئولين استمروا فى الحكم فترات طويلة ولم يقدموا نصف ما قدمه هو فى 4 أعوام فقط. لقد استطاع أن يعيد الدولة المصرية وأن يستعيد الأمن ويطور البنية التحتية ويفتتح عشرات المشروعات ويتواصل مع الشباب ويعيد الاستقرار لعلاقات مصر فى الخارج ولأوضاعها فى الداخل، وكل ذلك تم فى زمن قياسى، وبالتوازى مع ذلك هو يعمل ويستمع ويتقبل الاختلاف وفتح قنوات اتصال لكل الفئات العمرية ليعبروا عن آرائهم ومواقفهم، لكن يجب أن لا يعمل الرئيس بمفرده، لا بد أن تكون هناك مؤسسة ترعى الشباب ولا نكتفى بالمؤتمرات التى يرعاها الرئيس رغم أهميتها وإيجابيتها.

ما شكل المؤسسة التى يمكن أن ترعى الشباب؟

- أطالب بإنشاء مجلس أعلى للشباب يكون موجوداً فى كل محافظات مصر، هذا المجلس يساعد على التواصل مع أعداد أكبر من الشباب، لأن مؤتمرات الشباب فكرة رائعة لكن الأعداد فى النهاية محدودة، صحيح أنه فى كل مرة يتم اختيار مجموعة جديدة لتمثيل أكبر فئة ممكنة، لكن إذا تم تشكيل مجلس أعلى للشباب سيعطى فرصة أوسع، وسيضع الأمر فى إطار مؤسسى، ويمكن لهذا المجلس أن يكون نافذة لخلق القيادات والكوادر الجديدة، وتدعيم الشباب بوجبات ثقافية وسياسية تساهم فى رفع الوعى وتشكيل عقل جمعى شبابى يمثل طاقة كبيرة للدولة المصرية.

رغم جهود الرئيس، يشعر المواطنون بصعوبة الأوضاع المعيشية.. هل تتوقعين أن تتحسن هذه الأوضاع مستقبلاً؟

- نحن نراهن على الرئيس السيسى، وأعتقد أننا سنكسب الرهان. وبالنظر إلى مصر قبل السيسى ومصر بعده، لم يكن هناك شعور بالأمن ولا الاستقرار، الآن تحسنت الأمور كثيراً وتم حل العديد من القضايا والتحرك خطوات للأمام. صحيح أنه لا يزال هناك مشكلة فى قضية الأوضاع المعيشية، إلا أننا نستطيع أن نتغلب عليها، والآن هناك حكومة جديدة ستكون هذه القضية على رأس أولوياتها.

انتخابات المحليات على الأبواب.. ما توقعك لهذه الانتخابات؟

- الرئيس السيسى يولى اهتماماً كبيراً بالمحليات، ويريد أن تكون هذه المحليات أفضل انتخابات محلية فى تاريخ مصر. وهى فرصة جيدة لظهور وجوه جديدة وإعطاء فرصة واسعة للشباب، وبالفعل بدأت استعدادات من الآن لهذه الانتخابات التى تأتى بعد 10 أعوام من آخر انتخابات محليات شهدتها مصر فى 2008، فالمحليات عصب الإدارة التنفيذية لأنها على صلة مباشرة بمصالح الناس واحتياجاتهم، وعانينا طويلاً من انتشار أوجه الفساد داخل الأجهزة المحلية، وبالتالى مع إجراء انتخابات جديدة وفى ظل نسبة الدستور التى تحدد 25% من مقاعد المحليات للشباب أعتقد أنها سيكون لها دور كبير فى دفع مصر للأمام وخدمة المواطنين بصورة مباشرة.


مواضيع متعلقة