«الأكل البايت».. حيلة ربات البيوت لمواجهة الأسعار

كتب: محمد غالب

«الأكل البايت».. حيلة ربات البيوت لمواجهة الأسعار

«الأكل البايت».. حيلة ربات البيوت لمواجهة الأسعار

زمن أصناف الأكل والولائم ولى، وسياسة الاستغناء عن الأكل البايت انتهت، فلا صوت يعلو اليوم على الأزمة الاقتصادية، التى دفعت كثيراً من ربات البيوت للاستفادة من الأكل لآخر لقمة.

بعد تقليل كميات الأكل ليسد جوع عدد الملتفين حول السفرة فقط، اتخذ تامر المصرى، مهندس كمبيوتر، قراراً وألزم به أسرته المكونة من زوجة و٥ أبناء: «منع الاستغناء عن الطعام الفائض بعد اليوم».

«هنعمل زى أيام زمان، لما كانت أمى تجيب الرز وبعد ما يستوى تحط البايت فوق الصابح وتغطيه، كنت بقولها يا أمى عايز آكل شوية من الجديد، تقولى كل من اللى موجود على الوش الأول».

القاعدة التى كانت تطبقها والدة «تامر» وهو صغير، هى نفسها التى يسير عليها اليوم، رغماً عنه، فبعد ارتفاع أسعار السلع كان لزاماً عليه تعلم التوفير وزرعه فى أولاده: «لو فاض أكل نسيبه ونسخنه وناكله تانى يوم، مفيش أكل بيترمى دلوقت»، تطهو زوجة «تامر» نصف كمية الأرز التى كانت تطهوها من قبل على الفطار، وتعويض ذلك بوضع خبز على السفرة: «حتى العيش اللى بيفيض بشيله فى الفريزر، وبناكله تانى يوم».

زيارة جابر زغلول وزوجته ميرفت محمد لأحد أسواق منطقة فيصل، لم تعد كسابق عهدها، حيث قررا التدقيق فى المشتريات، وشراء الخضراوات والفاكهة على القد: «بنجيب اللى محتاجينه بالظبط، والفايض نشيله فى التلاجة، وناكله تانى يوم، وللأمانة طعمه بيبقى أقل جودة، لكن مش مشكلة».

تعلمت «ميرفت» مؤخراً، الطهى وفقاً لعدد الأفراد، على عكس أدائها فى السنوات الماضية: «خلاص مفيش رفاهية إننا نرمى أكل بايت».

أسرة محمد عامر، استورجى، تتكون من زوجته مروة محمد، و٣ بنات، واحدة فى ثانوى، وأخرى فى إعدادى، والكبيرة فى الجامعة، ومع ارتفاع الأسعار، ورغبته فى الوفاء بالتزامات أسرته، اضطر إلى تقليل نفقات الأكل: «بنشترى على قدنا، علشان مفيش حاجة تفيض، وخلاص معدش فيه أكل بيبات، الغلاء علمنا نعمل على القد».

أما نصيحة «أم عمر» للسيدات اللاتى كانت على مقربة منهن فى أحد الأسواق، فكانت: «حاولوا تطبخوا على القد وما يفضش حاجة من الأكل، وكل ست وشطارتها».

تضع «أم عمر» فائض الأكل فى الثلاجة، ليأكله أفراد أسرتها فى اليوم التالى: «الغلا علمنى التوفير. زمان أهالينا كانوا بيطبخوا على القد، وماكنش فيه تلاجات ولا حاجة».


مواضيع متعلقة