جولة فى المحافظات| أسيوط.. حارسة الجنوب

كتب: محمد أبوضيف وسعاد أحمد

جولة فى المحافظات| أسيوط.. حارسة الجنوب

جولة فى المحافظات| أسيوط.. حارسة الجنوب

تتوارى الشمس خلف الجبل فى المغيب، وكأنها فتاة جنوبية، ترتدى الحبرة السوداء التى لا تظهر من وجهها سوى عينيها.. رويداً رويداً تتدلى الشمس ولا يبقى منها سوى خيوط تتسلل نحو أعواد القمح، وجوه سمراء لوحتها شمس الظهيرة، وجبين يتصبب عرقاً وأيادٍ مملوءة بالشقوق، وأرض سوداء تنبع بالخير، هنا بوابة الجنوب ومفتاح الصعيد، هنا أسيوط.

بعد 370 كيلومتراً يقطعها القطار من القاهرة نحو المحافظة الصعيدية تظهر ملامح أسيوط من النافذة كما وصفها صلاح جاهين:

«النخل فى العالى والنيل ماشى طوالى

معكوسة فيه الصور‏.. مقلوبة وانا مالى

يا ولاد أنا ف حالى زى النقش فى العواميد».

فى البدء كانت «سا وت» وكانت تعنى بالهيروغليفية «حارس الجنوب»، هى جزء من طيبة عاصمة مصر حينها وبوابة مصر الجنوبية، ومنها تشكلت كلمة حارس فى اللغة القبطية، ولكن كانت تنطق «سيوط»، وحين جاء العرب وضعوا همزة قطع، لتكون أسيوط، فيها بداية طريق درب الأربعين، الذى يصل بين مصر والسودان، ما صنع منها أهم محطة تجارية عبر العصور.

فى أسيوط تعلو المئذنة بجانب الصليب، هنا الكثير من الجوامع التاريخية والأضرحة الصوفية، وهنا سارت السيدة العذراء ويوسف النجار فى نهاية رحلة العائلة المقدسة، وفى ليلها تنتشر الحضرات الصوفية فى ربوع القرى، تنشد فى مدح آخر الرسل، هنا الأديرة والكنائس الأثرية، وأراضٍ مترامية الأطراف، وحرف وصناعات تحفظ تراث الريف الصعيدى، هنا فتيات كسروا الطوق والإسورة من أجل الإبداع، ومكفوفين تحدوا الظلام على المسرح بـ«النور».

 


مواضيع متعلقة