من القرآن| أم سلمة.. سبب ذكر النساء في كتاب الله

من القرآن| أم سلمة.. سبب ذكر النساء في كتاب الله
- من القرآن
- القرآن الكريم
- سورة الأحزاب
- الرسول محمد
- أم المؤمنين
- رمضان 2018
- شهر رمضان
- من القرآن
- القرآن الكريم
- سورة الأحزاب
- الرسول محمد
- أم المؤمنين
- رمضان 2018
- شهر رمضان
من بين العديد من النساء في تلك الحقبة الزمنية، وصفت بـ"الجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب"، فإشارتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم "يوم الحديبية" تدل على وفور عقلها وصواب رأيها، وفقا لما جاء في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة"، لابن حجر العسقلاني، في حديثه عن السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية، التي تعتبر من أمهات المؤمنين ومن السابقين إلى الإسلام، هاجرت مع زوجها أبي سلمة رضي الله عنهما إلى الحبشة.
قيل إنها أول امرأة هاجرت إلى المدينة، وأورد موقع دار الإفتاء تفاصيل واقعة هجرتها قائلا: "كان رجال بنو المغيرة قد فرقوا بينها وبين زوجها وابنها؛ حيث أخذه بنو عبد الأسد، وحبسوها حتى رق لها واحد من بني عمومتها بعد حوالي عام، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها، فقالوا لها: الحقي بزوجك إن شئت، ورد بنو عبد الأسد عند ذلك عليها ابنها، فرحلت مع ابنها على بعير حتى وصلت إلى (التنعيم)، فلقيها عثمان بن طلحة وعرف أن ليس معها أحد، فأوصلها إلى حيث يقيم زوجها، وكانت تقول: ما أعلم أهل بيت أصابهم في الإسلام ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبا قطّ كان أكرم من عثمان بن طلحة".
كانت أم سلمة، التي تزوجها الرسول في العام الرابع من الهجرة، سببا في نزول آية عظيمة بالقرآن الكريم؛ ففي كتاب "السيرة النبوية" لعبد الملك بن هشام، أنه عن "عبد الرحمن بن شيبة، قال: سمعت أم سلمة زوج النبي، تقول: قلت للنبي يا رسول الله، ما لنا لا نُذكر في القرآن كما يُذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني ذات يوم ظهرا إلا نداؤه على المنبر وأنا أسرح رأسي، فلففت شعرِي، ثم خرجتُ إلى حجرة من حجرهن، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول على المنبر: «يا أيها الناس، إن الله يقول في كتابه: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾" [الأحزاب: 35].
وفي كتابه، قال ابن حجر: "بعد توقيع الصلح بين الرسول والمشركين، وكان في نفوس الصحابة شيء منه بسبب عودتهم من مكة دون فتح، قام رسول الله، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْحَرُوا وَاحْلِقُوا» فما قام أحدٌ، ثم عاد بمثلها، فما قام رجلٌ، حتى عاد بمثلها، فما قام رجلٌ، فرجع رسول الله فدخل على أم سلمة، فقال: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا شَأْنُ النَّاسِ؟» قالت: يا رسول الله، قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلِّمنَّ منهم إنسانًا، واعمِدْ إلى هَدْيِك حيث كان فانحره، واحلق، فلو قد فعلتَ ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكلِّم أحدًا حتى أتى هديَه فنحرَه، ثم جلس، فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون، حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق، فنزلت سورة الفتح". رواه أحمد.
وعن عمر بن أبي سلمة، ربيب النبي، قال: "لما نزلت هذه الآية على النبي: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، في بيت أم سلمة، فدعا فاطمةَ وحسنًا وحُسيْنًا فجلَّلَهم كساءً، وعليٌّ خلف ظهره فجلَّله بكساءٍ، ثم قال: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا»، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: «أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ، وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ»"، رواه الترمذي.
وورد أنها صاحبت النبي في عدد من الغزوات، وأنه بعد وفاة الرسول أخذ الصحابة يسألونها عن الأحاديث النبوية، حيث روت 378 حديثا، بحسب تقدير بقي بن مخلد منها 13 حديثا متفق عليه، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر، كما أورد لها الذهبي في مسنده 380 حديثا.