الأردن.. وترتيبات ما بعد الحرب السورية
- إجراءات تنفيذية
- إسقاط طائرة
- إطلاق نار
- إعادة فتح
- اتفاقية التجارة
- اتفاقية السلام
- الأزمة الاقتصادية
- الأماكن المقدسة
- الأمير على
- الإخوان المسلمين
- إجراءات تنفيذية
- إسقاط طائرة
- إطلاق نار
- إعادة فتح
- اتفاقية التجارة
- اتفاقية السلام
- الأزمة الاقتصادية
- الأماكن المقدسة
- الأمير على
- الإخوان المسلمين
الأردن كان محوراً للتنسيق بين الجيوش المحاربة فى سوريا «غرفة الموك»، كانت حدوده ممرات لدفع المقاتلين بعد تدريبهم، وكثيراً ما تحولت إلى خطوط إطلاق نار.. شارك مباشرة فى الحرب، ورجاله تحمّلوا ما لم يتحمله مقاتلو الخليج، عملية إسقاط طائرة «الكساسبة»، وظروف إحراقه، لم تتكشّف أسرارها بعد.. ببدء مراحل تسوية المشكلة تراجعت الأهمية الاستراتيجية للأردن، فتوقف الدعم الخليجى الذى لا غنى عنه لدولة نشأت على المساعدات لضعف مواردها، وتحمّلت أعباء 1.5 مليون لاجئ سورى، بخلاف الفلسطينيين، أمريكا وعدت بدعم سنوى 1.5 مليار دولار لمدة خمس سنوات، لكنها لم تترجمه لإجراءات تنفيذية، فقد تغيّرت معايير اهتمامها فى عهد «ترامب»، وأضحت لا تعطى أولوية «مرحلية» إلا لمن تستطيع ابتزاز أموالهم.
اضطرابات الخبز نشبت بعد أسبوع من انسحاب الأردن من اتفاقية التجارة مع تركيا، مما أدّى إلى توجيه أصابع الاتهام إليها.. والحقيقة أن الأردن اتجه للتعاون مع تركيا نتيجة توقف المساعدات العربية، وتراجع صادراته للعراق بسبب ظروفه الاقتصادية، إضافة إلى نقص كميات النفط العراقى الرخيص المصدّرة له نتيجة سيطرة «داعش» والأكراد على مناطق إنتاجه.. وقّع اتفاقية التجارة مع تركيا، لكنّه فوجئ بإغراق البضائع التركية لأسواقه، وحدوث خلل جسيم فى الميزان التجارى، الصادرات الأردنية لتركيا بلغت 90 مليون دولار 2017، مقابل واردات تركية بـ800 مليون، الأردن طلب تعديل الاتفاق، ماطلت تركيا فقام بإلغائها مارس 2018، قطاع التجارة اعترض، لأنه المستفيد من هامش ربح كبير تحقّقه البضائع التركية، وغضب المستهلكون، لاعتمادهم عليها لرُخص ثمنها، والإخوان تحفّزوا، لأنهم اعتبروا إلغاء الاتفاق ضد «أردوغان» وتركيا، وإرضاءً للخليج.. إذاً إلغاء الاتفاق كان فعلاً من مبررات الاحتقان.
الدعم السعودى بلغ 1.5 مليار دولار 2011، تراجع إلى 474.3 مليون 2015، وتقلص إلى 165 مليوناً 2017.. عملية تكسير عظام واضحة.. الأسباب السياسية للموقف السعودى متعددة؛ «ديفيد إغناتيوس» رصد فى «واشنطن بوست» ثلاثة منها؛ أولها رفض الأردن إرسال قوات برية إلى اليمن، ثانيها تحفّظه على حصار قطر، بسبب ما سببه من صعوبات لـ50.000 أردنى يعملون بالدوحة، ثالثها رفضه المشاركة فى الحملة على الإخوان المسلمين.. «المملكة» أوقفت مساعداتها المالية للأردن، ورفضت إحاطته بمشروع «نيوم»، رغم ملاصقته لأراضيه، لكن الأردن تمسّك بعدم تصعيد الأزمة، حرصاً على مصالح 500.000 أردنى يعملون بالمملكة.. التغير الذى طرأ على الموقف الأردنى من المشكلة السورية، سبّب إزعاجاً لدول الخليج وأمريكا وإسرائيل، فهو لم ينسق لقطع العلاقات مع إيران، ارتبط بعلاقات وثيقة مع حكومة نورى المالكى القريبة من إيران بالعراق، واتّفق معها على مد خط أنابيب لضخ البترول العراقى لميناء العقبة، لتوفير احتياجاته بأسعار تفضيلية، رحّب بالتدخّل الروسى فى سوريا، والملك زار «موسكو»، والتقى «بوتين» منتصف فبراير 2018، بارك الهدنة فى جنوب سوريا، وأقر ببقاء «بشار» على رأس السلطة؛ عاطف الطراونة رئيس البرلمان، أجرى اتصالات مع دمشق وإيران، وكشف عن وجود تنسيق أمنى لضبط الحدود المشتركة مع سوريا، ومحاولة إعادة فتح معبر نصيب، وأكد تأييده لعودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية.
