صناع الدراما يسابقون الزمن للانتهاء من الحلقات الأخيرة

صناع الدراما يسابقون الزمن للانتهاء من الحلقات الأخيرة
- الأزمة الراهنة
- الأعمال الدرامية
- الخدمة العسكرية
- الدراما الرمضانية
- الدراما المصرية
- صناع الدراما
- دراما رمضان
- مسلسلات رمضان
- شهر رمضان
- رمضان 2018
- الأزمة الراهنة
- الأعمال الدرامية
- الخدمة العسكرية
- الدراما الرمضانية
- الدراما المصرية
- صناع الدراما
- دراما رمضان
- مسلسلات رمضان
- شهر رمضان
- رمضان 2018
دوامة مهلكة تستنزف طاقات صناع الدراما المصرية فى موسم رمضان كل عام، بسبب انغماس غالبيتهم فى استكمال تصوير أعمالهم تزامناً مع عرضها على الفضائيات، حيث يلجأون لتكثيف ساعات التصوير لتصل أحياناً إلى 18 ساعة يومياً، وهو ما يؤثر بالسلب على العاملين فى تلك المنظومة من الناحية الجسمانية والنفسية، وفى بعض الأوقات يخرج الناتج النهائى على الشاشة مليئاً بالأخطاء والثغرات.
نسبة كبيرة من مسلسلات رمضان البالغ عددها 29، يتزامن تصويرها مع عرضها على الشاشات، فهناك مجموعة من الأعمال تم الانتهاء من تصويرها بعد النصف الأول من الشهر الفضيل، منها «أيوب» و«فوق السحاب» و«عوالم خفية» و«نسر الصعيد»، بخلاف أعمال أخرى يستمر تصويرها فى الثلث الأخير، منها «الرحلة» و«ليالى أوجينى» و«بالحجم العائلى» و«رحيم» و«كلبش 2».
{long_qoute_1}
«الوطن» تحدثت مع عدد من صناع الدراما، حول الإشكالية التى تواجههم مع حلول موسم رمضان، للإجابة عن التساؤل المهم: لماذا لا يتم الإعداد للأعمال الدرامية قبل موعد عرضها بوقت كاف؟
صبرى السماك، المتحدث الرسمى باسم رابطة المنتجين الفنيين، كشف عن أسباب تأخير البدء فى تصوير الأعمال الدرامية المشاركة فى رمضان من وجهة نظره، قائلاً: «عندما تتعاقد قناة على مسلسل وتدفع جزءاً من ثمنها، يبدأ المنتج فى تصوير العمل ويتحول فى بعض الأحيان إلى سمسار وليس منتجاً يخاطر فى السوق»، وتابع: «أما القنوات فقرارها دائماً يكون متأخراً، حتى تجبر المنتجين على البيع بالأسعار التى تناسبها، إذ تعتمد على استغلال خوف المنتج من خسارة الأموال التى دفعها فى التعاقدات، وبالتالى لا يكون أمامه خيارات بديلة، وتتقلص المدة من 7 أشهر إلى 5 حتى نجد أمامنا 90 يوماً، يجب أن ننتهى فيها من تصوير الأعمال، وهذه معادلة صعبة ومعقدة، حيث يجد صناع الدراما أنفسهم مضطرين إلى العمل بوحدة ثانية، إلى جانب تكثيف ساعات التصوير والعمل فى رمضان»، وأكمل: «فى بعض الأوقات نعمل حتى صباح عيد الفطر، ولا يمكن صناعة فن فى تلك الظروف، فغياب التركيز بسبب الإرهاق يؤدى إلى أخطاء جسيمة فى العمل الفنى، والضغط البدنى يؤثر على موهبة الفنان أيضاً، ويكون الأمر أشبه بالعمل بنظام السخرة».
