رمضان في البلدان| الأهواز.. "احتلال" واعتقال كل من يصلي التراويح

كتب: ميسر ياسين

رمضان في البلدان| الأهواز.. "احتلال" واعتقال كل من يصلي التراويح

رمضان في البلدان| الأهواز.. "احتلال" واعتقال كل من يصلي التراويح

8 ملايين نسمة هم سكان منطقة الأهواز في إيران، يعيشون في هذه البقعة، تحت ما يصفونه بالاحتلال الفارسي الإيراني لبلادهم في عام 1925، هم قبائل عربية أصيلة تناضل من أجل الاستقلال وتقرير المصير، ولجم الأطماع الإيرانية في المنطقة، يمر عليهم شهر رمضان وسط معاناتهم، وتردي الأوضاع هناك بسبب قمع النظام الإيراني لكل محاولاتهم لنيل الحرية. قبل بداية شهر رمضان بأيام يزدحم المواطنون هناك أمام محال المواد الغذائية، ليشتروا لوازم هذا الشهر من تمر وطحين، فيما يعرف بـ"الكيل"، ومن العادات الموروثة هناك قبل بداية رمضان أن يصوم المواطنون ثلاثة أيام أو يومًا واحدًا في أواخر شعبان استعدادًا للشهر الكريم فيما يعرف باسم "التسابيك"، بحسب ما يروي محمد عيسى، أحد سكان مدينة الأهواز. على مائدة الإفطار، وبعد سماع الآذان يبدأ الصائمون بتناول الإفطار أولًا بشرب ماء ساخن يسمى "كنداق"، وقليل من الشوربة أو التمر، ومن عادات الصائمين هناك أن اللحوم والوجبات الثقيلة لا تؤكل على الإفطار وإنما تُترك للسحور، فهم يتناولون فطورًا خفيفًا ويجعلون في السحور الوجبة الأساسية، كما أن الأسماك والهريسة لا تؤكل إلا قليلًا لأنها تسبب العطش الشديد كما يقول عيسى في حديثه لـ"الوطن". العديد من المشكلات يواجهها سكان الأهواز في بلادهم بسبب ما يسمونه بـ"الاحتلال الإيراني" لهم، ففي العادة تمنع السلطات الإيرانية الليالي الشعرية والتجمعات الكبيرة خوفًا من تحولها إلى احتجاجات تطرح مطالب الشعب، كما تمنع أيضًا صلاة العيد لأهل السنة، وهم غالبية سكان الأهواز، كما أن الدولة لا تقر عطلة رسمية إلا يومًا واحدًا بينما العطلة الرسمية لعيد "النوروز الفارسي" تكون 13 يومًا، وتسمى عيد الفطر والأضحى بعيد العرب، كما يوضح عيسى. ناهي الساعدي، أحد سكان مدينة الأهواز وعضو حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، يتحدث لـ"الوطن" عن العادات في شهر رمضان، فهو كباقي البلدان العربية والإسلامية حيث تمتلئ المساجد بالمصلين والصيام وعند موعد الإفطار تجتمع أغلب أفراد العوائل الأهوازية في عادة من عادات هذا الشهر المبارك لتناول الفطور كما وتتكاثر الدعوات العزائم لتناول الفطور بين الأفراد، وبعد الفطور تقام صفوف قراءة القرآن الكريم وتعليمه إما في البيوت أو في المساجد. في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة التسنن أو ترك المذهب الشيعي بين الشباب لاسيما المهتمين لقضيتهم العربية، بحسب الساعدي، فبعض الشباب هناك يقومون بصلاة التراويح وهي صلاة خاصة بعقيدة أهل السنة، فالشيعة لا يصلون التراويح، لذلك يقوم النظام باعتقال شباب السنة ممن يؤدون هذه الصلاة، رغم أنهم يقيمونها في بيوت خاصة بعيدة عن المساجد التي تسيطر عليها الحكومة، كما حدث في الأعوام الماضية، في كثير من المدن الأهوازية مثل العاصمة الأهواز والمحمرة.

 


مواضيع متعلقة