قطر لعبت دوراً فى تأزيم العلاقات بين الأردن والخليج، «الدوحة» تستوعب ثلث صادرات الأردن من الماشية، وتحصل منه على 11% من وارداتها من الغذاء والخضر والفاكهة، إغلاق السعودية حدودها البرية أدى إلى تراجع الصادرات الأردنية، من 600 طن/ يوم إلى 90 طناً، ومنع دخول 85 شاحنة خضر وفواكه، وعشر شاحنات ماشية حيّة كانت متجهة إلى قطر.. مما يفسّر إعادة الأردن تطبيع علاقاته مع قطر بعد شهور من تخفيض شكلى بسبب أزمة الخليج.. الإعلام القطرى لعب دوراً خبيثاً، بترويج شائعة تفسر إحالة الملك ثلاثة من الأمراء إلى التقاعد من مناصبهم العسكرية الرفيعة بالجيش بأنه نتيجة اتصالاتهم بالسعودية والإمارات!!، الأول شقيقه الأمير على قائد الحرس الملكى!، والثانى شقيقه الأمير فيصل قائد سلاح الطيران ومساعد رئيس الأركان!، والثالث ابن عمه الأمير طلال خريج سان هيرست.. ولم تتوقف المزايدات القطرية؛ وزير الخارجية حث الدول العربية على دعم استقرار الأردن، ورئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم عبّر عن مخاوفه من أن تكون الاضطرابات من تدبير «دول قريبة» لإجباره على قبول «صفقة القرن».
قرار «ترامب» باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، طعن قيمة ومهابة الدولة الهاشمية المسئولة عن القدس فى مقتل، الأردن فرض وصايته على القدس منذ 1922، بتأسيس المجلس الإسلامى الأعلى، وقيامه بترميم قبة الصخرة، اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية 1994 أقرت بوصاية الأردن، حرّاس الأماكن المقدسة أردنيون، يتقاضون رواتبهم من وزارة الأوقاف الأردنية.. غالبية سكان الأردن من الفلسطينيين المتجنسين أو اللاجئين، لذلك خرجوا للشارع احتجاجاً.. الملك بحث الأزمة مع «تميم» تليفونياً، وتوجه إلى أنقرة للتنسيق مع «أردوغان»، الذى عارض القرار الأمريكى، وشارك فى القمة الإسلامية، واحتل المقعد الملاصق لـ«أردوغان» بالصف الأول، رغم مقاطعة السعودية والإمارات.. خلال اضطرابات الخبز «فبراير 2018»، أكد الملك أن قطع المساعدات الدولية عن الأردن يرتبط بموقفه المدافع عن القدس.. ممدوح العبادى نائب رئيس الوزراء السابق أكد أن الأردن يتعرّض لضغوط ترتبط بمواقف «متشدّدة» من دول خليجية، لإرغامه على القبول بـ«صفقة القرن».. و«إغناتيوس» أشار إلى موافقة سعودية ضمنية على «الصفقة» مقابل رفض أردنى.. إذاً الأردن يتعرّض لضغوط تستهدف تطويعه لقبول تسوية المشكلة الفلسطينية، على حسابه، بحكم تراجع أهميته بعد انتهاء الحرب السورية.. وإغلاق العملية «سيناء 2018» لأى أطماع فى شبه الجزيرة.
الأزمة الاقتصادية اضطرت الأردن للجوء إلى صندوق النقد الدولى، روشتة الصندوق يستكمل تنفيذها وفق البرنامج الموضوع منتصف 2019، لكن هل يصمد النظام حتى ذلك التاريخ؟!.. الشارع الأردنى فى حالة احتقان، مظاهرات التنديد بقرار «ترامب» بشأن القدس ديسمبر 2017 كانت البداية، القوى المحركة للشارع شعرت بقدرتها على التجمع والخروج، تصاعدت الأمور، فتحركوا احتجاجاً على رفع أسعار الخبز والوقود فبراير 2018، وجدوا صدى كبيراً، شجّعهم على الخروج الجماعى مدعومين بمواقف التنظيمات النقابية المهنية، تصاعد مدروس ومنظم، أبعد ما يكون عن العفوية.. زيارة الملك غير المخططة مسبقاً إلى مصر، أكدت أنه ينشد المشورة، من الدولة الوحيدة التى ثبت أنها لا تسعى فى تعاملاتها العربية لمصلحة ذاتية، لكن نرجو ألا يكون قد جاء متأخراً.