ناجح إبراهيم: نادم على عدم تدخلى لمنع قتل «السادات» ووقف عنف الجماعة الإسلامية

11:33 م | السبت 09 يونيو 2018

حينما طبقت فقه المراجعة على نفسى اكتشفت أننى وقعت فى أخطاء كارثية كبيرة، لم أتبينها فى شبابى بسبب حماسى واندفاعى وسيرى خلف عواطفى الثائرة التى كنت أظن أنها تستطيع، مع ثلة آخرين، هدم الكون وإعادة بنائه على طريقتنا وأسلوبنا الذى ظننا فى شبابنا أنه طريق الإسلام، والإسلام منه برىء، لأننا وقتها لم نكن نفهم الإسلام حق الفهم.

أول أخطائى الكارثية كان انضمامى للجماعة الإسلامية وقيادتى الدعوية لها، فى هذه الفترة ظننت أن الجماعات هى الطريقة الأمثل لإحياء الدعوة الإسلامية فى المجتمع، دون النظر إلى عدم مشروعيتها من جهة، وأنها ستصطدم، إن عاجلاً أو آجلاً، بالدولة أو بالمجتمع أو بكليهما، وستدخل فى صراع مع الحكومات المتعاقبة. لقد كانت هناك نقطة هامة لم أتبينها جيداً فى شبابى، وهى أنه بين الدعوة إلى الله والدعوة للجماعة والتنظيم، شعرة دقيقة لا يدركها إلا المدققون، وهذه الشعرة تتضح حينما تسأل نفسك: هل تسعد إذا التزم الذى تدعوه بالدين دون أن يدخل الجماعة أم تحزن؟ هذا هو الضابط الدقيق للتفريق بين الأمرين.

خطئى الأكبر أننى علمت بفكرة اغتيال السادات ولم أصنع شيئاً للحيلولة دون ذلك، لذلك حاولت تصحيح هذا الخطأ الكارثى بالاستقالة من الجماعة الإسلامية فى عز مجدها، وفى وقت كان الناس فيه يُقبلون عليها، وحاولت تصحيح خطئى فى حق السادات بالدفاع عنه وإنصافه فى كل مناسبة.

أرى أن تاريخنا فى العنف ومواجهة الدولة بالسلاح، كان خطأ كبيراً أتحمل جزءاً منه باعتبارى كنت قائداً فى الجماعة الإسلامية، وقد قلت أيام المبادرة إننى أتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية انحراف الجماعة الإسلامية إلى العنف، وذكر ذلك أيضاً الشيخ كرم زهدى، وقد قمنا بتصحيح هذا الخطأ عبر أول مراجعة ذاتية حقيقية تقوم بها جماعة إسلامية يستغرق تفعيلها على الأرض 5 سنوات، ويتم فيها لأول مرة، وطواعية، تسليم الجناح العسكرى لأسلحته وعتاده، فى سابقة فريدة فى التاريخ، ويتم فيها تغيير الفكر طواعية دون تدخل من أحد.

د. ناجح إبراهيم

القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية