هل يفشل أردوغان في الاختبار الانتخابى أمام المعارضة التركية الموحدة؟

كتب: أ ف ب

هل يفشل أردوغان في الاختبار الانتخابى أمام المعارضة التركية الموحدة؟

هل يفشل أردوغان في الاختبار الانتخابى أمام المعارضة التركية الموحدة؟

يترقب الأتراك، اليوم، نتائج انتخابات رئاسية وتشريعية، هي الأكثر سخونة في السنوات الأخيرة، يسعى فيها الرئيس رجب طيب أردوغان للفوز بولاية رئاسية ثانية، والسيطرة على البرلمان، في مواجهة تراجع اقتصادي ومعارضة مصممة على وقف سباقه لتوسيع سلطاته.

ودُعي حوالى 56 مليون ناخب إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالغة الأهمية كونها ستشكل انتقالًا من النظام البرلماني الحالي إلى نظام رئاسي يمنح الرئيس سلطات واسعة.

وكان أردوغان يعتقد أن الفرص كلها لصالحه حين دعا إلى هذه الانتخابات المبكرة قبل عام ونصف عام من موعدها في ظل حال الطوارئ المفروضة في البلاد. غير أن تدهور الوضع الاقتصادي أرخى بظلاله على مسار الحملة. كما واجه الرئيس انتعاشًا لم يكن يتوقعه من المعارضة.

وأقفلت صناديق الاقتراع الساعة 14:00 ت.غ، ويتوقع صدور أولى النتائج في ساعات المساء.

وعقدت أحزاب معارضة تتبنى مبادىء متباعدة مثل حزب الشعب الجمهوري "اشتراكي ديموقراطي" و"حزب الخير" (يمين قومي) و"حزب السعادة" (إسلامي محافظ) تحالفا "معاديا لإردوغان" غير مسبوق لخوض الانتخابات التشريعية، بدعم من حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للقضية الكردية، معتبرة هذه الانتخابات الفرصة الأخيرة لوقف اندفاعة إردوغان نحو امتلاك صلاحيات مطلقة.

وقال مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم انجيه لدى ادلائه بصوته في معقله في يالوفا جنوب اسطنبول "اتمنى الافضل لامتنا"، متعهدا ان يمضي الليل امام مقر الهيئة العليا الانتخابية في انقرة للتأكد من نزاهة عملية الفرز.

في المقابل، قال الرئيس التركي الذي ادلى بصوته في اسطنبول برفقة صهره وزير الطاقة براءات البيرق إنه يتوقع ان تشهد العملية الانتخابية اقبالا كبيرا في مؤشر الى "نضج الديموقراطية في تركيا".

واعلن حزب الشعب الجمهوري تسجيل مخالفات خاصة في محافظة شانلي أورفا، الا ان اردوغان قال لدى ادلائه بصوته في اسطنبول "تم إبلاغي بعدم وجود أي مشاكل جدية في انحاء تركيا" في ما يتعلق بسلامة عملية الاقتراع.

وبعد انتهاء التصويت قال انجيه "سأحمي حقوقكم. جل ما نريده هو منافسة عادلة. نحن لا نخشى شيئا ولا نصدق التقارير المحبطة".

- "سباق اكثر حماوة من المتوقع" -وخلال فترة حكمه التي امتدت 15 عاما، فرض اردوغان نفسه كأقوى زعيم تركي بعد مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وغير وجه البلاد عبر مشاريع بنى تحتية ضخمة وإصلاحات اجتماعية.

ويبقى اردوغان الاوفر حظا للفوز، إلا أنه من غير المؤكد أن سيحصد الأحد أكثر من 50% من الاصوات، وهي النسبة الضرورية التي تجنبه الانتقال إلى دورة ثانية تجري في 8 يوليو.

وتمكن محرم إينجه من فرض نفسه في موقع المنافس الرئيسي لإردوغان في الانتخابات الرئاسية، مستقطبا الجماهير في كافة انحاء البلاد وموقظا معارضة منيت بهزائم متعاقبة.

وقالت المحللة ايلكه تويغور في معهد الكانو الملكي والمحاضرة في جامعة كارلوس الثالث في مدريد "حتى وان كان الرئيس المنتهية ولايته الاوفر حظا، من المرجح ان يكون السباق اكثر تنافسا مما توقعه كثر".

وتكتسب الانتخابات الرئاسية اهمية استثنائية نظرا الى ان الفائز فيها سيكون اول رئيس يتمتع بصلاحيات موسعة نص عليها الدستور الجديد الذي اقر في ابريل 2017 بموجب استفتاء كان اردوغان اشد داعميه.

وقال أردوغان بعيد إدلائه بصوته، اليوم، في اسطنبول، إن التغييرات تشكل "ثورة ديموقراطية"، رغم أن خصومه ينظرون إلى الفترة الأخيرة من حكمه بطريقة مختلفة.

وفرض أردوغان حالة الطوارئ في السنتين الأخيرتين من عهده بعد الانقلاب الفاشل في 2016، واعتقل عشرات الآلاف خلال حملة قمع غير مسبوقة أدت إلى توترات مع الدول الغربية.

وأردوغان خطيب سياسي مفوه، باعتراف خصومه، وفاز في نحو عشر عمليات انتخابية، لكنه يواجه في هذه المعركة مشاكل اقتصادية متزايدة.

فالاقتصاد الذي شكل لفترة طويلة ورقة رابحة بيد حزب العدالة والتنمية، بات في طليعة المخاوف مع انهيار الليرة التركية ونسبة تضخم زادت عن 10%، ما انعكس على أحوال الأتراك المعيشية.

- تصويت كردي حاسم

لكن يبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت حججهم وصلت إلى آذان الأتراك في جميع أنحاء البلاد، في ظل تغطية إعلامية للحملة غير متوازنة إطلاقا لصالح الرئيس.

واضطر مرشح حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرتاش الذي كان في ما مضى ينافس أردوغان على المنابر، إلى خوض حملته انطلاقا من زنزانته في السجن حيث يقبع منذ نوفمبر 2016 عند وضعه قيد التوقيف الاحترازي لاتهامه بممارسة أنشطة "إرهابية".

وغرد بعد أن أدلى بصوته من زنزانته "إني مقتنع بأن النتيجة ستكون ممتازة".

وسيكون التصويت الكردي من العوامل الحاسمة في هذه الانتخابات المزدوجة، فإن نجح حزب الشعوب الديموقراطي في تخطي عتبة 10% من الأصوات الضرورية للدخول إلى البرلمان، فقد يخسر الحزب الرئاسي عندها غالبيته البرلمانية. لكن في حال فشل سيحصد الحزب الحاكم غالبية الاصوات.

والأسبوع الماضي، أقفلت صناديق الاقتراع للأتراك المغتربين بمشاركة نحو 1,5 مليون من أصل نحو ثلاثة ملايين ناخب مسجلين، بنسبة اقتراع ناهزت 49 بالمئة.

وتشهد البلاد استنفارا امنيا لمواكبة الانتخابات، مع نشر 38480 شرطيا في اسطنبول وحدها. وكما جرت العادة في تركيا يمنع بيع الكحول خلال الانتخابات.


مواضيع متعلقة