{long_qoute_2}
«السماك» لفت إلى أن أزمة تكثيف ساعات التصوير وضغط العمل فى موسم رمضان، تواجه أغلب منتجى الدراما، مضيفاً: «نستثنى من ذلك المنتجين الحقيقيين مثل جمال العدل وريمون مقار، فهما يخاطران بأموالهما ويصوران أعمالهما أولاً ثم يقومان ببيعها بعد ذلك، وأحياناً يحدث التأخير بسبب أشياء لا علاقة لها بالمنتج، منها سفر النجوم أو ارتباطهم بأعمال أخرى، أو تأخر كتابة الحلقات، أو التصوير بين عدد كبير من الدول وغيرها من الأسباب، ولكن هناك حالات استثنائية لعباقرة ينتهون من أعمالهم قبل رمضان، مثل مسلسل (لدينا أقوال أخرى) للمخرج محمد على».
وباعتباره المنتج الفنى لمسلسل «نسر الصعيد»، أوضح «السماك» أن سبب استمرار تصوير مشاهد العمل حتى الآن، يعود إلى انشغال الفنان محمد رمضان بقضاء فترة الخدمة العسكرية».
ومن جانبه، قال المخرج حسام على إن صناع الدراما فى حاجة إلى وقفة حقيقية تغير أوضاعهم وتحترم إنسانيتهم على حد قوله، متابعاً: «نحن كمصريين نقوم بالمطلوب منا فى اللحظات الأخيرة، وبخلاف ذلك هناك عدد آخر من الأسباب وراء تلك الأزمة، منها عدم وجود عدد كاف من الحلقات حتى يبدأ المخرج التصوير بطمأنينة، بالإضافة إلى أن القنوات لا تحدد المسلسلات التى ستقوم بشرائها فى وقت مبكر، ما يؤدى إلى حالة من الارتباك لدى المنتجين»، وأضاف: «عندما تتضح الرؤية يكون الوقت قد تأخر بالنسبة للتصوير، وندفع نحن فاتورة التأخير، ولا يكون أمامنا سوى أن (نسلق) العمل فيؤثر ذلك على جودة المسلسل، أو البديل أن نتحامل على أنفسنا على حساب صحتنا، ففى بعض الأوقات تصل مدة التصوير إلى 24 ساعة عمل متواصلة، وهو ما يعد انتحاراً»، وتابع: «أثناء التصوير تعرضت لوعكة صحيحة وتم احتجازى فى المستشفى 10 أيام، وهناك المخرج المنفذ الراحل روبير طلعت، فقد يكون التصوير ليس السبب فى وفاته، ولكن كم الإجهاد الذى يتعرض له العاملون فى تلك الصناعة يدفعهم إلى الموت تدريجياً، نحن فى حاجة إلى وضع قيود وشروط لمواعيد وفترات التصوير حتى نستطيع تأدية مهنتنا بشكل آدمى، فهناك مخرجون مثل أحمد خالد موسى وعمرو سلامة، 80% من مسلسلاتهم تم تصويرها فى الصحراء رغم الصيام وارتفاع درجات الحرارة».
ورغم عدم مشاركته فى سباق الدراما الرمضانية الحالى، قال المخرج تامر محسن إن سبب قراره بتقديم مسلسل كل عامين يعود إلى منظومة الإنتاج الدرامى، موضحاً: «غيابى هذا العام هو محاولة للحفاظ على جزء من صحتى، فكرة وجود المشاركة فى السباق الرمضانى تجعلنى أفكر أكثر من مرة، فالفن ليس له علاقة بتلك الظروف التى نعمل خلالها»، وأضاف: «نحن لا نقدم فناً، لأننا نسابق الوقت دائماً، وأصدقائى الذين يعملون حالياً لا ينامون، ويصورون فى ظروف صعبة جداً تجعلهم يعيشون تحت ضغوط عصبية، وهذه الظروف تزداد صعوبة عاماً بعد آخر»، وأشار إلى أن الأزمة الراهنة تتخطى الفنانين وشركات الإنتاج، قائلاً: «المنتجون ليسوا كسالى ولكنهم ينتظرون قرار الشراء من القنوات، التى تنتظر هى الأخرى تحديد ميزانيتها وفقاً لعروض المعلنين وحالة الرواج الاقتصادى، وهو الأمر الذى يحدده الوكيل الإعلانى بالعودة إلى أصحاب الشركات والمصانع».