أزمة «النواقص» تضرب «الصيدليات»: «الأنسولين» وأدوية «الأطفال والضغط والقلب» تتصدر القائمة

أزمة «النواقص» تضرب «الصيدليات»: «الأنسولين» وأدوية «الأطفال والضغط والقلب» تتصدر القائمة

أزمة «النواقص» تضرب «الصيدليات»: «الأنسولين» وأدوية «الأطفال والضغط والقلب» تتصدر القائمة

تجدّدت أزمة نقص العديد من أصناف الأدوية فى الصيدليات الحكومية والخاصة فى العديد من المحافظات، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث شهدت محافظة الإسكندرية نقص عدد كبير من أدوية الأطفال، والأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكر والقلب، وأدوية سيولة الدم والأورام، رغم ارتفاع أسعار أكثر من 30 صنفاً منها، إلا أنها ما زالت مستمرة فى الاختفاء.

ورصدت «الوطن» أهم الأصناف الناقصة بصيدليات الإسكندرية، وبدت أدوية الأورام «شبه معدومة» بكل أنواعها، بالإضافة إلى أدوية وحقن سيولة الدم، التى قد يؤدى نقصها إلى وفاة العديد من المرضى، وكذلك العقاقير المستخدَمة فى علاج الجلطات، مثل «السيدونيز» و«اليوروكايناز»، و«اينتريستو» تركيز 50 و100، الخاص بعلاج أمراض القلب، وكذلك أمبولات «إيفيدرين»، التى تستخدم فى علاج الأزمات القلبية، وحقن «بنيستارد» لمرضى الحمى الروماتيزمية، وعقار «كيتوستريل» لأمراض الكلى، وعقارى «بيوجليمت» و«بيوجليتا» لمرض السكرى.

{long_qoute_1}

واعتبر سمير صديق، رئيس شعبة مصنعى وتجار الأدوية بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن هناك «إهمالاً شديداً» من قِبَل مسئولى وزارة الصحة فى ملف الدواء، الذى تتزايد قوائم نواقصه يومياً، مما يتسبّب فى تفاقم معاناة المرضى، وفى المقابل تنتعش السوق السوداء للاتجار بأدوية الأمراض المزمنة، التى لا يستغنى عنها المريض، كأدوية القلب والضغط والكُلى والأورام والأوردة والسكر.

وأضاف «صديق» لـ«الوطن»، أن نواقص الأدوية بلغت أكثر من 1550 صنفاً، من بينها أكثر من 300 صنف ليس لها بديل، موضحاً أن العديد من المرضى دائماً ما يلقون باللوم على الصيادلة، فى حين أنهم ليسوا أصحاب القرار، وأكد أن الصيدلى يتمنى أن تتوافر كل أصناف الأدوية بشكل منتظم، حتى يتمكن من البيع. وتابع بقوله: «بنتمنى فى يوم نبيع روشتة كاملة دون نواقص».

