«ليالى أوجينى» يعيد «روايح» الزمن الجميل: من أنتم؟!

كتب: جهاد مرسى

«ليالى أوجينى» يعيد «روايح» الزمن الجميل: من أنتم؟!

«ليالى أوجينى» يعيد «روايح» الزمن الجميل: من أنتم؟!

بين قبح وصخب وعشوائية منتشرة حولنا، طلت علينا كلوحة فنية مكتملة الأركان، تمنح متأملها راحة نفسية وهدوءاً داخلياً، وتثرى ذوقه الفنى، كما تستدعى مشاهد من الماضى يحن إليها من عاصرها، وينفعل بها من يتعرّف عليها للمرة الأولى.. هكذا يكون المشاهدون على موعد يومياً مع مصر الجميلة بشوارعها وأهلها ورقيها، خلال حلقات مسلسل «ليالى أوجينى».

«الأناقة.. الأنتيك.. القبعات.. الفساتين المنمقة.. الكعب العالى.. الطرابيش.. الحنطور»، مشاهد استعرضها المسلسل باستفاضة، حيث تدور أحداثه فى بورسعيد خلال فترة الأربعينات من القرن الماضى، لمجموعة من الناس يربطهم فندق وتياترو أوجينى، ونجح القائمون على العمل فى اختيار الشخصيات بعناية وإدارة الحوار بينها بشكل جذاب وراقٍ، مما دفع المشاهدين إلى المطالبة بالعودة إلى الماضى، ومحاكاة تلك الفترة فى الأزياء والمعاملات الإنسانية.

{long_qoute_1}

محاولات إحياء التراث المصرى والقضاء على التشويه، هو ما تسعى إليه جمعية المحافظة على التراث المصرى منذ أسست فى عام 2006 وحتى الآن، حيث يوضح المهندس ماجد الراهب، رئيس الجمعية وعضو المجلس الأعلى للثقافة، لجنة الآثار، أن خلخلة الهوية المصرية بدأت منذ ثورة يوليو 1952، حين اتجهنا نحو مفهوم الأمة العربية فى مقابل الهوية المصرية، وتغيّر حتى اسم مصر إلى الجمهورية العربية المتحدة، ومع منتصف السبعينات توغّل الفكر الوهابى، ودمر البقية الباقية من الهوية المصرية، بما تعنيه من تراث وفن وعمارة وأزياء.

نحتاج إلى ثورة فى الدراما لإحياء التراث وإعادة الهوية المصرية، وفقاً لـ«الراهب»: «الدراما تُعزّز القبح المنتشر حولنا وتُبرز العشوائيات، على عكس نهج الدراما التركية والهندية، وظهور مسلسلات من نوعية ليالى أوجينى، يسهم فى إلقاء الضوء على مصر الجميلة، بدليل الحالة التى خلقها مسلسل (جراند أوتيل) العام الماضى، فنجح أن يعمل إشغالاً كبيراً فى الفندق اللى اتصور فيه وعمل رواج لأسوان».

الاهتمام بالتراث وإحيائه مسألة صعبة وتحتاج إلى خطة ورؤية واضحة تتضافر بها جهات عديدة مثل التعليم، الثقافة، الآثار والسياحة: «هل يُعقل مفيش كتاب فى وزارة التربية والتعليم يحكى للطلاب الأمجاد المصرية القديمة»؟ الأمر الذى تحاول الجمعية محاربته بنشر الوعى، أو على أرض الواقع، فيقول «الراهب»: «الجمعية شنّت حملات كثيرة لحماية التراث، بعضها نجح مثل إزالة كوبرى مشاة يربط بين الأزهر والغورية، كما تحارب التشويه الذى لحق بأماكن أثرية مثل شارع المعز، الذى يشهد إهمالاً كبيراً فى الإضاءة والباعة المتجولين، رغم أنه أهم شارع مفتوح يرصد العمارة الإسلامية فى العالم بأكمله وليس مصر فقط، وتاريخه يمتد من القرن الـ12 وحتى الـ19».

محافظة بورسعيد تظفر بمعالم تراثية عريقة، ويمكن استغلالها فى السياحة الدينية، هو ما أكدته المهندسة عزة عبدالمنعم، مقرر المجلس الأعلى للتراث والتنسيق الحضارى ببورسعيد: «المسلسل عامل حالة بين أهالى بورسعيد، خصوصاً أن معالم أثرية كتير فى بورسعيد مغلقة، مثل البيت الإيطالى، وبعضها هُدم، مثل السفارة الأمريكية، ونحاول إنقاذ ما تبقى من معالم وإلقاء الضوء عليها».

«فيلا لوريس»، هى التى يشن المجلس حملة بشأنها حالياً، حيث ترجع إلى عام 1927 ومعالمها طمست وعلى وشك الانهيار: «المنطقة التى تقع بها الفيلا عريقة، وبها كنائس ومدرسة يونانية، ولو أعيد إحياؤها ستخلق جذباً سياحياً».

 

أخرى تبرز الطراز المعمارى الكلاسيكى


مواضيع متعلقة