حكاية "زقرد".. المهنة "صانع مفاتيح" والهواية "مخلّص أطراف من البتر"

كتب: صالح رمضان

حكاية "زقرد".. المهنة "صانع مفاتيح" والهواية "مخلّص أطراف من البتر"

حكاية "زقرد".. المهنة "صانع مفاتيح" والهواية "مخلّص أطراف من البتر"

تستعين مستشفى طوارئ المنصورة الجامعي، بصاحب محل تصنيع مفاتيح بين الحين والآخر، لتخليص مصابين من أجسام معدنية عالقة بأجسادهم، والذي استطاع بخبرته أن ينقذ مصابين من قرار بتر العضو العالق، ليبدأ الأطباء بعدها في عمليات جراحية لإعادة العضو كما كان.

يقول المهندس رامي الزقرد، صاحب محل مفاتيح: "الدكتور يكون في مجاله، وعندما تحضر له حالة مصاب انزلقت يده في مفرمة لحوم مثلا يقف عاجزًا أمام الماكينة، وكيفية تخليصها من يد المصاب، ولولا تدخلي لكان قرار الطبيب البتر ليكمل بعدها المريض بعاهة مستديمة، وتدخلي لمعالجة الأمر بالبداية لأني أعرف ما داخل كل ماكينة، وأعرف كيفية تفكيك أجزائها، لآن أي حركة إضافية لها يمكن أن تسبب عجزًا للمصاب، وهذه مسئوليتي أن أحافظ على كل جزء في المصاب".

ويضيف الزقرد لـ"الوطن": "من الصعب أن تري يد شاب داخل ماكينة فرم لحوم وأجزاء من أصابع يده خرجت منها (لحمة مفرومة) وباقي يده داخلها، لكن أنا أعتبر أن هذا الشخص هو ابني، وأتعامل مع كل حالة حسب ظروفها، ويكون الطاقم الطبي واقف من خلفي مستعد لإجراء جراحة عاجلة لإنقاذ ما تبقي من اليد حتى لا يحدث لها بتر، ويمكن أن تكون الأصابع قد بترت بالفعل، ولكن المحافظة علي الكف يكون أفضل للمصاب.

ويشير الزقرد إلى أن "أصعب الحالات كانت لطفلة عمرها 6 سنوات، واتحشرت يدها في ماكينة فرم، ولم أتحمل منظرها، ولكن تخيلت أنها ابنتي، وكان أهم شيء عندي استخلاص يدها بأقل خسائر، واستخدمت التبريد مع تقطيع الماكينة حتى خلصت يدها، وتعامل بعدها الأطباء وتأكدت أنهم تمكنوا من علاجها، وبعدها أنقذت يد فتاة من ماكينة خبز، وبعد أقل من أسبوع جاءت فتاة وفي يدها مفرمة لحوم، وكانت مبهدلة، ولكن بالصبر وإتقان التقطيع حافظنا على يدها وخرجت سليمة".

ويؤكد الزقرد أنه لا يتقاضى أي أجر على عمله في مساعدة الأطباء، قائلًا: "هذا واجبي، وأكون مبسوط، وتمكنت حتى الآن من إخراج أيادي 3 أشخاص من مفرمة، أما استخلاص (الدبل) الحديد من أيدي المصابين فهذا شيء متكرر، ويمكن أن ترسل المستشفى المصاب لي المحل، لأقطع له الدبلة، وكل هذا يكون بإشراف الدكتور سمير عطية مدير المستشفى، والأطباء".

يشار إلى أن مستشفى طوارئ المنصورة الجامعي، أعلن، أمس، وصول الشاب "ا.ج.ا"، 20 سنة من قرية "ميت عنتر" التابعة لمركز طلخا، يعاني من أثر انزلاق يده داخل مفرمة للحوم في أحد محلات الجزارة بطلخا، وتدخل أطباء الطوارئ، والعظام، والجراحة العامة، والأوعية الدموية وفريق التمريض، والمهندس رامي الزقرد، الذي حضر للمستشفى وتدخل لفك الماكينة ومساعدة الأطباء وفريق العمل لإخراج اليد من الماكينة، وهذا بعد أسبوع من إخراج يد فتاة من "مفرمة لحوم" بعد أن استعانوا بالمهندس رامي الذي استخدم صاروخًا كهربائيًا، لتفكيكها وإخراج اليد منها سليمة.

 


مواضيع متعلقة