وأضاف أن الأدوية البديلة الموجودة فى الصيدليات إما لا تحمل نفس المادة الفعالة، ولا تحقق النتيجة المطلوبة، أو باهظة الثمن، أو مجهولة المصدر، لافتاً إلى أن الصيدلى لا يمكنه صرف النوع البديل من الدواء إلا بطلب الطبيب المعالج، لعدم المغالطة فى الجرعة المطلوبة، أو الدخول فى مضاعفات المريض فى غنى عنها، مطالباً المسئولين بسرعة التدخّل لوضع حلول حقيقية لأزمة نقص الأدوية، التى تُهدّد صحة ملايين المصريين. وشكا العديد من الأهالى فى محافظة المنيا، من وجود نقص حاد فى معظم أصناف الأدوية المحلية، وعدم توافرها، وقال محمد سرحان، نقيب صيادلة المحافظة: إن بعض الأطباء يعتمدون على البدائل، لكن هناك مخاوف من حدوث نقص فى أدوية العناية المركزة والقلب والضغط، التى لا تتوافر بدائل لها. وأكد سعيد شمعة، نقيب الصيادلة بمحافظة الدقهلية: «نعيش فى سوق غير مستقرة، وهناك العديد من النواقص فى أدوية القلب والدورة الدموية والجلطات». وقال لـ«الوطن» إن حالة عدم الاستقرار التى تشهدها سوق الأدوية، تجعل أصنافاً تختفى تماماً من السوق، ثم تظهر بكميات بسيطة، ثم تنتقل حالة عدم الاستقرار إلى أصناف أخرى، معتبراً أن السوق مثل «موج البحر»، ترتفع تارة وتنخفض تارة، وأبدى «شمعة» تعجّبه من عدم توافر المحاليل الوريدية بالكميات الكافية فى السوق الرسمية، فى حين أنها تتوافر فى «السوق السوداء»، رغم أنها من إنتاج الشركة نفسها. وشدّدت ناهد النجار، مدير إدارة الصيدلة بمديرية الصحة بالدقهلية، على استمرار الحملات لضبط السوق فى جميع الأوقات. وأضافت: «كنا نعانى فى بعض الأوقات من نقص البنسلين طويل المفعول أو المحاليل الوريدية، وجميعها الآن متوافر وبشكل كبير، ولا توجد لدينا أى نواقص». وفى القليوبية، أكد حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة، عدم وجود قوائم انتظار لمرضى الالتهاب الكبدى الوبائى «فيروس سى»، مشيراً إلى أنه يتم صرف جرعات «السوفالدى» للمرضى بشكل منتظم. وكشف على عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية بالغرف التجارية، عن نقص حاد فى أدوية الأنسولين المستورَدة من الخارج فى المستشفيات والصيدليات فى مختلف المحافظات، تمهيداً لتعطيش السوق وعودة الشركات الأجنبية العاملة فى مصر للضغط على الحكومة لتحريك سعره، مضيفاً: «تشمل أصناف: ovomix pen - Novorapid pen. - Insultard cartridge Actrapid cartridge».

وقال إن صناعة الأدوية المحلية مهددة بالانهيار، نتيجة تدمير واضح وممنهج من قِبَل الشركات الأجنبية من خلال الاستحواذ على 50% من حجم السوق المحلية، متوقعاً ارتفاع نسبة استحواذ الشركات الأجنبية عام 2020 على 80% من حجم السوق.

وأكد أن نقص الأدوية المصرية فى السوق أدى إلى عشوائية فى سوق الدواء، مما أدى إلى انتشار أدوية بير السلم، وقال: إن حجم استهلاك المصريين من الأدوية يقدر سنوياً بـ4 مليارات دولار، ورغم ذلك شركات الأدوية المحلية ليست لديها القدرة على منافسة الشركات الأجنبية لتفوق تلك الشركات فى الإمكانيات والبحوث العلمية التى تفوق الشركات المحلية، لافتاً إلى أن تكلفة اكتشاف دواء جديد تصل إلى 2 مليار جنيه ويحتاج إلى نحو 8 سنوات لاكتشافه، فعلى الدولة التدخل فى الأمر.

وفى السياق ذاته، تم رصد أن حجم السوق من الأنسولين المستورد نحو سبعة ملايين ومائتى ألف حقنة وتمثل نحو 600 مليون جنيه تقريباً. ودعا «عوف»، وزارة الصحة، إلى تحريك أسعار الدواء بنسبة لا تقل عن 50%، تحسباً لمزيد من نواقص الأدوية فى السوق المحلية، خاصة بعد زيادة سعر المحروقات.

وأكدت مصادر حكومية مطلعة أن إحدى الشركات الأجنبية العاملة فى السوق المحلية تحاول «لىّ ذراع الدولة» عبر تقليل شحناتها القادمة من الخارج من الأنسولين بهدف رفع سعره، ومن ثم حين تسأل عن دواء باسمه التجارى فإنك لن تجده متوافراً، لكن أدوية علاج مرضى السكر من الأنسولين، واحتياجاتهم من جميع الأنواع موجودة فى السوق المحلية.


مواضيع متعلقة