من القرآن| "أم موسى".. مثال الصبر واليقين بالله

كتب: سمر صالح

من القرآن| "أم موسى".. مثال الصبر واليقين بالله

من القرآن| "أم موسى".. مثال الصبر واليقين بالله

صاحبة نفس زكية وقلب صبور، لم يذكر القرآن اسمها صراحةً، ولم يَرد كذلك في السنة النبوية المطهَّرة، واختلف العلماء في تحديد اسمها، فقيل "محيانة بنت يصهر بن لاوي"، وقيل "يوخابذ بنت لاوي بن يعقوب"، وقيل "يارخا"، وقيل "يارخت"، وغير ذلك، وكانت مثلًا صادقًا لكل امرأة تستلهم رشدها من ربها عز وجل، وتتلقى منه الأوامر والنواهي بالقبول والطاعة، وتتسم بالثقة فيه وحسن التوكل عليه.

وُلِدَت أم سيدنا موسى عليه السلام وعاشت في مصر، من أسرة عريقة المنبت، مؤمنة صالحة، تزوَّجت عمران بن قاهت بن لاوي بن سيدنا يعقوب عليه السلام، حسبما أفاد الموقع الرسمي لـ"دار الإفتاء".

عندما ولدت ابنها موسى عليه السلام، كان فرعون مصر يأمر بقتل كل مولود ذكر في بني إسرائيل، خوفًا على ملك مصر، وخشيت أن يعلم جنود فرعون بمولد ابنها، فيأخذوه منها، ويقتلوه كما فعلوا مع كثير من الأطفال، فأوحى لها ربها بأن تلقيه في صندوق في النهر وسيعود إليها مرة أخرى.

هنا تجسدت الحكمة الإلهية، حيث ألهمها الله تعالى أن تلقي بالرضيع في النيل، وترسل على الشاطئ أخته لتتعقبه وتعرف طريقه، وظلت أخت موسى تتعقب أثر أخيها، حتى رأت امرأة فرعون، وهي تأمر الخدم في قصرها بأن يأتوا بالصندوق العائم في النهر، وعندما عرفت أن طفلاً فيه، طلبت رؤيته ثم طلبت من زوجها فرعون أن يتبنيا الطفل ليكون ابنًا لهما.

في سورة "طه" ورد ذكر أم سيدنا موسى عليه السلام وأخته في قوله تعالى: "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى* أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى" (طه : 37 - 40).

وتُعد قصة سيدنا موسى عليه السلام من أكثر قصص القرآن ذِكْرًا، فقد ذُكِرَت بجميع حوادثها وتفصيلاتها منذ مولده، بل قبل مولده.

وذكرت الآيات السابقة ما اتَّصفت به أم موسى عليه السلام، فقد ضربت لنا مثلًا في الامتثال لأمر الله عز وجل ويقينًا بوعده سبحانه.

وبيَّنت أيضًا الآياتُ موقفَ أخت موسى عليه السلام، حيث ضربت مثلًا للبنت المطيعة لأمها وللأخت الفاضلة المحبة لأخيها، وكان لها الأثر الكبير في نجاة سيدنا موسى عليه السلام، وهي تقص أثر أخيها وتتحدث مع آل فرعون في ثبات وحكمة، لتعرض عليهم مرضعة للطفل الصغير، وهي أمه، وكرَّمهما الله عز وجل لما قامت به وأنزل في شأنهما قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة.


مواضيع متعلقة