الشيخ محمد الصيفى.. مدرسة الخشوع

الشيخ محمد الصيفى.. مدرسة الخشوع
- أول دفعة
- الإذاعة المصرية
- الإمام الحسين
- الزعيم السياسى
- الشريعة والقانون
- الشيخ سيد
- الشيخ محمد رفعت
- الشيخ مصطفى إسماعيل
- الشيخ منصور
- العصر الحديث
- أول دفعة
- الإذاعة المصرية
- الإمام الحسين
- الزعيم السياسى
- الشريعة والقانون
- الشيخ سيد
- الشيخ محمد رفعت
- الشيخ مصطفى إسماعيل
- الشيخ منصور
- العصر الحديث
«إذا كنت تبحث عن الخشوع والصوت الذى يصل إلى قلبك دون استئذان، فاستمع إليه»، هكذا أجمع مستمعوه، ومنهم الزعيم السياسى والقانونى الكبير مكرم عبيد باشا، الذى أعلن أنه تعلم القرآن الكريم بأحكامه الصحيحة على يد شيخ القراءة محمد الصيفى.
عاصر «الصيفى» المولود بقرية البرادعة بالقليوبية عام 1885، رائدى التلاوة فى العصر الحديث الشيخين أحمد ندا وعلى محمود، كما ارتبط بصداقة عميقة مع الشيخ محمد رفعت، وكان «رفعت والصيفى» يحصلان على 50 قرشاً نظير إحياء الليلة الرمضانية، وبعد أن ذاع صيت «الصيفى» قبل نهاية الثلاثينات أصبح يتقاضى 10 جنيهات.
حفظ الطفل محمد الصيفى القرآن الكريم فى قريته على يد الشيخ عبده حسين، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1904، وتعلم القراءات على يد الشيخ عبدالعزيز السحار ليتخرج فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1910، ويسكن فى حى العباسية.
بدأ «الصيفى» قراءة القرآن بشكل احترافى فى مسجد فاطمة النبوية بالعباسية، قبل أن يصبح قارئاً لمسجد الإمام الحسين بعد وفاة الشيخ على محمود، وحجز الشيخ محمد مكانه ضمن أول دفعة من القراء الذين التحقوا بالإذاعة المصرية فور انطلاقها وكان ذلك فى مايو 1934.
«الصيفى»، الذى تميز بتلاوة محكمة عذبة خاشعة، كان من بين 4 قراء كبار أحيوا ليالى عزاء زعيم الأمة سعد زغلول، وكذلك عزاء الملك فؤاد الأول، وكان الصيفى هو القارئ الوحيد الذى رفض التلاوة فى قصر الملك فاروق فى شهر رمضان، وعندما سأله ناظر الخاصة الملكية عن سبب رفضه، قال: «صحتى لا تساعدنى، ومولانا يستطيع سماعى جيداً من الراديو».
وحول تقييمه لمشاهير قراء جيله، يقول الشيخ محمد الصيفى، إن أعظم الأصوات التى سمعها فى حياته هو صوت الشيخ محمد القهاوى، والشيخ منصور بدار، وبعدهما الشيخ مصطفى إسماعيل. وعندما سئل عن صوت الشيخ محمد رفعت قال «الصيفى»: «رفعت لم يكن كبقية الأصوات تجرى عليه أحكام الناس.. لقد كان هبة من السماء».
أيضاً اعتبر «الصيفى»، الذى تميز بالتفقه وسعة الإطلاع وإجادة القراءات القرآنية العشر، أن الشيخ سيد درويش أحدث انقلاباً فى الموسيقى والشيخ على محمود أحدث انقلاباً فى فن الموشحات، كما اعتبر أن الشيخ عبدالعظيم زاهر هو الصوت الباكى الذى يصل إلى القلوب مباشرة، ويرى «الصيفى» أن «القراءة المطلوبة يجب أن يشترك فى ترتيلها اللسان والعقل والقلب».
وقبل أن يغادر دنيانا، فى 25 سبتمبر عام 1955، ترك لنا العديد من التسجيلات القرآنية الرائعة، ما زالت تذاع حتى الآن فى الإذاعات المصرية والعربية والأجنبية، ومنها «صوت لندن وإذاعة برلين وإذاعة موسكو»، كما ترك لنا ابناً هو المخرج والمؤلف والمنتج السينمائى الراحل حسن الصيفى، الذى أخرج وشارك فى كتابة سيناريوهات نحو مائة فيلم.