شهر رمضان فى حضرة «أم العواجز».. الخير فى كل مكان

شهر رمضان فى حضرة «أم العواجز».. الخير فى كل مكان
- أذان المغرب
- أهل الخير
- أولياء الله
- القرآن الكريم
- الوجبات الغذائية
- آل البيت
- أجواء
- أم العواجز
- موائد الرحمن
- أذان المغرب
- أهل الخير
- أولياء الله
- القرآن الكريم
- الوجبات الغذائية
- آل البيت
- أجواء
- أم العواجز
- موائد الرحمن
دقائق قليلة وينطلق صوت أذان المغرب، مسجد السيدة زينب مكتظ بالزوار الذين جلسوا داخل المسجد، وأسندوا ظهورهم إلى الحوائط والأعمدة الرخامية الضخمة، حالة من الهدوء تُسيطر على الأجواء تحت إضاءة خافتة داخل المسجد، بعضهم يقرأ القرآن الكريم، وآخرون يقضون الدقائق الأخيرة قبل الإفطار فى ذكر الله، بينما فضّل آخرون الحصول على قسط من الراحة بالنوم أسفل المراوح هرباً من ارتفاع درجة الحرارة، الجميع فى انتظار أصحاب الخير لتوزيع وجبات الإفطار عليهم، أو الانتهاء من تجهيز موائد الرحمن.
حول مقام السيدة زينب، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجلس العشرات من مُريدى آل البيت، يلقون السلام عليها فور الدخول إلى الضريح، ويمسحون بأيديهم على الجسم الخارجى للمقام بعد تقبيله، رافعين أياديهم إلى السماء مبتهلين إلى الله. الهدوء يعم أرجاء المسجد، كسرته حركة مفاجئة عقب دخول رجل أربعينى فى يديه حقيبة قماشية خضراء مليئة بالوجبات الغذائية، وفجأة بدأ البعض فى الهرولة نحوه من أجل اللحاق بوجبة يفطرون عليها. ولتنظيم الأمر قال الرجل الأربعينى بصوت عال: «بالراحة شوية، دى وجبات خير، وهتتوزع كلها محدش يقلق، وهبتدى بالناس اللى قاعدة فى الجامع»، ذلك المشهد يتكرر مع كل مرة يدخل فيها أهل الخير إلى المسجد لتوزيع وجبات للإفطار.
{long_qoute_1}
موائد الرحمن تنتشر داخل وخارج المسجد فى محيط ميدان السيدة زينب، سواء الشوارع الرئيسية أو الفرعية، الجميع ينتظر مدفع الإفطار، حيث انتهى القائمون على الموائد من تجهيزها وتوزيع كافة الوجبات على الحضور، وكان من بين الحضور مسعد حسن، 58 عاماً، يقوم بالإشراف بنفسه على المائدة، سواء بتجهيزها أو غسل الخضراوات والفاكهة داخل مسجد السيدة زينب، وفاجأنا بوجهه البشوش قائلاً: «الأجواء هنا فى مسجد السيدة زينب ممتعة وجميلة، وبتظهر الروح الرمضانية الجميلة، والكل فرحان ومرتاح ومتجمعين فى حب الله، صايمين وكلنا بنفطر مع بعض، واحنا هنا فى مكان طاهر داخل المسجد مع أولياء الله الصالحين، والنفسية مرتاحة جداً».
وأوضح «مسعد» أنه يُقيم فى المسجد 24 ساعة خلال شهر رمضان، ويعمل لوجه الله حباً فى ثواب إفطار الصائمين دون الحصول على أى مقابل، مضيفاً: «أول ما حد بيدخل المسجد وبشوفه مش عارف لسه هياكل فين، بنده له وأخليه يشوف المائدة الأول ويتأكد من نضافة الأطباق والمعالق، وكمان لازم يكون شكل المائدة والأكل حلو، عشان يفتح نفسهم لأنه داخل معدتنا، عشان الكل فى الآخر ياكل وينبسط».
{long_qoute_2}
صمت «الرجل الخمسينى» برهة، ثم استكمل حديثه قائلاً: «الأكل بييجى من بره جاهز من أصحاب الخير، وفيه ناس تانية بتجيب فاكهة معاها، واحنا بناخدها ونغسلها كويس ونوزعها على الموجودين فى المائدة زى التفاح أو الخوخ، وده على مدار شهر رمضان كله، ونبدأ فى تجهيز المائدة مع 5 أفراد آخرين عقب انتهاء صلاة العصر بتقطيع الخضراوات من أجل السلطة، ودايماً بيبقى فيه وجبات جاهزة زيادة بتبقى على جنب علشان فيه ناس بتيجى متأخر بعد ما يصلوا المغرب».
المطاعم الشهيرة فى منطقة السيدة زينب تمتلئ عن آخرها بالأسر والعائلات، وفى الشوارع المحيطة بالمسجد يقوم بعض الشباب بتوزيع العصائر والمشروبات على كافة السائقين والركاب المارين بالمنطقة، ومن ضمن المترددين على موائد الرحمن فى الشهر الكريم بالسيدة زينب، «محمد نجيب»، 65 عاماً، بالمعاش ويعيش وحيداً منذ 5 أعوام، يأتى إلى المسجد وموائد الرحمن يومياً، وعن هذه الرحلة قال: «المكان هنا روحانى، والأكل وأصحاب الخير بيبقوا كتير عن أى مكان تانى بره، وممكن تلاقى أكتر من 6 موائد جوه المسجد بس بيفرشوا كلهم فى أرض المسجد، وبيدخلوا المسجد بشنط كبيرة فيها وجبات بيوزعوها على الناس، والسيدة زينب بتبقى قِبلة الناس البسيطة، وأنا عايش لوحدى ومابعرفش أطبخ».
«حمدى فزاع»، 46 عاماً، التقط منه طرف الحديث وتابع: «الناس هنا بتيجى قبل الفطار تسبّح وتذكر ربنا، ومابنحسش بحلاوة رمضان والشهر الكريم غير هنا، لكن الحاجة الوحشة اللى بتحصل هى الخناق بين الناس عشان يلحقوا الوجبات لحد ما وجبات كاملة تقع على الأرض، ولو استنوا كلهم هياكلوا والأكل هيكفيهم ويفيض كمان، لأن الأكل هنا كتير وأصحاب الخير أكتر».